السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتقادات أوروبية لحظر سويسرا بناء المآذن

انتقادات أوروبية لحظر سويسرا بناء المآذن
1 ديسمبر 2009 02:04
أثارت نتيجة الاستفتاء الشعبي في سويسرا الذي أيد حظر بناء المزيد من المآذن انتقادات على المستوى العالمي من أفراد ومؤسسات وهيئات مدنية وسياسية ودينية. وفيما انتقد الأزهر نتيجة الاستفتاء واصفاً إياها بأنه إهانة واستفزاز، وقدرت أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا أنها تعبير عن “الكراهية” و”اللاتسامح”، واعتبرها الفاتيكان “ضربة قاسية لحرية المعتقد”. كما لقيت خطوة اللجوء إلى الاستفتاء ذاتها انتقادات شديدة من المشاركين على هامش اجتماع وزراء عدل وداخلية دول الاتحاد في بروكسل أمس وأثارت جدلاً في ألمانيا وفرنسا. انتقد مفتي الديار المصرية علي جمعة نتيجة الاستفتاء معتبرا أنها “إهانة” للمسلمين في كل أنحاء العالم. ووجه نداء إلى كافة المسلمين بألا يتأثروا بهذا “التصرف الاستفزازي”. وشجع مفتي مصر 400 ألف مسلم يعيشون في سويسرا على “الحوار” مع السلطات. والاحتجاج بالوسائل القانونية على نتيجة الاستفتاء المخالفة للمادة 15 من الدستور السويسري، والخاصة بحرية المعتقد وممارسته. ودعا الأوروبيين عامة إلى معاملة المسلمين كما يعاملون اتباع الديانات الأخرى حتى تتحقق مبادئ الاندماج والمشاركة داخل المجتمعات الأوروبية. وفي لبنان أدان المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء التي اعتبرها نتيجة لحملة تشويه للإسلام. وأضاف في بيان أن التحريض المتواصل بهدف إيجاد حالة من العنصرية من شأنه أن يعود بالضرر على غير المسلمين، محذراً من الاندفاع تجاه العنف. ومن جانبه أعلن الفاتيكان أمس أنه “على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين” الذين أعلنوا أن تصويت السويسريين في استفتاء لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم يشكل “ضربة قاسية لحرية المعتقد”، حسبما قال ماريا سفيجليو رئيس المجلس البابوي للمهاجرين. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أمس إن “الاستفتاء الشعبي المؤيد لمنع بناء المآذن في سويسرا يمثل نموذجاً جديداً من العداء للمسلمين في أوروبا من جماعات اليمين المتطرف العنصرية”. وأضاف في بيان أنه مقابل انخراط المسلمين في مكافحة التطرف “نرى أن المجتمعات الغربية أصبحت اليوم رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الإسلام ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية”. وعلى الجانب السويسري صرحت ميشلين كالمي ري وزيرة الخارجية السويسرية إنها “مصدومة وآسفة للغاية” لنتيجة الاستفتاء. وأضافت أن سفراء الدولة لدى الدول الإسلامية سيعملون على توضيح أن التصويت جاء نتيجة للديمقراطية السويسرية وأن السياسة الخارجية لن تتغير. وعلى هامش اجتماع وزراء عدل وداخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس وجه الوزراء انتقادات شديدة لنتيجة الاستفتاء . وقالت وزيرة العدل السويدية التي تترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد بياتريس أسك “لا أعتقد أن بوسعنا بناء أوروبا جديدة دون حق حرية التعبير”. وعقب وزير الهجرة السويدي توبياس بيلشتروم معرباً عن صدمته قائلاً “أشعر بالمفاجأة، وأعتقد أنه من الغريب بعض الشيء أن يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن من خلال استفتاء”، مشيراً إلى أن القرارات الخاصة بمثل هذه المسائل في السويد يتخذها المسؤولون عن تخطيط المدن. ورداً على سؤال حول إمكانية اتخاذ قرار مشابه في السويد قال بيلشتروم “أعتقد أن هذا سيكون صعباً للغاية لأننا حريصون على الحق في حرية الديانة”. كما قالت وزيرة الداخلية النمساوية ماريا فيكتر إننا “نضمن في النمسا حرية الأديان والتي تشمل أيضاً دور العبادة”، مشيرة بدورها إلى دور القائمين على تخطيط المدن في القرارات الخاصة بهذا الأمر. ومن جهتها دافعت وزيرة العدل السويسرية إفيلين فيمدمر بأنها تود أن توضح “أن الاستفتاء يسري على المآذن وليس على الجالية المسلمة”. وشددت على أن الاستفتاء “لا يمثل تصويتاً ضد الإسلام”. وفي فرنسا التي بدأ فيها أول حظر على مظهر من المظاهر الإسلامية، أدانت الحكومة والأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان نتيجة الاستفتاء السويسري. وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في باريس أمس بأن الاستفتاء “فضيحة ويعبر عن عدم التسامح .. لأنه إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديانة”. وأضاف “آمل أن يتراجع السويسريون عن هذا القرار بسرعة”، مؤكداً أن هذا التصويت “يعبر عن عدم التسامح وأنا أكره عدم التسامح”. ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد منع البرقع في فرنسا، قال كوشنير إن “البرقع يشكل مساساً بحقوق المرأة” التي يجب “حمايتها”. وأضاف “في المكاتب العامة أعتقد أنه يجب رفضه.. والمسلمات الآن يتجولن بالبرقع في شوارع فرنسا”. وأثارت نتيجة الاستفتاء أيضاً جدلاً في ألمانيا، وقال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني فولفجانج بوسباخ إنه من الضروري أخذ القرار السويسري مأخذ الجد وقال إن نتيجة هذا الاستفتاء الشعبي تعطي إشارة على اتساع نطاق الخوف من “أسلمة المجتمع” والتي وصلت إلى ألمانيا أيضاً. ومن جهتها أعربت السياسية في حزب الخضر الألماني كاترين جورينج - إيكارت عن صدمتها من نتيجة الاستفتاء، وصرحت صباح أمس بأنه “يجب ألا تخضع الحرية الدينية لاستفتاء”. وأضافت “قيل أن الأمر يتعلق بالمآذن فحسب ولكنه يتعلق في الحقيقة بحرية الأديان”. ووجهت إيكارت في الوقت نفسه نقداً شديداً لتصريحات بوسباخ وقالت إن عليه أن يفكر في الأشياء التي يقولها وأضافت “الحقيقة هي أن الاندماج قليل للغاية عندنا في ألمانيا”
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©