فرنسا تؤيد تشديد العقوبات والدول الكبرى تبحث الملف النووي الإيراني الجمعة

اعترف مسؤول إيراني أمس بأن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي تؤثر بشدة في الاقتصاد الإيراني· في الوقت نفسه حضت الصين الحكومة الإيرانية على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعارضت تشديد العقوبات باعتباره ''ليس حلاً'' للمشكلة، فيما أيدت فرنسا فرض المزيد منها· وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أمس ان الدول الست الكبرى ستعقد اجتماعا في واشنطن بعد غد الجمعة لمناقشة سبل جديدة لإقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم· وأوضح خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن المدراء السياسيين لوزارات الخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا سيبحثون ''الخطوات التالية'' قبل اجتماع وزاري الأسبوع المقبل في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة· وصرح رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية محمد نهاونديان لصحيفة ''سرماية'' الإيرانية بأن كلفة الواردات ارتفعت بسبب الصعوبات الناجمة عن عقوبات مجلس الأمن الدولي والدول الغربية· وأوضح أن أسعار المنتجات المستوردة في الأشهر الأربعة الأولى من السنة الإيرانية الحالية التي بدأت يوم 20 مارس الماضي، ارتفعت بنسبة 48% بالدولار الأميركي وبنسبة 25% باليورو بالمقـــارنة مع أسعارها خلال الفترة نفسها العام الماضي· وأوضح أن 20% من ارتفاع تكلفة الواردات خلال عام واحد تمثل 10 مليارات دولار وهو مبلغ يمكن أن يوفر مليون فرصة عمل للشباب· وفي بكين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو خلال مؤتمر صحفي ''نأمل في ان تستمر ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في التعاون لحل قضايا لم تتم تسويتها في اقرب وقت ممكن''· وأضافت ''أعتقد أن الحل الأخير للمشكلة النووية الايرانية يتم عبر المفاوضات والحوار وليس بفرض مزيد من العقوبات على إيران، فالتوترات ليست وسيلة لحل المشاكل''· وفي برلين، صرح مصدر دبلوماسي ألماني بأن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أبدى خلال لقائه نظيره الإيراني منوشهر متكي مساء الأول ''خيبة أمل لعدم تعاون إيران الكافي في معالجة مشكلة ملفها النووي وحض الادارة الايرانية على وضع كل المعلومات اللازمة في تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية''· ونقل عنه قوله لمتكي ''يتعين على ايران ان تقلع عن كسب الوقت وان تقوم بكل ما يلزم من اجل اعادة بناء الثقة المفقودة في برنامجها النووي''· واضاف أنه جدد بإلحاح دعوته الجانب الايراني الى الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي وحذر من أنه في حال العكس، ستواجه طهران خطر التعرض لمزيد من العقوبات الدولية· من جانبه قال متكي خلال مؤتمر صحفي في طهران بعد عودته من برلين ''لقد أجابت إيران على جميع أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن التعاون الناجح بينهما ازعج الذين يبحثون عن ذرائع ضد طهران''· وفي باريس، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايريك شوفالييه تقرير الوكالة الجديد بأنه ''مقلق للغاية''· وأعلن ان فرنسا تؤيد على غرار الولايات المتحدة تشديد العقوبات الدولية على ايران· وقال ''استمراراً لمقاربة الجمع بين الحوار والحزم، لا خيار امامنا سوى العمل خلال الايام والاسابيع المقبلة على إصدار قرار جديد يفرض عقوبات تصدر عن مجلس الامن''· وفي واشنطن'' أكد ''معهد العلوم والأمن الدولي'' في تقرير نشره أمس الأول أن إيران حققت تقدما كبيرا في تشغيل وتطوير اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم لبرنامجها النووي· وأضاف ''يبدو ان اجهزة الطرد المركزي تعمل الآن بمعدل 85% من قدراتها مقارنة بنسبة 50% بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق في شهر مايو الماضي''· ورأى أن طهران قد تستخدم، في احسن الشروط، ما بين 700 و800 كيلوجرام من اليورانيوم المنضب لانتاج 25 كيلوجراماً من اليورانيوم لاغراض عسكرية وهي كمية كافية لصناعة سلاح نووي انشطاري ''غير متطور''·