الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا لا أحب تشيلسي؟!

21 ابريل 2015 21:50
الأمر ليس شخصياً، لكنه مطروح على مستوى الكرة الإنجليزية وإعلامها، ويثير قضية تحدث فيها جوزيه مورينيو كثيراً، وهي أن الفوز أهم من الأداء، وأن تقديم الألقاب للجمهور أهم من تقديم المتعة للجمهور، لكن مدرب تشيلسي يزيد بوجهة نظر مختلفة للمتعة في كرة القدم، فهو يراها التمرير المباشر والطولي في العمق ،والوصول لمرمى الخصم من أقصر الطرق، وهو يرى المتعة أيضا في ألا يهزم أولاً، قبل أن يكون الفوز عنده هو أولاً. مستر مورينيو لقد تغيرت كرة القدم، باتت أصعب، وأصبحت المتعة مختلفة، فلم تعد متعة نابعة من موهبة اللاعب الفرد، وإنما في أداء مجموعة اللاعبين، في هذا الانسجام والتناسق والتحرك، لم تعد المساحات كما كانت قديماً، ولكنها ضاقت وزادت سرعة اللعب وارتفعت درجة صعوبة اللعبة، وكلما زادت درجة الصعوبة زادت درجة الجمال في الصراع، وحين تمتزج الصعوبة بالجمال، فنحن نكون أمام مباريات مثيرة وجميلة. نعم فاز تشيلسي على مانشستر يونايتد بهدف، وبأقل نسبة استحواذ، لم تزد على 29%، فكانت الكرة معظم الوقت مع منافسه، فأين المتعة في اختصار دور لاعبيك على إفساد هجوم الخصم، ألا ترى أن المتعة تكمن في بناء فريقك للهجوم؟ يتحدث مورينيو عن الاستحواذ، ويراه بلا قيمة ومملاً، وهو يكون كذلك أحياناً، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون مثيراً وممتعاً، حين ترى مجموعة لاعبين يتبادلون الكرة، ويتحركون بدقة وبمهارة وبذكاء، ويصنعون جملاً تكتيكية تبدو مثل لوحة فنية مبهجة، خاصة عندما ينتهي هذا كله ببضعة أهداف، كما فعلت إسبانيا في نهائي أوروبا عام 2012، وربما يكون الاستحواذ مملاً، كما فعلت أيضا إسبانيا في نهائي كأس العالم 2010، لكن في الإجمال يظل الاستحواذ جميلاً حين يصبغ بالإيجابية، وتظل الكرة الشاملة مدهشة، حين تمتزج بالتمرير وتنتهي بالتهديف. هناك أفكار و«كلاشيهات» عاشت سنوات وسنوات من نوع: كرة الزمن الجميل، كرة المساحات، كرة الوقت الطويل، كرة الأداء البطيء، كرة اللف والدوران والعجين، وكنا أيامها كمشاهدين ننبهر بما نراه، ثم أصبحنا اليوم نضحك على ما كنا نراه، وأكرر: «الكورة مش أجوان»، ولكنها قبل ذلك صراع بكل ما في الصراع من حركة ومناورة وخدعة وندية وعمل جماعي، أين تشيلسي من هذا؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©