شهد سوق السيارات المستعملة بأبوظبي زيادة في إقبال المستهلكين على بيع سياراتهم خلال الفترة الماضية من الربع الثاني للعام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2009، بحسب تجار وأصحاب معارض في أبوظبي، أرجعوا ذلك إلى تزايد الأعباء المادية على شريحة من المستهلكين، خصوصاً بعد تطبيق نظام المواقف الخاضعة للرسوم، إضافة لارتفاع تكاليف المخالفات المرورية.
وقال اياد خليل مدير معرض الخزنة للسيارات المستعملة إن هناك ارتفاعاً في إقبال المستهلكين على البيع بنحو 40 بالمئة مقارنة مع الربع الأول من العام نفسه، موضحاً أن ذلك الإقبال يبقى ضعيفاً مقارنة مع سنوات ما قبل الأزمة المالية العالمية.
وأرجع خليل الإقبال الحالي إلى أن أغلب الناس يضطرون إلى بيع سياراتهم للتخلص من الأعباء المادية بسبب المواقف الخاضعة للرسوم، وكذلك بسبب المخالفات المرورية التي صارت تتراكم بشكل لافت، موضحاً أن كثيراً من الناس يتخلصون من السيارات التي تزيد عن احتياجاتهم الفعلية، والتي يمكن الاستغناء عنها كأن يكون لدى العائلة سيارتين أو أكثر، حيث أصبحت كثير من الأسر تحتفظ بسيارة واحدة لقضاء الاحتياجات.
واتفق معه عبيد السنهالي صاحب معرض آخر للسيارات، والذي أضاف أنه بالرغم من أن حصول المعارض على مشترين أصبح أمراً صعباً، إلا أن الكثير منها تشتري السيارات التي يطلب بائعوها أسعاراً متدنية، لافتاً إلى أن عملية البيع تواجه عدة معوقات، فهناك مسألة التمويل وشروطه الصارمة والتي صارت البنوك تتبعها على عملائها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسيارات المستعملة، موضحاً أن البنوك سهلت عملية التمويل على السيارات الجديدة، لكنها أبقت شروطها على السيارات المستعملة، وهو ما يجعل الإقبال عليها أقل من الجديدة.
من جهته، توقع سعيد عبدالإله مدير معرض آخر في أبوظبي أن يتراجع الإقبال على شراء السيارات المستعملة في النصف الثالث من العام الحالي بسبب إجازات الصيف وسفر أغلب المستهلكين، مشيراً إلى أن الكثير من المعارض تعاني العروض التي تطلقها وكالات السيارات على السيارات ذات الموديلات السابقة، بالإضافة إلى وجود سيارات ذات أسعار رخيصة، وأغلب الناس فضلون شراء الجديد عن المستعمل.
من جانبه، توقع أحمد بدر الذي يعمل في مجال تجارة السيارات المستعملة أن تتعافى أسواق السيارات بالدولة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الكثير من المستهلكين يتابعون أسعار السيارات الأوروبية على وجه التحديد، خصوصاً في ظل أزمة اليورو وتراجع سعر صرف العملة، حيث يتوقعون أن يسهم ذلك في انخفاض أسعار السيارات الأوروبية، وبالتالي انتعاش سوقها بالدولة.
وأشار بدر إلى أنه في الوقت نفسه، فإن بعض المستهلكين أصبح أكثر حذراً عند شراء بعض السيارات اليابانية بسبب العيوب الفنية الأخيرة التي تعرضت لها صناعة السيارات اليابانية، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تشهد سوق السيارات تحسناً ملحوظاً في الربع الأخير من العام الجاري، حيث لا يعول على الربع الثالث نظراً لوقوعه في فترة الإجازات الصيفية التي اعتاد الناس فيها على السفر خارج الدولة.
عدد اليوم
