أبوظبي تطلق أول أقمار «الياه سات» إلى الفضاء بنجاح

أطلقت شركة “الياه سات” أول أقمارها الصناعية من محطة الفضاء الأوروبية في مدينة كورو في جوايانا الفرنسية بنجاح في تمام الساعة 1:37 صباح أمس بتوقيت أبوظبي في رحلة استغرقت 30 دقيقة على متن الصاروخ “أريان 5”. وسيقوم القمر الصناعي Y1A بسلسلة من المناورات حتى يصل إلى نقطة التشغيل النهائية فوق دولة الإمارات حيث سيستقر في مداره على 52,5 درجة شرقاً، ليتم بعدها التحكم بالقمر من محطة التحكم والمراقبة التابعة لشركة الياه سات في منطقة الفلاح بأبوظبي من قبل فريق هندسي متخصص من المواطنين الإماراتيين. وقال جاسم بوعتابة الزعابي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات في حديث هاتفي مع “الاتحاد” إنه من المتوقع البدء بتشغيل القمر للأغراض العسكرية والتجارية في يونيو”. وأوضح “بعد وصول القمر الى نقطة التشغيل النهائية يتم العمل على اختباره لمدة 6 أسابيع للتأكد من جاهزيته للتشغيل ليبدأ عملاؤنا من الجهات الحكومية والتجارية التي تم التعاقد معها باستخدامه للأغراض العسكرية إضافة الى استخدامه للأغراض التجارية. وقال إن عمليات اختبار القمر استمرت لآخر لحظة قبل انطلاقه حيث انطلق القمر في الموعد المحدد دون أي تأخير وبنجاح 100%. وأضاف “جميع مراحل الانطلاق سارت بحسب المخطط دون أي تأخير”. وأكد أن القمر يحتاج الى 9 أيام ليصل الى نقطة التشغيل النهائية فوق دولة الإمارات ويستقر في مداره على 52,5 درجة شرق. ومن المتوقع أن يتم إطلاق القمر الاصطناعي الثاني (Y1B) في الربع الأخير العام الحالي، حيث تبلغ استثمارات القمرين الاصطناعيين 1,6 مليار دولار (5,87 مليار درهم). وفيما يتعلق بتشغيل قمري الياه سات للخدمات التجارية، بين أن الياه سات وقعت عقودا مع 25 جهة في الشرق الأوسط وافريقيا وجنوب غرب آسيا، وذلك لاستخدام خدمات القمرين الصناعيين للياه سات. وقال “ستبدأ ثلاث جهات تم التعاقد معها بالاستفادة من خدمات القمر الصناعي الأول في الصيف”. وبين أن مرحلة انطلاق القمر بنجاح تعد انجازا لأبوظبي، مشيرا الى أن العمل مستمر والإنجاز يتمثل في المراحل المقبلة التي تلي مرحلة انطلاق القمر وإدارة المشاريع وهي المرحلة التشغيلية. وأكد أن نجاح اطلاق القمر يمثل استمرارية لاستراتيجية الحكومية لدعم مشاريع التكنولوجية مؤكدا الدعم الكامل من الشركاء سواء من القوات المسلحة والجهات الحكومية أو الشركاء التجاريين. وشدد على أن اطلاق أول قمر صناعي يخدم الجانبين العسكري والتجاري في المنطقة يعد انجازا بحد ذاته. وقال “أود هنا وفي هذه اللحظة التاريخية أن أعبّر عن اعتزازي بهذا الإنجاز الكبير، والذي يعد انعكاساً لرؤية قيادتنا الرشيدة، وتتويجاً لجهود فريق العمل في شركة الياه سات وشركة مبادلة”. وأكد “أن حصاد هذا العمل لن يقتصر فقط على دخولنا إلى عالم صناعة الفضاء، وإنما يعتبر أيضاً خطوة كبيرة نحو دفع عجلة التنمية باتجاه التنوع الاقتصادي بالتعاون مع شركائنا على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.” من جانبه، قال وليد المقرب المهيري، رئيس مجلس إدارة الياه سات والرئيس التشغيلي لشركة مبادلة للتنمية يمثل إطلاق قمر Y1A خطوة بالغة الأهمية بالنسبة لمبادلة وأبوظبي، خاصة أن الاتصالات الفضائية تعد جزءًا لا يتجزأ من عملية تأسيس بنية تحتية عالمية المستوى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من شأنها أن تسهم في دعم الخطط المستمرة باتجاه التنوع الاقتصادي للإمارة والدولة بشكل عام. وأكد “يأتي الإطلاق الناجح للقمر الصناعي الجديد بمثابة نقلة نوعية نحو تقديم خدمات اتصالات فضائية متطورة انطلاقاً من أبوظبي.” وستسهم شركة الاتصالات الفضائية “الياه سات” في دعم طموحات إمارة أبوظبي لتصبح مركزاً رائداً لخدمات البث الإعلامي والاتصالات من خلال السماح للعملاء بالتواصل مع عملائهم عبر منطقة التغطية بكاملها حيث يبلغ عدد الدول التي ستتم تغطيتها من القمر الصناعي 85 دولة. يذكر أن الياه سات هي شركة مملوكة بالكامل لشركة الاستثمار الاستراتيجي لحكومة أبوظبي “مبادلة للتنمية”. وقد تم تكليف الياه سات بإطلاق قمرين صناعيين لتعزيز قدرات الاتصالات الفضائية في المنطقة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات الفضائية للحكومات والشركات والأفراد. وتعاقدت الياه سات لمدة 15 عاماً مع القوات المسلحة لدولة الإمارات لتوفير شبكة اتصالات فضائية متكاملة ومركز للمراقبة والتحكم. وكانت شركة “الياه سات” قد دخلت في شراكة مع تحالف مكون من “إي أيه دي أس استريوم” وشركة “تالس” Thales و”ألينيا سبيس” Alenia Space، وذلك من أجل بناء نظام اتصالات فضائية متعدد الأغراض. ويوجد 100 موظف يعملون حالياً في “الياه سات”، 50% منهم مواطنون، مع وجود برامج تدريبية مكثفة لتدريب المواطنين.، وتعود تسمية “الياه” للقمر الاصطناعي تعود إلى كلمة إماراتية تعني “النجم الشمالي”. وسيقدم القمر الاصطناعي الجديد خدمات عالية الجودة وتغطية أوسع للشركات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة عموماً، حيث سيمتد نطاق التغطية ليشمل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا. خدمات «الياه سات» تقدم الياه سات خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (YAH CLICK) وخدمة الاتصالات الفضائية الآمنة (YAH SECURE) وخدمة الربط عبر الأقمار الصناعية (YAH LINK) وحلولا متكاملة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية (YAH SEVICE) وخدمة البث التلفزيوني بالشراكة مع شركة “سيس استرا” (YAH LIVE). وتقدم خدمة الاتصالات الفضائية الآمنة خدمة الاتصال الموثوق والمتكامل للقوات المسلحة والجهات الحكومية ذات السرية العالية على حزمة Ka، إضافة الى تمكين أحدث البنى التحتية للاتصالات العسكرية في الدولة. أما خارج دولة الإمارات، فتساهم خدمة (YahSecure) في تمكين وحدة الياه للخدمات التابعة لشركة الياه سات من تقديم الدعم للحكومات في مجالات الإدارة، والدفاع، وإدارة الطوارئ. أما خدمة الربط عبر الأقمار الصناعية تتيح لموزعي خدمات الاتصالات الربط الأفضل لعملائها من خلال تغطية متكاملة بواسطة الحزم C-BAND على منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا، وستدعم خدمات الاتصالات بتطبيقات متعددة مثل شبكات البيانات للشركات، وربط الإنترنت والهواتف الخليوية. أما خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فتقدم خدمات الإنترنت ذات النطاق الواسع عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين من في كل من منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وجنوب غرب آسيا، ويستخدم القمر الصناعي الثاني (Y1B) نطاق التردد KA-BAND والتي تمكن من توفير سعة فضائية كبيرة عبر استخدام الحزمة الترددية الواحدة لأكثر من مرة. وفيما يتعلق بخدمة البث التلفزيوني، ستوفر خدمة البث التلفزيوني المباشر إلى المنازل، وخدمات لأكثر من 64 دولة في منطقة التغطية، وستتيح الشركة البث الفضائي للقنوات التلفزيونية من خلال المحطات الفضائية الأرضية المتواجدة في أوروبا. تعد محطة ياه سات الفضائية في منطقة الفلاح في أبوظبي أكبر محطة تحكم بالأقمار الاصطناعية بالمنطقة، وواحدة من أكبر المحطات في العالم، وتتضمن غرفة للتحكم بالأقمار الاصطناعية تتضمن 18 مواطناً يعملون بالتعاون مع ستة خبراء أجانب، حيث تم تدريبهم بشكل مكثف في كل ما يتعلق بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى وجود عدد من الخبراء الأجانب للاستفادة من خبراتهم. ويتم من خلال تلك الغرفة التحكم بالقمر الاصطناعي والتأكد من صحة المعلومات والتحكم بالحمولة وقوة الإرسال وتوزيع القنوات داخل المحطات، وتعمل غرفة التحكم على مدار 24 ساعة، وتستطيع التحكم بعدد أكبر من الأقمار الاصطناعية يصل إلى 8، وليس فقط بقمرين. ويوجد 4 محطات استقبال للتحكم في القمرين الاصطناعيين، إضافة إلى 6 لواقط، ويتم عمل اختبارات عدة للتأكد من قدرة التحكم في مواجهة أي تحديات. قامت الشركة الأوروبية للصناعات الدفاعية والجوية وشركة تالس الينا سبيس بتصنيع القمر الصناعي الأول، وسيكون موقعه المداري 52.5 درجة شرق، وسيكون صاروخ الإطلاق “اريان-5” . أما بالنسبة للحمولة والترددات، فإنه سيقدم الحزمة KA للخدمات الحكومية وحزمة C لخدمات ربط الشبكات وحزمة Ku لخدمات البث التلفزيوني. ويطلق القمر الاصطناعي الأول على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من مدينة كورو في غوايانا الفرنسية، ويبلغ وزنه 6 أطنان وتمتد ألواحه الشمسية 40 متراً لكل جهة. القمر الصناعي الثاني (Y1B) قامت الشركة الأوروبية للصناعات الدفاعية والجوية وشركة تالس الينا سبيس بتصنيع القمر الصناعي الثاني أيضا، حيث إن موعد إطلاقه في نهاية العام الحالي، أما موقعه المداري فلم يتم تحديده بعد سيتم تحديده لاحقا. أما صاروخ الإطلاق سيكون “بروتون”، وفيما يتعلق بالحمولة والترددات، فإنه سيوفر حزمة Ka للخدمات الحكومية وحزمة Ka بتكنولوجيا اشعة البث متعددة المواقع لخدمة الإنترنت ذو الحزمة العريضةعبر الأقمار الصناعية، ويبلغ العمر الافتراضي للقمر15 عاما. وكان عيسى الشامسي مهندس عمليات حمولة القمر الصناعي في “الياه سات قدم شرحا عن مراحل انطلاق القمر، حيث يعمل القمر الصناعي عند اطلاقه على البطارية حيث إنه من الضروري خلال إطار زمني محدد مدته ساعة وعشرون دقيقة منذ اطلاق القمر في الفضاء الخارجي أن تفتح ألواحه الشمسية في مكان تكون الشمس مسلطة باتجاه يسمح بإعادة شحن القمر. مواصفات الصاروخ يبلغ وزن صاروخ “أريان-5” يبلغ 780 طنا حيث سيحمل قمرين أحدهما الياه سات وقمرا آخر تابعا لجهة أخرى،ويقع القمر الصناعي في الغرفة العلوية للصاروخ. أما نوع الوقود المستخدم في الصاروخ، فإنه يحتوي على عناصر شديدة الاشتعال وهي سائل الأكسجين وسائل الهيدروجين حيث يتم حقن هذه المواد في أسفل الصاروخ واشعالها، وتعادل قوة الدفع التي يولدها الوقود 50 طائرة بوينغ من طراز 747” الياه سات ارتفاع 36 ألف كيلومتر الوزن 6 أطنان العمر الافتراضي أكثر من 15 عاماً بدأ العمل في هذا المشروع الفريد من نوعه في عام 2007 وسينتهي مع استقرار القمر الصناعي في مدار حول الأرض هذا العام 2011 .. قام ببناء وتصميم نظام القمر تحالف مكون من إي أيه دي أس استريوم «EADS Astrium» وتالس ألينيا سبيس « Thales Alenia Space» .. وذلك بمشاركة فريق من المهندسين الإماراتيين طوال فترة المشروع.. كما وقعت الشركة اتفاقية مع «أريان سبيسى، الشركة العالمية الرائدة في خدمات الإطلاق التجاري للأقمار الاصطناعية، لإطلاق القمر إلى مداره في الفضاء من محطتها في مدينة كورو في جوايانا الفرنسية تملك شركة مبادلة للتنمية، الذراع الأستثماري لحكومة أبوظبي، كامل أسهم الياه سات. وتهدف الياه سات في دعم طموحات إمارة أبوظبي لتصبح مركزاً رائداً لخدمات البث الإعلامي والاتصالات من خلال السماح للعملاء من أوروبا وجنوب آسيا بالتواصل مع عملائهم عبر منطقة التغطية بكاملها. خدمات لأكثر من 64 دولة في منطقة التغطية تدار محطة القمر الاصطناعي من قبل فريق من الإماراتيين المتخصصين بإدارة ومراقبة الأقمار الاصطناعية، والذين سيتخذون من محطة “الياه سات” الفضائية في منطقة الفلاح بأبوظبي مقراً لهم، حيث سيعمل في المركز حوالي 100 موظف 50 ? منهم مواطنون الذين التحقوا ببرامج تدريب متقدمة.