محمود الحضري (دبي)
نجح عدد من الشباب المواطنين في دخول قطاع الأعمال والاندماج فيه، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، سالكين طرقاً ملأى بالتحديات والصعاب، ومتجاوزين العديد من العقبات، خصوصا أنهم خرجوا من عائلات ليس لها علاقة بالتجارة، معتمدين على أنفسهم.
محمد خميس بن خميس نموذج من رجال الأعمال الشباب، خاض تجارب عديدة في مجال تأسيس شركات خدمية في مجالي السياحة والسفر والحج والعمرة، إلا أن هذا لم يلب طموحه، فقرر التفرد في العمل، واختيار شيء مميز.
وكان الاختيار على منتج جديد كلياً، يتمثل في منتج يوفر استهلاك المياه في غسل السيارات، ليحقق نجاحاً في مجال جديد من مجالات العمل الاستثماري.
يقول ابن خميس: «على مدى 6 سنوات، وبالتعاون مع مخترع أردني، تم إجراء دراسات عديدة على منتج طبيعي 100% لغسل السيارات من دون استخدام قطرة مياه واحدة، وتم التوصل إلى منتج جديدة كلياً، من دون أي تأثيرات سلبية على هيكل السيارات بجميع أنواعها».
وجرى تطوير المنتج على مدى سنوات البحث، والتأكد من عدم تأثيره ليس على السيارات فقط، بل على الإنسان والحيوانات، ولون السيارة والإطارات، والوصول بدرجة الأملاح إلى الصفر، وبعد تجارب عديدة، تم تسجيل براءة الاختراع في وزارة الاقتصاد، والجهات المختصة كافة، إلى جانب موافقة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس.
وقال: «انتهى الأمر إلى إنتاج سائل بمواد طبيعية، لا يمكن أن أكشف عنها، لسرية المنتج، وحقوق الملكية الفكرية»، مؤكداً أن جميع مكونات المنتج الذي تم إطلاق «واتر لس»، وهو منتج صديق للبيئة.
ولفت إلى أن عملية البحث والتطوير للمنتج، والحصول على الترخيص الخاص به، استغرق نحو عام ونصف العام، وبلغت النفقات على هذه المرحلة حوالي نصف مليون درهم، منوهاً إلى أنه تم تجربة المنتج على أكثر من 200 سيارة من مختلف الأنواع، حتى تم الحصول على شهادة بمنتج إماراتي 100%، كما تم التسجيل في الأردن، مع الحصول على اعترافات به من مراكز بحثية مختلفة.
وأشار إلى أن مرحلة تالية للمنتج تتعلق بالمنشفة الخاصة لاستخدام «واتر لس»، وتم إجراء تجارب عدة على مناشف عديدة، بنسب مختلفة من القطن، حتى توصلنا إلى أفضل منشفة لا تؤثر على خدش السيارات، بنسبة 90% من القطن، وتم الاتفاق مع مصنع صيني لتصنيع المنشفة حصرياً للمنتج الجديدة، لافتا إلى أن جميع مكونات «وواتر لس» متوافرة بالسوق المحلي، وهي طبيعية 100%.
وأفاد بأن المرحلة الثانية تركزت في عملية التصنيع للمنتج، ومن هنا جاءت فكرة التعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي، وبعد مناقشات ولقاءات، تبنت المشروع، وتوفير التسهيلات كافة له، والإعفاءات من الرسوم الحكومية وفق القواعد التي تحددها المؤسسة.
وقال: «بدأت بعد ذلك في تأسيس المصنع، باستئجار موقع في منطقة القوز الصناعية، وبتكاليف تصل إلى 2,5 مليون درهم، تم تمويلها ذاتيا، وفي أغسطس 2013 تم استكمال منشآت مصنع «واتر لس» كافة، ليبدأ أول إنتاج تجريبي لمنتج إماراتي 100%، منوهاً إلى أنه يتبع أسلوب التنوع في الحصول على المواد الخام من أكثر من تاجر ومورد، في إطار الحفاظ على مكونات المنتج وسريته.
وبين أن المصنع يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وبنظام إلكتروني، ولهذا فعدد العمالة به لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فيما تعتمد إدارته على الشركات الأخرى التي أمتلكها، مشيراً إلى أن المنتج وباستخدام عمال مدربين يمكن غسل سيارة صالون في خمس دقائق فقط، ودفع رباعي خلال 10 دقائق. وأشار إلى إجراء تجارب على استخدام المنتجع مع هيئة الإسعاف، وشرطة دبي، وجرت تجارب في أقصى حالات القيادة، وبعد سباقات القدرة، وما تتعرض له السيارات من أوساخ، وفي أسوأ الظروف، وجميعها أثبتت نجاحاً بشهادة المستخدمين.
وبين أن تكلفة تنظيف السيارة بالمنتج الإماراتي تصل إلى درهم واحد فقط، ويبقى الحفاظ على الموارد المائية هو أهم فائدة، في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن سعر توريد العبوة سعة «ليتر» من المصنع 6 دراهم، وتصل إلى المستهلك بحوالي 10 دراهم، وفي بعض الأحيان لا تتعدي 15 درهماً، مقابل 50 درهماً لمنتج أميركي، وبدرجة مواد طبيعية أقل.
وأوضح أن عبوة الليتر تكفي لتنظيف 8 سيارات صالون، أو 4 سيارات دفع رباعي بالحجم الكبير.
عدد اليوم
