الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستمتاع بتلاوة القرآن

الاستمتاع بتلاوة القرآن
17 سبتمبر 2008 00:59
يعد ''الاستمتاع'' بآيات القرآن الكريم حين تلاوتها، وتدبر معانيها، والعزم الصادق على العمل بها، من أهم فضائل القرآن الكريم على أهله· ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح، أستاذ العقيدة بجامعات الأزهر وقطر وأم القرى أن المجتمعات الإسلامية التي آمنت بالقرآن الكريم مطالبة بأن تفتح القلب لآياته، لكي يستمتع أفراد المجتمعات الإسلامية في شهر رمضان المبارك بقراءته وسماعه، حتى ينفض عن المسلمين غبار السهو والغفلة، ويعود بهم الزمن إلى سابق عهدهم في ريادة البشرية وقيادتها إلى الخير· ويضيف كان شهر رمضان المبارك ظرف زمان، والدنيا كلها ظرف مكان لنزول القرآن الكريم الذي شرف الله عز وجل به الخلق أجمعين، وغدا أعظم منهج عرفته الدنيا، وأقوم طريق جمع الله سبحانه وتعالى فيه أطراف الخير وجوهر الحق، وخلاصة ما يتطلع إليه البشر في مجالات العقيدة، والشريعة، والحق والسلوك والمبادئ والفضائل والمثل· ويؤكد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء بالقرآن الكريم إلى البشرية كلها، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهدي الناس إلى الحق، قال تعالى في سورة المائدة: ''يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ''· ومن الطبيعي أن يكون هذا القرآن الكريم دائما ينبوع العطاء الذي لا ينتهي له مدى ولا ينضب له معين· ويقول: إن القرآن الكريم كلام الله· وكلام الله صفة قديمة قائمة بذاته تعالى لا تتقيد بزمن ماض ولا حاضر ومستقبل، ولذلك يقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: (إنك حينما تتلو آيات القرآن أو تسمعها يكلمك الله توا)· ومما هو واضح من أحاديث رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' في البخاري ومسلم أن سيدنا جبريل، عليه السلام، كان يدارس النبي ''صلى الله عليه وسلم'' القرآن الكريم في شهر رمضان· ويوضح الدكتور السايح أن مدارسة جبريل عليه السلام معناها ''الاستمتاع'' بالقرآن الكريم· قال عبد الله بن عباس ''رضي الله عنهما'' كان رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن''· ويشير إلى أن الصحابة، رضوان الله عليهم، كانوا يتخذون من شهر رمضان المبارك موسما للاستمتاع بالقرآن والتعاون على البر والتقوى، ذلك أن المؤمن الصائم حينما ينشغل بقراءة القرآن والاستمتاع به، فإنما يفعل ذلك من هدي النبوة وسنة من سنن الإسلام الصالح· ويشدد الدكتور السايح على أن تعهد القرآن الكريم بالقراءة والسماع والتدبر واجب في كل وقت، إلا أنه في شهر رمضان المبارك أولى، حيث تنساب على خاطر المؤمن دلالات تملأ النفس سعادة وجمالا وأمانا وإيمانا وصفاء ومحبة· ويقول: إن الشفاء من أمراض النفوس، وأدواء المجتمع لا يتم إلا بالقرآن الكريم· قال تعالى في سورة الإسراء: ''إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا''، وقال تعالى في سورة الإسراء أيضا: ''وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا''· ويوضح الدكتور السايح أن هذا القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على قلب رسوله محمد ''صلى الله عليه وسلم'' في شهر رمضان المبارك هو الذي حوّل مجرى التاريخ، وأقام أمة كانت مضرب الأمثال في الصدق والوفاء والعمل ويضيف أن القرآن الكريم روح المسلمين يشع فيهم الكينونة والوجود، وهو قلبهم النابض بالحياة، وحركتهم التي تدفع إلى الرقي الفكري، وعقلهم الذي يدر الأمل ويبعث على الحق والخير في كل وقت، وفي جميع أنحاء المعمورة· ويقول: إذا كان الإنسان ذلك الكائن الحي لا وجود لشخصيته إلا بروحه وعقله فإن المسلم لا كيان له ولا حياة بغير ''الاستمتاع'' بالقرآن الكريم الذي هو الروح والعقل والقلب والشفاء والضياء، قال تعالى: ''يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا''· وقال عز وجل أيضا: ''ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ؟ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ؟ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©