السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون جزائريون يحيون أربعينية محمود درويش

مثقفون جزائريون يحيون أربعينية محمود درويش
17 سبتمبر 2008 01:48
أحيى مئاتُ المثقفين الجزائريين، من أدباء وكُتَّاب وشعراء، ليلة الاحد الماضي بمقر المكتبة الجزائرية ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وذلك بحضور جمع من أعضاء السفارة الفلسطينية بالجزائر وعدد من المثقفين وأعضاء الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر· وفي البداية، طلب مديرُ المكتبة أمين الزاوي من جميع الحاضرين مرافقته إلى الطابق الأعلى لتدشين جناح كتبٍ أدبية أصبح يحمل اسم الشاعر درويش، وأزاح الزاوي والسفير الفلسطيني بالمناسبة الستار عن قطعة رخام تحمل صورة الشاعر الراحل، كما تمت زيارة جناح صغير للكتب يضم دواوين درويش وكذا المؤلفات النقدية التي تناولت أشعاره· والتحق الجميع بعدها بقاعة المحاضرات حيث ألقى الزاوي كلمة تأبينية قال فيها إن العرب لم يشعروا بـ''اليتم الشعري'' منذ رحيل المتنبي إلا بعد أن جاءهم نبأ وفاة درويش، ووصفه بـ''متنبي هذا العصر'' وقال إنه كان شاعراً كبيراً في ألقه وفي نزقه وفي خجله وفي حبه للوطن والمرأة· وأضاف أن اللغة كانت تتحول عنده إلى سباق ووردة ومدفع ووحم كاذب أيضاً، وقد قاد فيالق الشعر جميعها ضد ثقافة الكراهية الصهيونية، وكان أعظم من جيوش العرب جميعاً، وكان يحارب بشراسة لكن زاده كان السلام أيضاً، وكان مكبلا بفلسطين لكنه كان حرا موهوبا ومسيَّساً وهو ما أهَّله ليكتب على أرض الجزائر إعلان دولة فلسطين في نوفمبر ·1988 وأحال الزاوي الكلمة إلى السفير الفلسطيني محمد حوراني فقال إن درويش كان شاعر الثورة ثم أصبح شاعر الأسئلة الكبرى حول حرية الإنسان والعدالة في العالم، وكان معلِّماً كبيراً علَّم الفلسطينيين أن يصبروا ويتحملوا السير في دروب الألم، وكان وحيداً وعظيماً في نفس الوقت، وقد أحبته الشعوب العربية وقادتها أيضاً· ومُنحت الكلمة بعده للدكتور عثمان بيدي، أستاذ الأدب العربي بجامعة الجزائر، فوافق الزاوي في مقارنته بين درويش والمتنبي، فكلاهما يشبه سيزيف؛ كلاهما كان يحمل دون كللٍ همَّه الثقيل إلى الأعلى ولكن همَّه يتغلب عليه، وتساءل بيدي عن سر شهرة الشاعرين: هل تعود إلى موهبتيهما الفذتين أم إلى تبني السلطة لهما؟ ونبَّه بيدي إلى أن خروج درويش من فلسطين صار أكثر نفعا للقضية الفلسطينية التي حملها إلى كل العالم، حيث اتسعت مداركه وموضوعاته واحتدَّت لهجته، وصار شاعر القضية العربية دون منازع ومات وهو في أوج عطائه الشعري· أما الدكتور نور الدين السدّ فقال إن الشاعر درويش هو شاعر الحداثة وعلمٌ من أعلام الشعر العربي، وكان متميزاً كتابة وإنشاداً وله صوت وطريقة إلقاء متميزة كاد بها يشكل مدرسة في الشعر حتى أن الكثير من الشعراء يقلدونه فيها· وانتهت الأربعينية بعرض تركيب شعري - مسرحي ملفت للانتباه؛ حيث قدَّم عددٌ من الطلبة الثانويين عرضاً مستمداً من نص الشاعر ''حضرة الغياب'' وقدموا مقاطع مميزة من شعره في قالب درامي مرفوق بأناشيد وطنية فلسطينية، وجذب العرضُ انتباه مئات المثقفين الذين غصَّت بهم القاعة عن آخرها وقالوا إن نجاح هؤلاء الشبان الصغار في تقديم نص ذي بعدٍ فلسفي يُعدُّ مؤشرا واضحا لنجاح الشاعر درويش في الوصول إلى قلوب الجيل الجديد، مما يعني أنه مرشحٌ ليعمِّر طويلاً بشعره الفذ كما المتنبي
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©