الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل يستغل الصينيون سيولتهم المالية في شراء شركات ألمانية؟

19 ابريل 2012
برلين (د ب أ) - جاء أغنى رجل في الصين، ليانج وينجن، رئيس شركة “ساني”، أكبر شركة صينية لصناعة الآلات، بنفسه إلى ألمانيا لمعاينة آخر إنجاز له، إنها شركة “بوتسمايستر” الألمانية المتخصصة في صناعة آلات شفط ودفع الخرسانة التي تستخدم في البناء. يأتي ذلك بعد ثلاثة أشهر من شراء الصينيين هذه الشركة التي تقع في مدينة أيشتال القريبة من شتوتجارت جنوب ألمانيا. قال ليانج، لدى زيارته لمقر الشركة أمس الأول، إنه يعتزم تسطير قصة نجاح بالشركة الألمانية “وسيكون اندماج شركة ساني وشركة بوتسمايستر نموذجاً يحتذى به في التعاون بين الشركات الألمانية والصينية”. كما أن عملية الشراء نموذج أيضاً على انتهاء الأوقات التي كانت فيها الصين بمثابة “امتداد لمنضدة ورشة للغرب”، وفي أحسن أحوالها محفزاً للمنافسة العالمية من خلال منتجاتها رخيصة الثمن. فقد أصبحت الصين تفيض ثقة بالنفس سياسياً واقتصادياً وأصبح ذلك يتجلى كثيراً في ظهورها كشريك تنموي وكدولة مانحة لشركات في أوروبا. رغم أنه لم تبرم حتى الآن صفقات هائلة بين مستثمرين صينيين وشركات ألمانية، إلا أن العديد من أصحاب الشركات المتوسطة الناجحة في دولة الآلات، ألمانيا، أصبحت منذ فترة طويلة هدفاً لمستثمرين صينيين يفكر بعضهم في الاستحواذ على شركات كاملة. يفضل استراتيجيو الشركات الصينية في بكين وشنغهاي وغيرها من المدن الصينية الكبيرة البحث عن شركات مالكة لتقنيات عالية لها مكانة خاصة في مجالها والتي يحتاجها الصينيون في توسيع البنى التحتية لشركاتهم. من هذا المنطلق اشترت شركة “ساني” الصينية شركة “بوتسمايستر” الألمانية واشترت معها إلى جانب علامتها الشهيرة تقنيات ألمانية خاصة ومعها أسواق وشركة توزيع خاصة بها خارج الصين يمكن من خلالها ترويج منتجات “ساني” مستقبلاً في جميع أنحاء العالم. أما شركة “بوتسمايستر” فستتمكن من خلال شركة “ساني” من ترويج أوسع لمنتجات خاصة بها مثل خلاطات الخرسانات. وقال كارل شليشت، مؤسس شركة “بوتسمايستر”،:”إذا اعتمدنا بشكل رئيسي على صناعة منتج واحد فإن ذلك لا يجعلنا آمنين ضد الأزمات في السوق العالمية”. وبالطبع فإن شليشت يتحدث عن شيء يعرفه جيدا حيث عانت شركته “بوتسمايستر” عام 2009 من سقوط مدوٍ وخسائر فادحة احتاجت معه إلى وقت طويل حتى تتعافى ببطء وتعود للعمل في الصفوف الأمامية للشركات المنافسة لها. وقال نوربرت شويش، مدير شركة “بوتسمايستر”، إن شركته لم تكن لتستمر على المدى البعيد إذا لم تستعن بشركاء. وهناك شركات أخرى ألمانية في قطاعات مختلفة مثل شركات الطاقة الشمسية وشركات السيارات موضوعة على قائمة الشراء الخاصة بمستثمرين أقوياء من الصين حيث قدمت مجموعة شركات “سي أي تي أي سي ديكاستال” الصينية في أكتوبر من العام الماضي عرضاً لشراء شركة “كي اس ام كاستينجس” الألمانية لمستلزمات السيارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©