الأفلاج هي الطريقة الأقدم في ري المزارع وعلى الرغم من تراجع دورها خلال السنوات الماضية بعد إدخال تقانات الري الحديثاً ظل القليل منها يمارس دوره ومنها أفلاج "حبحب" التي تعمل إلى اليوم بنشاطها المعهود. وتعتبر الأفلاج من أقدم الأفلاج في الفجيرة، لدرجة أن مزارع حبحب تعتمد عليها بشكل كلي وبالأخص خلال الصيف.
وتاريخ أفلاج "حبحب" يعود إلى مئات السنين كما يقول أصحابها. و"حبحب" التي يعود اسمها إلى الحب وهو القمح والغنية بالمياه والأرض الخصبة تقع شمال غرب مدينة الفجيرة بـ 95 كيلومترا. واشتهرت منذ القدم بالزراعة؛ وكان الناس يترددون عليها باستمرار نظرا لموقعها المتميز على طريق القوافل مما جعلها محطة رئيسية للتزود بالماء. لذلك اهتم المزارعون ببناء الأفلاج ومنها فلج "حبحب" الرئيسي الذي يقع في قلب المزارع ويزود النخيل بالمياه المتدفقة من العيون والينابيع التي كانت تشتهر بها هذه المنطقة والتي تحيط بها الجبال والسهول والوديان.
وخلال السنوات الماضية جفت معظم هذه العيون وظلت عين واحدة تصب مياهها العذبة في البركة الكبيرة المقامة وسط واحة النخيل ومنها تنساب المياه إلى الأفلاج التي تقوم بدورها بتوزيع هذه المياه بنظام الحصص على المزارع. ونظام الحصص نظام قديم مطبق إلى اليوم في حبحب كما يقول مرهش بن سالم. حيث تستفيد من نظام الري بالأفلاج حوالي 50 مزرعة تضم 25 ألف نخلة وأشجار أخرى مثل الهمبا والليمون وباقي الأشجار المثمرة مثل الرمان وأصنافاً شتى من الخضراوات والحمضيات. ومعظم المناطق الجبلية مثل حبحب تعتمد على الزراعة بجانب الرعي.
وتأتي النخلة في مقدمة اهتمام أهالي هذه المنطقة لما تلعبه من دور في حياة الناس ومعيشتهم. فالنخلة كما يقولون هي الشجرة المباركة ويستفاد من كل جزء منها بالإضافة إلى ثمارها من الرطب والتمر. لذلك حظيت بكل هذه العناية وما الأفلاج إلا دليلاً على اهتمام أهالي هذه المنطقة بتوفير كل الوسائل التي تساعد على تقديم ما هو أفضل للزرع وللنخلة على وجه الخصوص. وبالإضافة إلى دور هذه الأفلاج في توزيع المياه على المزارع يشدك منظرها وأنت ترى المياه تمر رقراقة عبر هذه القنوات مشكلة لوحة في منتهى الجمال والعذوبة لتعيد إلى الأذهان دور الأجداد الذين بنوا هذه الأفلاج.
عدد اليوم
