الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثر العبادة في حياة الإنسان

أثر العبادة في حياة الإنسان
17 سبتمبر 2008 00:59
العبادة هي إظهار العبودية لله تعالى بأقوال وأفعال، هو الذي شرعها سبحانه وتعالى، وتشترك في هذه الأقوال والأفعال الروح والفكر والجسم أي الإنسان كله ظاهره وباطنه، وإن أخذت العبادة أقوالاً متعددة وأشكالاً مختلفة من صلاة وصيام وحج وغيرها، إلا أن غايتها كل واحدة هي الرقي بالإنسان في عمقه وباطنه ليكون موصولاً بالله تعالى، بأن يكون في ظاهره منضبطاً بالمنهج القويم سائراً على الصراط المستقيم الذي جاء بيانه من الحكيم العليم، فإذا وصل الإنسان إلى ذلك أو أدرك هذا المعنى أوحاول بكل جهده الوصول إليه فقد حقق مقصد العبادة، وإلا فإنه محروم من أثر العبادة العاجل والآجل في الثواب والمعنى، والفوائد المادية اللازمة لها· ولقد جاء بيان هذا المعنى في آيات كثيرة من القرآن الكريم ونصوص عديدة من الحديث الشريف، قال الله تعالى: (أتل ما أُوحِي من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت: الآية ·45 ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فالصلاة أنذاك لم تحقق مقصدها من تطهير للروح وتنقيح للفكر واستقامة للجوارح· وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة: الآية ،183 فالغاية من الصيام هي التقوى، وأن يكون الإنسان في وقاية وحصانة مما يشينه في ظاهره وباطنه، فإذا لم يتحقق ذلك من الصوم فما الفائدة منه؟، ولهذا جاء الأمر في الحديث النبوي الشريف للصائم إن سابه أحد أو شاتمه أو اعتدى عليه أو أساء له أن يصبر ويتحمل ولا يترك لنوازع انفعالاته الانفلات، بل يكظمها ويتذكر أنه متلبس بالعبادة، وليقل: إني صائم إني صائم، فهو الذي ألجم مني الرد السيئ، والتصرف غير اللائق· وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (قال الله تبارك وتعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة والمصاب ذاك نوره كنور الشمس أكلأه بعزتي وأستحفظه ملائكتي، أجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلماً، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة) أخرجه البزار، وهو حديث حسن· ومن ثم، فإن العبادة ماكانت إلا لفائدة الناس فرادى ومجتمعين (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) الحج: الآية ،37 فإذا أدركوا مقاصدها وارتفعوا إلى تحقيق غايتها فسيبقى الفرد في ترق دائم يوماً بيوم وأسبوعاً بأسبوع وعاماً بعام، وإن لم يكن ذلك فستصبح عادة من العادات التي يعتداها الإنسان ويقوم بها دون أن يفكر فيها، وهنا يدخل إليها ما يدخل الشوائب والتحريفات، وإذا كان الترقي من طائفة كبيرة من الناس فسيرتفع المجتمع كله ويسمو بالعبادات المتكررة، ويحقق له كلما ختم عبادة أن يعلن الاحتفال شكراً لله ويرجو منه القبول· فالصيام يختم بالعيد، والصلاة تختم بالسلام، وهو عنوان المحبة والأمان، والحج يختم بالنحر والحلق والتطيب· إن حسن العبادة وأداءها على وجهها الذي شرعه الله تعالى معراج للمؤمنين وسكينة وأمن وطمأنينة للمجتمع كله، ومنهج واضح لرقيه وتقدمه، فإذا أحسنا العبادات فقد لاحت لنا بشائر التوفيق كما قال تعالى: (الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) يونس: الآية ·64 المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©