الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيخو الناصري.. أمير اشتراه تاجر رقيق

شيخو الناصري.. أمير اشتراه تاجر رقيق
2 مايو 2014 22:04
الأمير شيخو العمري والمعروف باسم الناصري هو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد نسب إليه بعد أن كان يعرف بالعمري نسبة لتاجر الرقيق الذي اشتراه، وبعد أن أعتقه الناصر محمد ترقى في الوظائف في الدولة ونظراً للمكانة الكبيرة التي حظي بها عند السلطان المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون كان الأمراء يشفعون لديه فيقبل شفاعته بالإفراج عن البعض والإنعام على البعض الآخر. تولى شيخو قيادة الجيش المملوكي في عهد الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون وحظي بمكانة، خاصة كأمير كبير في سلطنة الملك الناصر حسن، وأرسله السلطان ليكون نائباً عنه في طرابلس بالشام في عام 751 هـ، ولكن الأمراء الكبار الذين تآمروا على السلطان لصغر سنه عزلوا الناصر حسن وأمروا شيخو بأن يقيم في دمشق «بطالاً» أي بلا وظيفة. ولكن الحظ ابتسم للأمير شيخو مرة ثانية عندما تولى الملك الصالح صالح بن الناصر محمد بن قلاوون الحكم إذ أمر بالإفراج عنه في رجب عام 852 هـ وجعله على رأس ألف جندي فأبلى بلاء حسناً. دار العدل ومع عودة الملك الناصر حسن مرّة ثانية لعرش سلطنة المماليك في عام 755 هـ كافأه وأنعم عليه بوظيفة أمير كبير فعظم نفوذه وتضخمت ثروته إلى أن جاء يوم الثامن من شهر شعبان عام 758 هـ عندما ترصد له مملوك وهو جالس في دار العدل بالقلعة وضربه بالسيف في وجهه ويده فأصابه بجروح بالغة ظل يعالج منها لقرابة ثلاثة أشهر إلى أن توفي متأثراً بتلك الإصابات في 26 ذي القعدة عام 758 هـ. وقد ترك الأمير شيخو الناصري عدة آثار مهمة تدل على علو همته وأيضاً على نفوذه بالدولة المملوكية وعظم ثروته. فقد شيد جامعاً باسمه في أيام سلطنة المظفر حاجي ويقع الجامع في شارع الصليبة المؤدي لميدان القلعة بالقاهرة. وشيّد هذا الجامع على طراز المساجد الجامعة الأولى أي أنه مؤلف من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة أهمها ظلة القبلة التي تتكوّن من رواقين وتماثلها الظلة الخلفية، بينما في كل من الظلتين الجانبيتين رواق واحد. والمحراب بهذا الجامع كانت تعلوه قبة، ولكنها احترقت في عام 923 هـ نتيجة لتحصن السلطان المملوكي طومان باي بالجامع واتخاذه قاعدة لغارة مفاجئة على قوات سليم الأول العثماني. تأسيس الخانقاة وفي مواجهة هذا الجامع مباشرة شيد الأمير شيخو الخانقاه الخاصة بالصوفية ومن وقتها صار الجامع والخانقاة يعرفان باسم الشيخونيتين ويعود تاريخ تأسيس الخانقاة إلى عام 756 هـ حسبما سجل في النص التأسيسي بواجهتها المطلة على شارع الصليبة. ومن القطع الفنية التي تحمل اسم الأمير شيخو الكبير عدة مشكاوات كانت بالجامع والخانقاه، ومنها مشكاة تحمل رنك الكأس الذي يشير لوظيفته كساق للسلطان وعليها نص كتابي بأن المشكاة صنعت لمولانا سيف الدين شيخو خادم السلطان الناصر. (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©