ممثلون غائبون عن مائدة الإفطار ومسلسلات مهددة بالتوقف

في الوقت الذي يستمتع مشاهدو التلفزيون بسلّة من الأعمال الرمضانية على هامش موائدهم، يغيب عنهم أن أبطال ونجوم أماسيهم مازالوا يتابعون تصوير الأعمال التي تعرض حالياً، بعيداً عن موائد الإفطار العائلية، التي يصعب تعويضها ونسيانها· لن يخطر في بال أن من يطارد غزالاً ليهديه إلى حبيبته، سيواصل الجري والعمل في صحراء تدمر السورية، وأن من ينتظر معشوقته تحت مطر مصطنع في دمشق، سيواصل انتظاره تحت المطر، أما من تسابق موتها بين القاهرة وجبل العرب، فستمضي رمضانها في هوليود العرب· فقد درجت العادة، في زحمة سوق العرض الرمضانية، أن تتابع المسلسلات ما تبقى من تصوير وعمليات فنية أخرى قد لا تنتهي إلا بانتهاء الشهر الكريم· أحياناً، تصل الحلقة التلفزيونية إلى قناة العرض في اليوم الذي ستعرض فيه، الأمر الذي يحدِث ارتباكاً إدارياً، خصوصاً لدى المحطات التي تتميز بإجراءات رقابية مشددة، كالتلفزيون السوري· الحلقة تصل إلى مشاهديها ساخنة إذاً، بينما يتابع الممثلون والفنيون عملهم، في خضم طقوس رمضانية لا تنسى أيضاً، ولا تتكرر· فللتصوير في رمضان نكهة لا يشبهها التصوير خارجه، إذ يأخذ الممثل انطباعات حارة وطازجة من الناس، وقد يحظى بانطباع على حلقة لم يمض على تصويرها يوم، ما يقتضي حماسةً، أو إحباطاً، في الحلقات التالية· أي رمضان يعيشها فريق مسلسل ''فنجان الدم''، الذي انتهى منذ يومين فقط تصويره في منطقة تدمر السورية، حيث أمضى جمال سليمان، وميساء المغربي، وعبدالمحسن النمر، وباسم ياخور، وقصي خولي ونسرين طافش وآخرون، نصف رمضانهم· والأمر نفسه حدث لممثلي الجزء الثاني من ''الحصرم الشامي''، خالد تاجا، فارس الحلو، قصي خولي، قمر خلف، وقيس الشيخ نجيب، الذي انتهى تصويره منذ أيام، ويعرض على قناة المسلسلات من ''أوربت''· كذلك، فإن كاريس بشار ولورا أبو أسعد ستنتظران أربعة أيام أخرى لتنتهيا من تصوير دوريهما في ''زهرة النرجس''، من إخراج رامي حنا، والذي يعرض على قناة ''أبوظبي''، وعلى الفضائية السورية وسواهما· ويفسّر منتج العمل الممثل عبدالهادي الصباغ أسباب التأخير بالقول ''نحن بالكاد انتهينا من تصوير عمل آخر هو ''يوم ممطر آخر''، ولكن الممثلين الذين يشتغلون في أكثر من عمل تلفزيوني عطّلوني أيضاً، كان علينا أن ننسّق للممثلين في مختلف مواقع التصوير، بين صحراء تدمر، والمغرب، ولندن''· وفي مسلسل ''رياح الخماسين'' يمضي أسعد فضة وسلمى المصري وفايز قزق وديمة قندلفت وقتاً كبيراً من شهر رمضان في التصوير، فعملهم يحتاج إلى أسبوع آخر من العمل، قبل المونتاج والعمليات الفنية المتعددة، وكذلك فإن العمل يخضع إلى ''تحليل دم'' غير اعتيادي، خصوصاً أنه يروي سيرة معتقل سياسي سوري سابق، ما جعله مرفوضاً على التلفزيون السوري الحكومي، فأوقفته قناة ''الدنيا'' السورية الخاصة بعد حلقته الثالثة· لكن الطريف في الأمر أن منتجي العمل راحوا يقصّون هم قبل الرقيب، وربما أيضاً يصورون سلفاً على هواه· أما سلاف فواخرجي فعليها أن تنتظر حتى العشرين من الشهر الجاري كي تعود إلى بيتها، إذ تتابع النجمة السورية إلى جانب فراس ابراهيم وعابد فهد، تصوير آخر مشاهد مسلسل ''أسمهان'' في القاهرة· وهم هذه المرة في مناخ رمضاني مختلف، إذ يعيشون رمضاناً مصرياً خالصاً، كما يأخذون انطباعات مصري على المسلسل الذي يعرض في أكثر من عشر قنوات تلفزيونية عربية· هذا عن التصوير ونجوم التمثيل، أما المونتاج والماكساج وغيرهما من العمليات الفنية فمستمرة حتى اللحظات الأخيرة ما قبل العرض، وربما لن تتوقف حتى اليوم الأخير من رمضان· وإلى أن يعود الجميع، ممثلون وتقنيون، إلى مائدة الإفطار، علينا أن ندعو الله ألا يطرأ حادث عارض يضطر المخرج إلى التحايل على المسلسل لتلافي آثار حادث ما· وما أكثر الحوادث في بلادنا·