يوسف البستنجي (أبوظبي)
أكد زيلكو سيراتيتش رئيس غرفة الصناعة والتجارة لجمهورية صربيا، أن دخول شركات أبوظبي إلى السوق الصربية باستثمارات نوعية، عمق الثقة العالمية في اقتصاد بلاده.
وأوضح في لقاء أجرته معه «الاتحاد» على هامش زيارته للدولة، أن الفعاليات الاقتصادية في صربيا، شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية اهتماماً لافتاً من الشركات العالمية، والمستثمرين الأجانب عقب بدء شركات أبوظبي خطواتها الأولى للاستثمار هناك.
وشدد سيراتيتش على أهمية العلاقة بين دولة الإمارات وجمهورية صربيا، مؤكداً أنها علاقات اقتصادية واستثمارية استراتيجية، قائمة على مبدأ الشراكة، التي تحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
ولفت في حديثه إلى التطور الكبير الذي بدأت تسجله حركة السفر إلى صربيا والنقل الجوي، بعد الشراكة الاستراتيجية، التي تم التوصل إليها بين شركة الاتحاد للطيران والخطوط الجوية الصربية، مشيراً إلى أن عدد المسافرين على متن الخطوط الصربية ارتفع بنسبة 80? حتى شهر أبريل الحالي مقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2013.
وقال: “هدفنا الوصول إلى عقد شراكات مع المستثمرين والشركات الإماراتية تخدم مصلحة الطرفين، على غرار الشراكة بين الخطوط الجوية الصربية وشركة الاتحاد للطيران”. وأضاف إن رجال الأعمال الإماراتيين، يصنفون بين أكثر رجال الأعمال خبرة ومهنية وكفاءة على مستوى العالم.
وأوضح أنه عرض على المستثمرين في أبوظبي ودولة الإمارات، قائمة تتضمن 154 مشروعاً مطروحاً للخصخصة في جمهورية صربيا، في جميع القطاعات تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 7 مليارات يورو.
وأشار إلى أن قائمة المشاريع تشمل مصانع لإنتاج التراكتورات والآلات الزراعية ومصانع للأغذية ومزارع ومشاريع للثروة الحيوانية، ومشاريع لإنتاج وتوليد الطاقة، ومشاريع هندسية وصناعات بلاستيكية وغيرها.
وأضاف: “نملك التكنولوجيا والكوادر البشرية المؤهلة، ونحن الدولة الوحيدة التي لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي من جهة ومع روسيا من جهة أخرى، في وقت نقوم فيه بتطوير سوق إقليمية فاعلة مع جميع دول الجوار”.
وقال إن دخول شركات أبوظبي المعروفة باستثماراتها طويلة الأجل، سيوفر ظروفاً مثالية لتأسيس استثمارات مشتركة ذات جدوى اقتصادية، قادرة على المنافسة وتحقيق الاستمرارية.
وأشار إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية صربيا، سجلت تطوراً كبيراً، في وقت أصبح هناك 3 رحلات يومية مباشرة بين مطاري أبوظبي ودبي من جهة ومطار العاصمة بلجراد من جهة أخرى.
وبين سيراتيتش أن هناك عدة قطاعات في صربيا تعتبر ذات تنافسية عالية، وجاذبة للاستثمار، في مقدمتها القطاع الزراعي، وما يتضمنه من الصناعات الغذائية، وخاصة الأغذية العضوية، وكذلك قطاع تقنية المعلومات والهندسة الميكانيكية وصناعة المعدات والآلات.
كما بين أن قطاع الإنشاءات والبناء، يعتبر من القطاعات المتطورة والجذابة للاستثمار، لافتاً إلى أن أكثر من 30 نشاطاً فرعياً من الأنشطة الاقتصادية والصناعية والخدمية يرتبط بهذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن بعض الشركات الإماراتية بدأت فعلياً باستيراد منتجات صربية، لاسيما من منتجات قطاع الصناعات الغذائية.
وأكد أن صربيا تتمتع باستقرار أمني وسياسي واقتصادي يعتبر من بين الأفضل في العالم، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الصربي حقق نمواً بالأسعار الحقيقية بلغت نسبته 2,4? عام 2013 مقارنة مع العام الذي سبقه، في حين كان النمو بالأسعار الحقيقية في الربع الأخير من العام الماضي 2,6? مقارنة مع الربع الأخير من عام 2012.
وقال إن القوانين الصربية تضمن كامل حقوق المستثمرين الأجانب، بما في ذلك حق تحويل رؤوس الأموال الأموال والأرباح الصافية، وتضمن حماية كاملة للملكية الخاصة، في جميع المجالات.
ولفت إلى أن نسبة الضريبة على الأرباح الصافية تبلغ نحو 15?، في حين أن الحكومة الجديدة تعمل على إصدار نظام ضريبي جديد يتضمن إعفاءات بشكل نسبي أو بشكل كامل، حسب المنطقة أو القطاع المستهدف للاستثمار، ومعدل التشغيل من العمالة المحلية، ومعايير أخرى سيعلن عنها في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وأوضح أنه يوجد في جمهورية صربيا عدة مناطق حرة وهي تتمتع بإعفاءات ضريبية كاملة، وعدة حوافز أخرى.
وأضاف إن التضخم خلال عام 2013 بقي أدنى من المستويات المسموح بها، والتي تبلغ نحو 4? مع هامش ارتفاع أو انخفاض لا يتجاوز 1,5?.
وقال إن بقاء مستويات التضخم دون المستويات لمسموح بها جاء بسبب انخفاض أسعار المواد الغذائية بشكل أساسي.
وبين سيراتيتش أن الإنتاج الصناعي في جمهورية صربيا حقق نمواً بنسبة 5,5? عام 2013 مقارنة مع العام الذي سبقه، وذلك بدعم من النمو الذي سجلته عدة قطاعات صناعية منها صناعة وسائل النقل الميكانيكية، والمقطورات والمشتقات النفطية، وإنتاج الطاقة الكهربائية، والإنتاج الكيميائي، والمواد الكيميائية.
ولفت إلى أن عدد السياح القادمين إلى صربيا ارتفع بنسبة 5,4? عام 2013 مقارنة مع 2012. وأشار إلى أن القيمة الإجمالية للتجارة السلعية الخارجية لجمهورية صربيا بلغ نحو 35,15 مليار دولار أمريكي عام 2013، بنمو نسبته 16,6? مقارنة مع 2012، ويشمل ذلك الصادرات السلعية بقيمة 14,6 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الواردات السلعية 20,5 مليار دولار أمريكي خلال الفترة نفسها، وسجل ميزان التجارة الخارجية الصربية عجزا بقيمة 5,9 مليار دولار أميركي.
ولفت إلى أن قيمة الصادرات الصربية زادت بنحو 30? العام الماضي، مقارنة مع العام الذي سبقه في حين زادت قيمة الواردات بنحو 8,5?، وارتفعت نسبة تغطية الصادرات للواردات إلى 71,1? العام الماضي، مقارنة مع نسبة تغطية كانت عند مستوى 59,3? عام 2012.
وأوضح سيراتيتش أن ما يقارب 62,2? من التبادل التجاري لصربيا كان مع دول الاتحاد الأوروبي.
عدد اليوم
