أكد طارق عامر رئيس اتحاد البنوك المصرية أن مستويات كفاية رأس المال لدى البنوك المصرية مازالت قوية وتفوق النسبة التي حددها المصرف المركزي المصري، وذلك رغم ما يتعرض له القطاع من صعوبات جراء الوضع الاقتصادي الراهن في مصر.
وأوضح عامر أن البنوك المصرية قادرة على مواجهة هذه التحديات من خلال الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها خلال العقد الماضي عندما واجهت أزمة الديون المتعثرة والتي زادت عن 230 مليار جنيه مصري، ونجحت في تنظيف ميزانياتها من هذه الديون، بالإضافة الى قدرتها على تجاوز تبعات الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وأشار عامر، الذي يرأس مجلس ادارة البنك الأهلي المصري، خلال لقاء صحفي عقده امس في دبي بحضور القنصل العام المصري مهاب نصر، الى أهمية التكاتف في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد من وقف نزيف الاقتصاد الذي قد يؤثر بلا شك في حال استمراره على القطاع المصرفي الذي مازال متماسكا.
وشدد على ضرورة التسريع باستعادة عجلة الإنتاج بأقصى سرعة ممكنة، ودعم جهود الحكومة لاستعادة الاستقرار الأمر الذي سيتبعه عودة القطاعات الرئيسية المحفزة للاقتصاد للنمو وفي مقدمتها قطاع السياحة.
ونبه رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي المصري إلى أهمية وقف تزايد العجز في ميزان المدفوعات الذي يقدر حاليا بنحو ملياري دولار شهريا، موضحا أن الاحتياطي النقدي لدى المصرف المركزي مازال في وضع مطمأن، لكنه يجب ألا يستمر في التراجع لان ذلك سوف يؤثر على سعر صرف الجنيه، وبالتالي يرفع فاتورة الاستيراد ويفاقم التضخم.
وقال إن الهدف من زيارته الى الإمارات هو ترسيخ الثقة التي يتمتع بها الاقتصاد المصري لدى رجال الأعمال والمستثمرين في الإمارات، موضحا انه قام بلقاء عدد كبير من المسئولين ورجال الأعمال لبحث سبل ضخ استثمارات جديدة في مصر بالتعاون مع البنك الأهلي المصري وذراعه الاستثمارية حيث يمتلك شركة استثمار برأسمال يصل الى 5 مليارات جنيه، تنشط في مشاريع الكهرباء والموانئ والطرق والنقل النهري.
وكشف دعوته شركة إعمار العقارية لبحث مشروعات مشتركة في المجال العقاري، لاسيما أن محفظة البنك العقارية تزيد على 20 مليار جنيه.
وأكد عامر أن البنك الأهلي المصري يسعى الى تعزيز تواجده في الإمارات عن طريق الحصول على رخصة مصرفية للعمل في السوق الإماراتي وتحويل المكتب التمثلي المتواجد حاليا في دبي الى فرع عامل يقدم الخدمات المصرفية لكافة العملاء،وان البنك ينتظر موافقة المصرف المركزي الإماراتي على هذه الرخصة.
وأوضح أن البنك يعمل بالتوازي على الحصول على رخصة اخرى للعمل في مركز دبي المالي العالمي لتعزيز علاقاته مع بنوك الاستثمار العالمية، والاستفادة من الدور المحوري الذي يشكله مركز دبي المالي حاليا في الربط بين الشرق والغرب.
وشهد اللقاء استعراض فكرة قدمها ممثلون عن الجالية المصرية في الإمارات لتأسيس شركة استثمارية أو صندوق استثماري لدعم الاقتصاد المصري، والدور الذي يمكن أن يساهم به البنك الأهلي لمساندة هذا المشروع حيث رحب عامر بالفكرة مؤكدا دعم البنك لها ووعد بدراستها وتقديم كافة الاستشارات اللازمة لإنجاحها وإمكانية المساهمة في رأس المال كذلك.
عدد اليوم
