الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خيبة الأمل».. مبالغة تؤخر علاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

«خيبة الأمل».. مبالغة تؤخر علاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
2 مايو 2014 22:02
نسرين درزي (أبوظبي) ليس من السهل على الأهل أن يتقبلوا الاحتياجات الخاصة التي يُعانيها أبناؤهم، كتأخر النطق أو التلعثم في الكلام، وعدم القدرة على التمييز بين الأحرف وما شابه، وبحسب سابين مقبل أخصائية النطق واللغة في مركز للقدرات الخاصة، فإن التطور الإيجابي لأي نقص في أداء الأطفال، سواء من ناحية الاستيعاب أو التعبير، يحتاج أولاً إلى دعم معنوي من الأهل، ويتطلَّب عدم المبالغة في التوقعات منعاً لأي خيبة أمل إذا ما شعر بها الطفل تتراجع إرادته على بذل المزيد من الجهد. تشخيص الحالة وتباشر سابين حديثها بالإشارة إلى دور الأم والأب، والذي تعتبره أهم خطوة في طريق العلاج الذي يحتاجه أطفالهم من ذوي الاحتياجات على اتساع هامشها واختلاف حدتها، وتذكر أنه مع كل الضغط النفسي الذي يقعون تحت تأثيره، فهم مطالبون باتخاذ موقف قوي تجاه الواقع الذي يواجهونه، ومن خلال خبرتها في مجال متابعة حالات التأخر في النطق نتيجة لأمراض طارئة أو لتشوهات خلقية وإعاقات أخرى، تجد أن الأهل يشكلون خطوة العلاج الأساسية، والمعضلة أنه إلى حين اعترافهم بوجود صعوبات حقيقية لا بد من التعامل معها بجدية وبمساعدة أخصائيين، يكونون قد قطعوا شوطاً من التردد ،وتبسيط الأمور إلى حد الإنكار في بعض الأحيان، وهُنا يأتي أسلوب الأخصائي أو الأخصائية في نقل الصورة الحقيقية لواقع الطفل بعد تشخيص حالته، مع تقديم شرح مفصل عن مراحل العلاج التي يحتاجها. وذلك بدءاً من تصنيف درجة الصعوبات لديه، وما إذا كانت مجرد تأخير قابل للتطور من خلال التدريب والتكرار، أو أنه يُعاني اضطراباً في حالة النقص لديه، مما يتطلَّب المزيد من الوقت، والعمل بتأن وبطئ شديدين مع كل تفصيل على حدة. معان إنسانية وتتطرَّق إلى العلاقة الإنسانية المتفانية التي تنشأ بين الأخصائيين والأطفال ممن يُعانون صعوبات في التعبير والكلام والحركة، وتقول إن الأمر يبدأ بشعور صعب ينفطر له القلب، ولكن سرعان ما يتطوَّر إلى تعامل يسمو إلى أعلى درجات الاحتواء. وتروي أنها في بداية سنوات عملها في هذا المجال كانت تبكي بشدة كلما نظرت إلى طفل معوق، أو اطلعت على ملفه الطبي، ورأت علامات الأسى على وجهه ومظهره، وكانت بمجرد الجلوس معه وبدء جلسة العلاج، تكتشف فيه البراءة والشفافية التي تزيدها إيماناً بقدرته على مواجهة واقعه، وتحقيق التقدم الذي يحتاج إليه. وتوضح أن مثل هذه الحالات لديها الكثير من الطاقة الإيجابية التي تزرعها في أي شخص يتقرب منها، إذ إن التعامل معها يتخطى حدود النظر إلى الشكل الخارجي، أو إلى ما يمكن أن يعطيه الطفل. ويصل إلى معان إنسانية جميلة تتمثل في الذات البشرية التي تتحدى الصعاب إلى حد تقديم أعلى مستويات التركيز والتحدي لإثبات النفس. فضلاً عن المجهود المضاعف الذي تقدمه هذه الفئة من الأطفال إرضاء للأهل ،وأملاً في أن ترى نظرات الأمل والرجاء في أعين من يتابعها ويشرف على أي تتطور تبذله. اضطرابات الكلام والصوت وتورد سابين أخصائية النطق بمركز نجوم للقدرات الخاصة أن علم أمراض الكلام واللغة يختص بدراسة وتقييم اضطرابات التواصل البشري والفصاحة والبلع. وهو من العلوم الحديثة نسبياً الذي ينال من خلاله الأخصائيون شهادة علمية أكاديمية عن دراسات نظرية وتطبيقية في مجال تقييم وعلاج اضطرابات النطق واللغة. وتوضح أن أمراض النطق واللغة تندرج تحت أنواع عدة: اضطرابات اللغة المكتسبة، واضطرابات اللغة المحددة، والطيف التوحدي، واضطرابات متلازمة داون، واضطرابات اللغة المرتبطة بصعوبات التعلم وسواها. وتذكر أن اضطرابات النطق كثيرة، وقد تشمل اضطرابات الصوت التي تتمثل في إبدال، أو حذف أو تشويه الأحرف، وتسمى كذلك الاضطرابات الفونولوجية إذا كان الخلل يشمل النظام الصوتي، بحيث يكون لدى المريض خلل في إدراك بعض الأصوات. وتوضِّح أن أي ضعف في الأداء النطقي، أو الكلامي يمكن أن يكون له أثر كبير، سواء من الناحية النفسية، أو التفاعل الاجتماعي. فالتواصل جزء أساسي من التفاعل اليومي للطفل في المنزل والمدرسة والمجتمع، ومن هُنا يركز معالج النطق واللغة على تقييم مهارات التواصل وتحسينها، مثل لفظ الأصوات ومهارات اللغة الاستقبالية والتعبيرية، بما في ذلك الصوت والطلاقة، بالإضافة إلى تنمية مهارات التواصل الاجتماعي. كما تذكر أنه إذا لوحظ وجود صعوبات في اكتساب المهارات النطقية، أو اللغوية عند الأطفال أو التأخر فيها قبل، أو خلال مرحلة اكتساب اللغة، فإنها تدعي إصابة تطورية، أما إذا لوحظ هذا الاختلاف أو الاضطراب عند شخص ما بعد سن اكتساب اللغة، فإن ذلك يدعى إصابة مكتسبة. ويتراوح ذلك بين الإصابة البسيطة، مثل استبدال صوت مكان آخر أثناء الكلام، إلى الإصابة الشديدة مثل عدم القدرة على الكلام نهائياً، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها: عضوية أو عصبية، مثل الأمراض التي تصيب أعضاء النطق، أو المناطق ذات العلاقة بالنطق، أو اللغة، أو الفهم في الدماغ. مشوار التحسن لتطوير المهارات شددت أخصائية النطق سابين مقبل على ضرورة الإسراع باستشارة الأخصائيين عند وجود أي مظهر يستدعي القلق بخصوص القدرات اللغوية والنطق لدى الطفل، إذ إن التدخل المبكر مهم جداً في مشوار التحسن لتطوير المهارات الناقصة، ولا سيما أن الدماغ البشري مجهز بطريقة تجعل اكتساب هذه القدرات أثناء النمو أكثر سهولة. ويعتقد بأنه إذا كانت هُناك إصابة في الجزء الأيسر من الدماغ، وهو المسؤول عن اكتساب اللغة عند معظم البشر، فإنه يمكن أن يتم تحفيز الجزء الأيمن للقيام بجزء من هذه المهارات إذا تم ذلك في سن مبكر. أما بالنسبة للإصابة عند الكبار، فإنه عند ثمة فترات حرجة مع بعض الإصابات، حيث من الممكن استغلال التحسن الطبيعي للقدرة الجسدية على استعادة القدرات النطقية، أو اللغوية مثل حالات الإصابة بالجلطات الدماغية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©