الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل اثنين)

عيّن خير- (كل اثنين)
27 يونيو 2010 21:16
الخجل .. وأصدقاء السوء المشكلة عزيزي الدكتور: بدأت مشكلتي الكبرى وأنا طالب في الصف الأول الثانوي، فأنا الابن الثاني لأسرة طيبة ومتماسكة ومستقرة، وكنت أعيش حياة طبيعية للغاية ولا أعاني من أي مشاكل أو ضغوط حياتية، وكنت حتى هذه الفترة ناجحا في دراستي إلى حد كبير، وأحظى بعلاقات جيدة مع الأصدقاء، وفي أحد الأيام تعرفت على صديق جديد لا أعرف كيف انجذبت إلى مغامراته وطيشه أكثر من أصدقائي الآخرين، ولاحظت أنه يدخن، وتدريجياً وجدت عندي الرغبة في مشاركته التدخين، وشجعني على تفويت كثير من حصص الدراسة للذهاب إلى الأسواق، والتحرش بالفتيات المراهقات رغم أنني كنت أعاني من الخجل إلى حد كبير، ودخول السينما في أوقات الدوام المدرسي، وبدأ مستواي الدراسي يتذبذب، وفي إحدى المرات التي خرجنا فيها إلى السهر خارج البيت، أعطاني سيجارة قال إن بها شيئاً ما سيجعل مزاجي أفضل وسيشجعني على الحديث مع صديقتي التي تعرفت عليها من خلاله، ولا أعرف ما الذي حدث، وكيف وجدت نفسي أتوق إلى هذا الصنف الذي يضعه لي في السيجارة، وعلمت أنه هو “الحشيش”، وتوهمت أنه السبب في شعوري بالراحة والجرأة. لم أتردد بعدها في تدخين الحشيش، وسرعان ما أصبح عادة أسبوعية بل ويومية، وكنت أضطر إلى البقاء خارج البيت لفترات طويلة، وأحرص على أن يكون ذلك دون ملاحظة الأسرة، وساعدني انشغال والدي طول اليوم، وعدم إلمام والدتي الكافي بما يمكن أن يجري، بعد ذلك تعلمت تعاطي الحبوب المنشطة، وأصبحت لا أنام ولا أستطيع أن أبدأ يومي إلا بها، واكتشفت أنني أصبحت مدمناً لها، إلى أن تردت صحتي ونحل جسمي وأصبحت لا أشتهي الأكل، ولا أحب أن أرى ولا أختلط بالناس، لاحظت أسرتي هذا التغير الذي صاحبه تغيرات في الطباع والسلوك، ولم يشكوا في تعاطي المخدرات وظنوا أن الأمر طبيعي. .. لاحظ أحد الأصدقاء المقربين أيضاً حالتي الصحية وأخبرته أن ذلك من تعاطي الحبوب فأشار علي مشورة كان لها أثر أسوأ من سابقتها بناء على مشورته التي ستعيد شهيتي للأكل وصحتي كما كانت عليه وأفضل، انغمست في تعاطي نوع آخر من الحبوب المخدرة، وبين عشية وضحاها وجدت نفسي مدمناً عليه بكل تأكيد كان لابد من أن يصاحب الانحراف في المخدرات تراجع مستواي الدراسي يدل أن هناك شيئاً خفياً. .. بدأت أشعر بنظرات الشك من أبي وأخذ يراقب تصرفاتي وسرعان ما اكتشف أمري بعد أن وجد بعض الحبوب في غرفتي، الصدمة كانت عظيمة وكبيرة على أبي الذي كان ينتظر أن أكبر حتى أكون سنداً وعوناً له وشرفاً للعائلة، وأجبرني أبي على مراجعة الطبيب للعلاج، وبالفعل وقفت عند رغبته ووجدت كل اهتمام وعناية وتوعية وبرامج جعلتني اتخذ قراري بالتوقف عن المخدرات. وبعد انتهاء مرحلة العلاج انقطعت عن التعاطي لمدة سنة، وعدت للدراسة بانتظام، لكن لم أفارق شلة الأصدقاء التي غادرها كثير من أصدقائي الذين لم ينضموا إلى زمرة التعاطي، وسرعان ما انتكست وعدت إلى تعاطي الحبوب بفعل أصدقاء السوء، ودون سابق موعد تعرفت على نوع جديد من المخدرات وهو الهيروين. ووجدت نفسي أهمل دراستي، وأقضي وقتاً طويلاً أبحث عن وراء هذه السعادة الزائفة، وكان الهيروين كسابقيه من ناحية الأسعار سعره مرتفع جداً ولا يوجد بسهولة الأمر الذي جعلني أطلب المزيد من الأموال متحججاً بأعذار وأسباب وهمية، ووجدت نفسي مضطراً إلى الكذب والتبرير للحصول على النقود. أثار ذلك حفيظة والدي وجعله يعاود الشك في مدى علاجي من التعاطي، وصبر علىّ والدي كثيراً على أمل أن يصلح حالي لكن المؤشرات كانت تدل على أنني في انحدار مستمر، ونفد صبره وقرر أن يصطحبني إلى المكان المخصص للعلاج. كانت الصدمة تنتظر أبى بعد نتيجة التحليل معتقداً أنها ستحصر على الحبوب والحشيش فقط، لكنه صدم عندما أبلغه الطبيب بأن النوع جديد هذه المرة، وصعق أبي من الخبر ولم يتخيل أن الأمر سيصل بي إلى التعرف على أنواع جديدة من المخدرات لا سيما أنه لم يقصر معي في شيء للتخلص من الإدمان. وعلى الرغم من الصدمة المؤلمة التي استقبلها والدي، لم يغادر المكان إلا بعد وقت طويل قضاه في إسداء النصائح، وقطع الوعود لي بالوقوف معي مهما كلف الأمر شريطة التوقف عن التعاطي. وعدت أبي خيراً وبدأت رحلة علاج جديدة لم تتكل بالنجاح، واستمررت أدخل المجمع وأخرج منه دون فائدة رغم كل ما يقدمونه لي إلا أن المخدرات قد تغلغلت في دمي فسرعان ما أعود للتعاطي بعد العلاج. لكنني أنا آلان عاقد العزم وصادق النية إن شاء الله في التوقف وتعويض أسرتي ما سببته لهم من متاعب مضنية وأن أحاول استعادة ما فقدته بسبب المخدرات التي دمرت حياتي ونقلتني من طالب متفوق وصالح الى مريض ومدمن. وأمام حلتي هذه بم تنصحني؟ ولماذا أنا أخشى تكرار الانتكاسة مجدداً، وما السبيل إلى الاستمرار في التعافي دون مخدرات؟ حسين ح. م النصيحة ولدنا العزيز: قصتك هذه حالة متكررة نراها كثيراً بين قصص الصبية والمراهقين الذين تورطوا فيما تورطت أنت فيه. وأحيي فيك شجاعتك ورغبتك في الخلاص من أزمتك، وعليك أولاً أن تحدد بينك وبين نفسك الخسائر والأضرار النفسية والاجتماعية التي ألمت بك بسبب الإدمان، وأن تعي وتدرك أن المراهق في مثل سنك يميل بطبيعة مرحلة النمو التي يعيش فيها إلى حب الاستطلاع والمغامرة، ويسعى وراء الملذات الحسية الوهمية التي يزينها له الشيطان متمثلاً في رفاق السوء، وتنمو لديه الرغبة في اكتشاف الجديد والمثير في الحياة دون وعي، وتلك الحالة تجعل المراهق يعيش أحوالاً نفسية متناقضة تتراوح بين التمسك بالأخلاقيات والقيم من جهة والرغبة في ممارسات الخبرات الجديدة تحت تأثير الأصدقاء والمثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى. لذا نجد المراهق يسعى إلى ممارسة سلوكيات يشعر أنها تعطيه توكيداً لذاته الناشئة، وتبدو في ممارسة بعض السلوكيات السلبية مثل تدخين السجائر وتعاطي المخدرات. وهنا يبدأ تأثير الأصدقاء السلبي، ويدعم ذلك التوجه السلبي رغبة بعض المراهقين في الشعور بالاستقلالية والتحرر من القيود الأسرية والتمرد على القيم، كما يبدو على المراهق أحياناً ملامح من وعدم الاستقرار والتوتر والميل إلى الجدل والعناد وسرعة الغضب والخجل وتلك السمات في مجملها تدفع بعض المراهقين إلى التدخين وتعاطى المواد المخدرة بدافع التجربة ثم يبدأ في التورط التدريجي شيئاً فشيئاً وكلما حاول التوقف فلا يمكنه التعامل مع الآثار البدنية والنفسية المصاحبة للتوقف، فتنشأ لديه حالة من السلوك القهري يكون الاشتياق البدني النفسي فيها هو المؤثر الفعال في دفعه المستمر نحو التعاطي وهكذا. إذن التجربة الأولى سواء في التدخين أو تعاطي المخدر هي البداية، وينبغي أن ننبه المراهقين إلى خطورة التجربة الأولى وأهمية الحرص على عدم الإقدام عليها، وتزداد مشكلة تعاطي المراهق للمخدرات تفاقماً عندما يتعاطى المراهق داخل مجموعة من الأصدقاء، فذلك الانتماء الوجداني لجماعة إدمانية يعزز لديه شعور العضوية في جماعة متوحدة المشاعر والعواطف، وبذلك يكون المراهق قد هبط بالتدريج إلى قاع عالم المخدرات، ويحتاج إلى تدخل علاجي منظم وبدون حصول المدمن على العلاج في برنامج علاجي بأحد مستشفيات علاج الإدمان يظل ومعه الأسرة في دوامة لا تنتهي من المشكلات المؤلمة. عليك أن تدرك وتستوعب أولاً الأسباب الذاتية بداخلك التي دفعتك للتورط في تجربتك الأولى، وأن تعي علاقة الخجل الشديد، وأسباب عدم قدرتك على أن تقول “لا” في المواقف التي تحتاج ذلك، وأن تسلم نفسك لفريق علاجي يتفهم حالتك جيداً ويرسم لك خطة التعافي، وتحرص على تنفيذها بدقة، والخوف من الانتكاسة أمر جيد، فلا تستهين بالمشكلة، ولا تعتبر نفسك في مأمن منها، لكن الأهم أن تبعد عن كل أسباب الانتكاسة وفي مقدمة ذلك رفاق السوء، كما ينصحك به الفريق العلاجي. البداية.. حبوب للسهر! عزيزي الدكتور: أنا شاب في منتصف الثلاثينات، طالب جامعي، بدأت مشكلتي منذ أربع سنوات بتجربة تعاطي الحبوب المنبهة أيام السهر للامتحانات مثل زملائي الذين أقنعوني بأنها تفيد في السهر والمذاكرة، ووجدت أنها منتشرة بشكل كبير بين الطلبة لاعتقادهم أنها تساعد على التحصيل الدراسي، وتزيد من القدرة على جمع المعلومات، وجربتها، وسهرت، وذاكرت كثيراً، لكنني في النهاية اكتشفت أن هناك استحالة من استرجاع المعلومات التي كنت اختزنها في ذاكرتي، وكانت النتيجة الرسوب المتكرر حتى تم فصلي من الكلية لمدة عام، وساءت حالتي النفسية لفشلي لأول مرة في حياتي، وبدأت أضع الحواجز حتى لا يعرف أحد سري، وبدأت أنجرف مع زملائي في تجريب أنواع أخرى من المخدرات مثل الأدوية المخدرة، والحشيش والمارجوانا وخاصة عند السفر إلى الخارج هروباً من الفشل، وعندما كنت أسأل نفسي: هل أنا مدمن؟ كانت الإجابة بالنفي ما دمت بعيداً عن الهيروين أو الكوكايين فأنا لست مدمناً، وصدقت نفسي، وتماديت حتى أشعر برجولتي، لكن كلما تألمت من أعراض الانسحاب أو الامتناع عن العقاقير إياها انجرفت أكثر لزيادة نسبة المواد المخدرة التي أتناولها وأتعاطاها، وكنت معتقداً أن المخدرات ستحل جميع مشاكلي، وفوجئت أنها تزيد حياتي ومشاكلي تعقيداً، وأخيراً وصلت إلى الهيروين لاحتياجي الشديد لمواد تحدث تأثيراً أكبر. وأصبح الحصول على الأموال لشراء المخدرات هو همي الوحيد، ولجأت إلى الكذب، والنصب على زملائي لاقتراض النقود منهم، ووصل بي الحال إلى إيقاف أي شخص في الشارع للحصول على ثمن حقنة الهيروين، وقد أقنعني رفاق الإدمان بأن المخدرات تجعلني طليق اللسان، وإقامة علاقات مع الجنس الآخر بسهولة، لكنني فوجئت أنني تحولت إلى إنسان بليد فاقد الإحساس والشعور، وبدأت أشعر بالانطوائية، ولا أشارك أسرتي في أي شيء أو في أي مناسبة، والتي كانت تتألم وتموت كل يوم بسببي، وبدأت في سرقة أشياء ثمينة من المنزل، وبدأت صحتي تنهار، وأصبت بآلام في الكبد، وقرحة المعدة، وأصبحت مهدداً من قبل الشرطة لقد كانت صدمتي كبيرة عندما بدأ أصدقائي يموتون أمامي من المخدرات، هنا بدأت وتقدمت للعلاج أكثر من مرة في مركز متخصص في دولة شقيقة، وتشجعت وأخذت موعداً، ووجدت المقابلة أكثر من جيدة، والعلاج بأسلوب تربوي محترم، وبدأ التغيير الكامل، والعلاج عن اقتناع، والحمد لله أنني نجحت في التوقف طيلة سنة ونصف تقريباً، لكنني لازلت أعاني من نظرة المجتمع لي، وبعد أن فقدت دراستي أطمح في الحصول على عمل مناسب يكفيني عائده ضرورات الحياة، ولا يكون لدى وقت متسع يدفعني إلى أصدقاء السوء من جديد، فبم تنصحني؟ هاشم. ص النصيحة صديقي العزيز إن أول نصيحة أوجهها إليك الآن ألا تعتبر مدة السنة ونصف كافية لكي تقول إنك الآن في مأمن تام من الانتكاسة، احذر ذلك، فان الاشتياق للمخدر يبقى لديك ويلازمك طول العمر. ولا يعني ذلك أمراً أو مؤشراً سلبياً، فأظن أن الفريق المعالج لك زودك بهذه الحقيقة، فالمدمن يظل أسير إدمانه مدى الحياة، وعليه أن يتعلم كيف يستمر، وهناك من يصف ذلك بطريقة “يوماً.. بيوم”، وأن تتذكر كل يوم أن عليك أن تجتاز يومك الجديد بعدم التعاطي والحياة دون مخدر. ها هو الإدمان لمن لا يعرفه، ففي اللحظة التي تظن أنك أقوى فيها من “شوقك للمخدر” وأنك تستطيع أن تتحكم في هذا الشعور، تأكد أنها لحظة السقوط والانتكاسة، وندعو الله أن يجنبك إياها. أما العودة إلى حياتك الأولى، فلا تعتبر نفسك توقفت ليقول الناس عنك إنك توقفت، ولا تتعلل بالوقت والفراغ لتبرر لنفسك انتكاسة محتملة والعياذ بالله، بل اعزم على الاستمرار سواء وفقت اليوم أو غداً في الحصول على عمل، فليس كل الناس الذين ليس لديهم عمل مدمني مخدرات، بل استمر في البحث والاجتهاد والمثابرة، وإن شاء الله سيحالفك التوفيق عن قريب. أما تغيير نظرة المجتمع، لن يكون بوسعك ذلك على وجه السرعة لتعيد ثقة الناس والمجتمع بك، لكن السبيل الوحيد أمامك الاستمرار في التوقف لتثبت لنفسك أولاً ثم للمجتمع أن بمقدورك أن تعود للحياة دون مخدر، وثق أن نظرة الناس ستتغير، واستمرارك سيجبر الناس على تغيير رأيهم وموقفهم منك بشكل إيجابي ما دمت مستمراً في تحدي نفسك أولاً والاستمرار في التعافي دون مخدرات. مع أطيب التمنيات. الحيلة الخبيثة! المشكلة عزيزي الدكتور: تزوجت منذ حوالي خمس سنوات، وأنجبت طفلاً جميلاً، وكنا نعيش عيشة هادئة مستقرة إلى ما يقرب من عامين، ولم يكن هناك ما ينغص حياتنا الزوجية سوى أمر واحد فقط، عندما اكتشفت أن زوجي يتعاطى الخمور”المشروبات الكحولية”، وعندما اكتشفت ذلك من رائحته عندما يأتي إلى المنزل متأخراً، كان يتعلل بالأصدقاء، وأنها مرة عابرة ولن تتكرر، ومرة أخرى بأنها كانت لزوم مناسبة اجتماعية أو احتفال ما، وكنت أصدقه، أو اضطر إلى تصديقه تجنباً للمشاكل والفضائح، وكثيراً ما ثارت المشاكل حول نفس الموضوع، وكان يتعهد بعدم تكرار ذلك في كل مرة، لكن منذ أكثر من سنة بدا وكأنه لا يبالي ولا يهتم بالأمر، بل يلجأ إلى شرب الخمر في المنزل في أحيان كثيرة حتى لا يضطر إلى الخروج، ولا يلتقي بالأصدقاء على حد قوله، وأخذ يدعوني إلى الجلوس معه أحياناً، ويصر على ذلك في بعض المرات، وعندما أمتنع تثور ثائرته ويغضب، ويهددني بترك البيت والعودة إلى أصدقاء السوء مجدداً، وأن في جلوسي معه متعة هو يحبها، وأحيانا كان يريدني مشاركته أو تجربة الخمر ويزعم أنها ستجعلني أكثر هدوءاً، لكنني أرفض بشدة وأعنفه وأرى أن مجرد وجودي معه حرام، وأصبحت لا أطيق رائحته عندما يكون في هذه الحالة، واحترت ماذا أفعل معه، وفكرت في الانفصال عنه، لكن ابني الطفل يقف حائلاً دون ذلك، ولا أعرف كيف أتصرف معه• فبم تنصحني؟ ج - ن النصيحة سيدتي•• من الناحية الشرعية، أظن أنه لا يجوز على الإطلاق جلوس الزوجة مع زوجها وهو يحتسى الخمر، أو أن يدعوها إلى تلبية خدمات لزوم التعاطي من إحضار أدوات أو الخمور أو الكأس، أو خلاف ذلك، وفي هذه الحالة على الزوجة أن تترك زوجها، وتعتزله، إلا إذا هددها وأجبرها على نفسها، وإن أطاعته فلا بأس عليها، ولا إثم عليها إن شاء الله، ولكن عليها أن تسعى إلى النصيحة والمشورة، ومحاولة اقناعه بالإقلاع عن احتساء الخمور، بالحسنة، والهدوء، والابتعاد عن العصبية، والعناد، وعلى أقل تقدير تجنب تعاطيه الخمور في البيت حرصاً على الأبناء وسمعة الأسرة، وإذا أجبرها على معاشرته، وتعرف أن رفضها سيغضبه ويفسد حياتها معه، عليها أن تعطيه حقه وتمكنه من نفسها، وتلجأ إلى الحوار معه في لحظات الهدوء، وفي جو خال من الرغبة، والتوتر، وتأثير الخمر.. ويمكنك الرجوع والتأكد من قسم الإفتاء بوزارة العدل والشؤون الدينية والأوقاف. من جانب آخر.. يهمني هنا أن تتفهمي أمراً مهماً للغاية، هو لجوء بعض مدمني الخمور إلى الرغبة في مشاركة زوجاتهم معهم تعاطي الخمور، كنوع من اختلاق ألفة واهية، وجو معين يرغب فيه الزوج للمشاركة الوجدانية من شريكة حياته، حتى تصبحان “في الهوا•• سوا”، أو كطريقة خبيثة لإسكات صوت ونغمة الاعتراض والاحتجاج والمناقشة والرفض، وهي حيلة لئيمة يلجأ إليها كثير من المدمنين للتأثير السلبي على من حولهم. على أية حال•• لابد أن تدركي أن مهمتك صعبة، وتحتاج إلى صبر كبير، وفن في التعامل والقدرة على التأثير، ودراية كبيرة أيضاً بطرق التعامل مع مدمني الخمور، وكيفية إكسابهم القدرة على الاستمتاع بالوقت والحياة دون خمور•• أما أمر الانفصال أو الطلاق، فهذا أمر متروك لك وحدك لن يقرره غيرك، وعليك عدم التسرع قبل نفاد الصبر، فاصبري، وحاولي، ولا تيأسي، ونجاحك يتوقف على عزمك وإصرارك على النجاح، ونتمنى لك كل التوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©