دراسة للحد من ظاهرة العنف والشغب

قبل بداية الموسم الجديد، تتضافر جهود الجميع من أجل أن تتحول ملاعبنا إلى مكان للاستمتاع بمشاهدة مباراة في كرة القدم، وأيضاً التشجيع بعيداً عن التعصب والعنف، ورغم أن العنف اجتاح بعض الملاعب العالمية بسبب التعصب الأعمى وقلة الوعي والثقافة الكروية، بجانب ظهور العنصرية في بعض الملاعب الأوروبية، نجد أن في الإمارات بعض الحالات التي لا نسميها عنفاً بل نسميها الشغب في الملاعب جاءت من جماهير قلة غير واعية، وبدأ هذا الشغب يغزو ملاعبنا ويعكر صفو متعة مشاهدة المباريات· ومن هذا المنطلق، أعد د· أحمد ثاني الدوسري مسؤول العلاقات العامة باتحاد كرة القدم دراسة عن الحد من ظاهرة العنف والشغب في الملاعب قدمها إلى اتحاد كرة القدم، مؤكداً أن شغب الملاعب الرياضية ما هو إلا مرآة وانعكاس لبعض السلبيات في المجتمع وتنفيس البعض عما يجول في دواخلهم من ضغوط نفسية واجتماعية· وتطرقت الدراسة إلى مكافحة الشغب تتطلب تضافر كافة الجهود، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية وقيادات الشرطة في مختلف إمارات الدولة تلعب دوراً كبيراً في الحد من هذا الجانب، حيث تسخر كافة الإمكانيات التي تحد من ظاهرة الشغب في ملاعبنا، لكن جانب الشرطة ليس وحده الرادع أو الذي يدفع بالجماهير الى التحلي بالصفات الواجب توافرها في المشجعين وجماهير كرة القدم بصفة خاصة، كما لا ننسى بعض الألعاب الجماهيرية الأخرى مثل اليد والسلة والسلة والطائرة وغيرها من الألعاب الجماهيرية التي أخذت مظاهر الشغب والعنف تغزو ملاعبنا أيضاً· ومن الأهمية ارتداء رجال الأمن في الملاعب الملابس الرياضية لسرعة الحركة والابتعاد عن الملابس العسكرية لأنها تساعد على إثارة الجماهير، وكذلك الظهور على شاشات التليفزيون بالملابس العسكرية في الملاعب غير محبب· وأشار البحث إلى أنه لابد من تضافر جهود الأفراد والمؤسسات الأخرى مع وزارة الداخلية مثل الهيئة اللعامة للرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية بالإمارات والأندية والمجلس الوطني للإعلام والمؤسسات الإعلامية الأخرى (الإذاعة، التليفزيون، الصحف)· ويأتي دور هذه المؤسسات بإيجاد صيغة تكاملية لظاهرة الحدد من شغب جماهير الملاعب، بالإضافة الى ظاهرة العنف في الملاعب من حيث التوعية في الأندية لإدارات ومديري الفرق والأجهزة الفنية والإدارية، أولاً لأن هذه الفئة لها دور كبير في إثارة وردع جماهير فرقها· كما لا ننسى دور روابط المشجعين الرسمية لكل ناد في وضع برنامج توعوي لهذه الفئة، كما يجب علينا أن نصل الى هذه الفئة في أنديتها لتوصيل جرعات من التوعية لها من خلال إصدار الملصقات التوعوية وتوزيعها على الأندية والمدارس ومراكز الشباب، بالإضافة الى الأماكن العامة، وإيجاد برامج خاصة بهذا الجانب التوعوي واستغلال جزء من البرامج الرياضية لهذا الجانب· برنامج الجماهير قال دكتور أحمد ثاني الدوسري ''لا شك أن برنامج الجماهير الذي ترعاه وزارة الداخلية ويذاع على قناة ''دبي الرياضية'' قد بين لنا الكثير مما يدور في ملاعبنا من شغب ظاهر أمام الجميع بالمدرجات، لكن هناك أمور تدور بين الجماهير قبل الوصول إلى المدرجات لابد أن نعرفها ونضع الحلول الناجعة لاستئصالها، كل هذا يأتي بتضافر جهود الجميع من المؤسسات وأندية رياضية وغيرها''· كما يجب أن يركز هذا البرنامج على الجانب الإيجابي للتشجيع واستغلال فواصل هذا البرنامج الذي يشاهده الكثير من عشاق كرة القدم الى جانب التوعية مثل الحث على التشجيع المثالي والابتعاد عن كل ما يسيء إلى كرة القدم الإماراتية من حيث الابتعاد عن الروح االرياضية في المدرجات وخارجها· ويجب على هذا البرنامج أن يبتعد عن عرض بعض الإساءات أو مشاهد التعصب الأعمى الذي يعبر عنه فئة من المشجعين الذين يظهرون في هذا البرنامج على مرأى من المجتمع، مما يؤثر على النشء وصغار السن الذين يدخلون الملاعب للتشجيع لمؤازرة أنديتهم لكنهم يجددون أنفسهم في أجواء أخرى، مما يساعد على قيامهم بتقليد الآخرين من حيث الشغب والعنف· أضاف: تشجيعا لهذه الفئة المهمة من جماهير الأندية التي تشجع كرة القدم، ومن المعروف أن لكل ناد تنظيم خاص أو رابطة للمشجعين يجب اعطاء هذه الفئة حقها من التشجيع والثقة بالنفس في اجواء نقية، مما يساعد على الحد من ظاهرة الشغب في الملاعب· لابد من ايجاد جائزة للجمهور المثالي تقدم لرئيس الرابطة في احتفال نهاية الموسم يتم احتساب نقاط خاصة لهذا الجانب يضع الاتحاد ضوابط لها، وتشكيل لجنة تهتم بهذه الجائزة ومتابعتها· مرافق الملاعب ضمن شروط ''الفيفا'' من حيث المرافق في كل ستاد لكرة القدم إيجاد مرافق منافسة في كل ملعب لأندية المحترفين، بالاضافة إلى أندية الهواة وخصوصا جمهور الدرجتين الثانية والثالثة من حيث المرافق الصحية من حيث العدد وأماكن التوزيع، وانسيابية دخول الجماهير وخروجهم وايجاد الكافتيريا لتلبية احتياجات الجمهور من مياه ومرطبات بعيداً عن الزجاجات، وأماكن دخول وجلوس ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) بالمدرجات، وتأكد اتحاد الكرة والنادي المنظم للمباراة من الاماكن المخصصة لجمهور الفريق الضيف من حيث المكان وعدد ابواب الدخول ووضع معايير خاصة تلتزم بها الأندية لكي لا تحدث مشاكل جراء ذلك· وقال الدكتور أحمد ثاني الدوسري إن العمل على تنظيم رابطة رسمية لمشجعي المنتخب الوطني يعتني بها الاتحاد تتكون من عدد محدود من الاعضاء بترشيح من الاندية رابطة المحترفين وأندية الدرجتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص يختارهم اتحاد الكرة بمثابة رابطة دائمة لجماهير المنتخب يناط بها أدوار هامة للتنسيق في روابط الأندية وتكلف بمهام من قبل الاتحاد في أنديتهم لتوصيل البرامج والمعلومات التي يريد الاتحاد توصيلها لهم، كما تعقد اجتماعات دورية لهذه الرابطة لمناقشة أمور الرابطة والعمل على إعداد وتجهيز الأناشيد والصيحات الخاصة بالمنتخب وغيرها من الأمور، كما تتم توعية هذه المجموعة، بالإضافة إلى رؤساء روابط الأندية ودعوة المختصين في الشرطة واتحاد الكرة للاهتمام بهذه الفئة وتوصيل المعلومات المراد ترسيخها في مفهوم هذه الفئة لكي يقوموا بدورهم لتوصيلها الى الجماهير التي تتبعهم· دور الإعلام الرياضي تعتبر المراجع والصفحات الرياضية بالصحف المحلية من أهم الصفحات المقروءة لدى الغالبية الكبرى من قراء الصحف، وتعتبر شريحة الشباب من أهم تلك الفئات، بالاضافة الى كافة المهتمين والمتابعين للرياضة من حيث قراءة تلك الصفحات بالاضافة إلى مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية الرياضية وبعض البرامج الرياضية بالاذاعات· إذاً فالإعلام الرياضي له دور كبير في الحد من هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا في الإمارات من حيث التوعية والابتعاد عن كل ما يثير الجماهير ومراعاة التغطية الإعلامية المتزنة قبل وبعد كل مباراة وعدم تحيز بعض وسائل الإعلام لبعض الفرق أو توجيه النقد اللاذع وطبيعة ما يكتب في مواقع الانترنت من أمور لا يجوز نشرها أمام الجميع لأنها تؤجج العصبية لدى بعض الجماهير· أسباب الشغب وفي النهاية، قال الدكتور أحمد ثاني الدوسري إن شغب الملاعب ظاهرة عالمية متواجدة في ملاعب الدول المتقدمة والدول النامية وهي ظاهرة قديمة، فالشغب أصبح مألوفاً في الملاعب، يجب علينا أن نعرف ما هي الأسباب التي تقود إلى الشغب والعنف في الملاعب منها اجتماعية وثقافية وأمنية وإعلامية واستفزازية وتحكيمية وسياسية·