الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في حضرموت اليمن يبدأ بنداءات التراويح وينتهي بـ المخاتيم

رمضان في حضرموت اليمن يبدأ بنداءات التراويح وينتهي بـ المخاتيم
17 سبتمبر 2008 01:13
تركت النكهة الحضرمية بصمة واضحة على طقوس شهر رمضان في اليمن جعلتها تبرز على بقية الممارسات الرمضانية· وبنداءات التراويح يستقبل اليمنيون وأبناء حضرموت في المقدمة شهر رمضان الكريم، وهم كغيرهم من المسلمين المنتشرين في أصقاع المعمورة، يبدؤون بإحيائها لبقية ليالي الشهر الفضيل بالصلاة والدعاء والقيام إلى ساعات ما قبل الفجر ليتهيأ بعدها المصلون لتناول وجبة السحور· مع حلول شهر رمضان يكون أبناء حضرموت ابتاعوا من الأسواق احتياجاتهم من البضائع الرمضانية المعروفة· واللافت، في حضرموت كما في معظم المدن اليمنية هو أن ربات البيوت اعتدن على تجديد كل أواني المطبخ احتفالا برمضان وذلك بشراء الأطباق، وأطقم الشاي والقهوة، وكؤوس العصائر· في السياق ذاته، يقول المؤرخ والمحقق جعفر بن محمد السقاف:''في حضرموت لكل جانب من جوانب الحياة عادات عريقة وراسخة مشتقة غالبا من العبادات الدينية· وفي رمضان تتجلى في الاستعداد لشهر رمضان ذاته، وتتركز على العبادات، وتدارس القرآن، وكتب الحديث، والفقه، والتفاسير في المساجد والزوايا أو في المجالس الأسرية الصغيرة، وتنتعش صلة الأرحام، ويبلغ التواصل ذروته''· ويضيف السقاف أن ''الأطفال يحظون بجزء كبير من الاهتمام سواء من حيث الترويح أو من جهة التوجيه؛ ففي كل عادة أو تصرف من ذلك يؤخذ في الاعتبار لطف الرسالة المرسلة لهم، ولذا فحضورهم بارز وفاعل، وحتى الأهازيج الدينية تربط الطفل بالله سبحانه وتعالى، وتعلمه محبة الرسول والوالدين والمسلمين والحث على احترام الكبير وتهذيب النفس وسمو الخلق والتراحم والترابط''· ولشهر رمضان الكريم ألعابه الخاصة سواء للكبار رجالا أو نساء أو للأطفال؛ فللرجال لعبة ''الدحنك'' وهي تمام مثل لعبة الجولف، ولعبة ''الصك'' التي تشبه البيسبول، و''القله''، و''الهوس''· وينتظر الأطفال بفارغ الصبر ''مباهج الختايم'' التي تقام في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت؛ حيث يتطلع الصغار للحصول على لعبة أو كمية من الحلوى ذات الألوان المتنوعة، والتي تصنع خصيصا لهذه المناسبة التي تقام في المساجد ابتداء من الثامن من شهر رمضان وحتى السابع والعشرين منه بعد صلاة التراويح مباشرة· ويتم الإعداد والتهيئة للاحتفاء بالمناسبة من وقت العصر حيث يفترش الباعة في الساحات المحيطة بالمسجد الذي ستقام فيه هذه الأمسية، عارضين بضائعهم من لعب الأطفال، والحلويات، والمكسرات، التي يصنع البعض منها خصيصا لهذه المناسبة، إلى جانب نصب أراجيح الأطفال، فيما ويصطحب الأهل الأطفال إلى تلك الساحات وهم يرتدون جديد الملابس الخاصة بهذه المناسبة، وهناك يلعبون ويشترون الحلوى، وتنتشر البهجة· وتبدأ الختايم بعد صلاة التراويح مباشرة وتنشد خلالها الابتهالات، وتكثر فيها الأذكار، والصلوات على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتختتم بالمواعظ وختم القرآن من سورة الضحى· ويحتفل الصوفيون بالختايم بمسيرة يصاحبها الضرب على الدفوف مع ترديد الأناشيد الدينية والابتهالات· ويزداد في الشهر المبارك إقبال أبناء اليمن، وفي مدينة ''سيئون'' بالذات، على شراء ''سواك الأراك''، كما يكثر أيضا الباعة لها الذين يرددون شعارات ترغيبية متضمنة أحاديث نبوية في فضل ''السواك'' وعظمة الأجر والثواب الذي يحصده المسلم بعد المداومة على هذه السنة الجليلة· ويختلف رمضان عن سائر الأشهر، خصوصا في مدينة سيئون بحضرموت، حيث يتميز بمميزات عديدة تجعل أهل سيئون الذين خرجوا منها يعودون إليها ما أن يقترب شهر شعبان من الرحيل لينعموا بقضاء رمضان في مدينتهم· وبحسب مصادر محلية، فإن ما يميز رمضان في ''سيئون'' هو التراحم، والتواصل، والتكافل، حيث تجتمع الأسرة كبيرها وصغيرها على مائدة الإفطار ثم العشاء· ويهتم أهل سيئون بالنواحي الاجتماعية فيكثرون في هذا الشهر من التزاور أو ما يسمى بـ''المشاهرات'' حيث يذهب كل شخص إلى أقاربه ليهنئهم بحلوله· كما اعتاد الناس على إقامة ولائم الإفطار ''التفاطير'' لأقاربهم وجيرانهم ما يعزز أواصر الأخوة والمحبة بين الناس، ويقضي على المشاحنات والمقاطعات بينهم· وتضيف المصادر أن رمضان في سيئون يتميز أيضا بإقبال الناس على أداء الطاعات من فرائض ونوافل وخصوصا صلاة التراويح التي تقام في جميع المساجد· وتختلف أوقات أداء صلاة التراويح في ''سيئون'' إذ تؤدي في أول مسجد بعد صلاة العشاء مباشرة وهكذا تتناوب المساجد في أدائها حتى الساعة الثانية ليلاً، وتتميز مساجد أخرى بأدائها بعد صلاة العشاء مباشرة بينما لازالت مساجد الصوفية تحافظ على أدائها في وقت متأخر من الليل· وهناك من يصلي التراويح في سيئون بثماني ركعات ومن يصليها عشرين ركعة· واللافت هو إقبال النساء على صلاة العشاء والتراويح حيث تكتظ بهن المساجد ويخصص لهن غالبا الطابق العلوي من المسجد كما هو في مسجد ''عمر حيمد''· وتكثر خلال الشهر الكريم الدروس والمواعظ بعد الصلوات وتظل معظم المساجد مفتوحة من أذان الظهر إلى ما بعد صلاة المغرب· ومن المسلمين من يعتكف في المساجد طيلة العشر الأواخر من رمضان للتفرغ للعبادة· وتتنوع في ''سيئون'' أطباق الطعام الخاصة برمضان والتي تتفنن النساء في إعدادها وإن كان ذلك يأخذ منهن وقتاً طويلاً يمتد من صلاة العصر إلى قبيل أذان المغرب ومنها ''الباقية''، و''الكلماتي''· ويشيع في رمضان تطييب الماء بـ ''العلك''·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©