الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رحلة البشرية مع الحضارة من الألف إلى الياء!

رحلة البشرية مع الحضارة من الألف إلى الياء!
21 مايو 2018 00:42
إيهاب الملاح (القاهرة) تعود شهرة الكاتب الإنجليزي الشهير هربرت جورج ويلز في العالم العربي إلى كتاباته الأدبية والقصصية؛ خاصة في دائرة الخيال العلمي، وقد تُرجمت أعماله الشهيرة إلى اللغة العربية في النصف الأول من القرن العشرين؛ مثل «الرجل الخفي»، و«آلة الزمن»، و«أول رجل على سطح القمر»، فضلاً على رواياته وأعماله الأخرى التي تمت ترجمتها على مراحل زمنية متفاوتة. لكن قليلاً من القراء قد طالعوا ويلز «العالم» و«المفكر» و«المؤرخ» و«المصلح الاجتماعي»؛ خاصة في موسوعته التاريخية الكبرى «معالم تاريخ الإنسانية» «Outline of History»، وموجزه الأشهر «موجز تاريخ العالم». في سلسلة (ميراث الترجمة)، أعاد المركز القومي للترجمة في مصر، إصدار طبعة جديدة من الكتاب/ الموسوعة «معالم تاريخ الإنسانية»، في أربعة مجلدات من القطع الكبير، قام بترجمتها والتعليق عليها وكتابة حواشيها المترجم الراحل القدير عبد العزيز توفيق جاويد، ولعل أعظم ما تركه ويلز من مؤلفات خارج دائرة الأدب (وإن لم يفارق روحه ولا المتعة الملازمة لقراءته) هو «معالم تاريخ الإنسانية»، وصنوه الوجيز والأكثر شهرة وانتشاراً «موجز تاريخ العالم» (المنشور عام 1929). الكتاب ـ كما يدل عليه اسمه ـ وكما عرّف به مترجمه «موسوعة تاريخية شاملة موجزة للحضارة الإنسانية عبر عصورها ويروي قصتها الأديب الإنجليزي الشهير ج.هـ ويلز». والطبعة العربية من هذا الكتاب صدرت في أربعة أجزاء ضخام؛ يتناول الجزء الأول منها نشأة الكون والنظريات العلمية المختلفة التي تفسر تطوره، ثم ظهور الإنسان والأجناس القديمة المندثرة. ويعرض لفكر الإنسان البدائي ومعتقداته الدينية ونشأة اللغة (وتقسيماتها) لأقدم الحضارات في مصر والعراق والهند. أما الجزء الثاني، فيعرض للحضارات الإغريقية والهلينستية والرومانية بالتعاقب. ولمحة عن تاريخ العبرانيين (اليهود)، أما الجزء الثالث فيعنى بحضارات العصر الوسيط، والجزء الرابع والأخير يتناول التاريخ الحديث حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939. إذن الكتاب ومن تخطيطه العام، محاولة جادة وطموح لإيجاد صلة بين شعوب الأرض جميعاً، دعماً لفكرة مؤلفه ومذهبه الاجتماعي الإنساني عن «الدولة العالمية»، وطريقة جديدة في دراسة التاريخ وتفسيره، باعتباره قصة مستمرة، متصلة الحلقات، ذات صبغة تطورية واضحة، قصة تروي تاريخ الكائنات الإنسان والحيوان والنبات والأرض، وليس مجرد سرد الحوادث التاريخية والوقائع الحربية والصراعات السياسية، والأمجاد الاستعمارية فويلز مثله مثل معاصره برنارد شو يكره الاستعمار والمستعمرين ويسخر جهوده للسخرية منهم والزراية بهم. وبرغم مآخذ عديدة يمكن أن يتوقف عندها دارسو التاريخ ومتخصصوه، في التناول والرؤية وإيراد المادة العلمية، فإن كتاب ويلز يعد واحداً من الكتب التي لا غنى عنها كمدخل مناسب وصالح للتعرف على التاريخ العام للبشرية، سواء في انتقاء موضوعاته، أو طريقة عرضها، أو السرد التاريخي الذي راعاه. ذلك أن كتاب «المعالم» ـ في حدود الهدف الذي رُسم له ـ مركز تركيزاً ليس وراءه زيادة لمستزيد، إن هذا الكتاب تاريخ أكثر تفصيلاً وتخصيصاً من «الموجز» أقيم على خطة أخرى وحرر تحريراً جديداً، يقدم فيه صاحب «آلة الزمن» إلى القارئ، بأبسط الطرق وأوضحها، بياناً شافياً بمعارفنا التاريخية حتى وقته، وبحيث يحصل القارئ على تلك الصورة الكلية للتاريخ التي يتكون منها الهيكل الذي لا بد منه عند دراسة حقبة معينة أو تاريخ منطقة جغرافية بالذات. كل ذلك مدعوماً بالخرائط والمصورات الزمانية والجداول التاريخية الشارحة، وبما يعين على استجلاء المغامرة العظمى للجنس البشري عبر التاريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©