الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: «موجة التصحيح» توفر فرصاً لإعادة بناء مراكز جديدة عند مستويات سعرية أفضل

محللون: «موجة التصحيح» توفر فرصاً لإعادة بناء مراكز جديدة عند مستويات سعرية أفضل
2 مايو 2014 22:30
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) تتيح مرحلة التصحيح، التي دخلتها أسواق الأسهم المحلية الأسبوع الماضي، الفرص المناسبة لمحافظ وصناديق الاستثمار والمستثمرين لبناء مراكز مالية جديدة عند مستويات أسعار أقل، بعدما سجلت غالبية الأسهم ارتفاعات سعرية قياسية طيلة شهر أبريل الماضي، بحسب محللين ماليين. وحصدت الأسهم المحلية مكاسب بقيمة 40 مليار درهم خلال شهر أبريل، جراء ارتفاع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 5,2%، محصلة ارتفاع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 3%، وسوق دبي المالي بنسبة 13,5%. وأجمع المحللون أن الأسواق بحاجة حقيقية إلى التقاط أنفاسها بعد ماراثون صعودي مستمر، من دون الدخول في مرحلة تصحيح حقيقية، مؤكدين أن الأسواق تتمتع بمقومات قادرة على أن تسجل معها مستويات سعرية أعلى مما شهدته مؤخراً، وذلك على المدى الطويل. لا مخاوف من التصحيح وقال موسى حداد، مدير صندوق استثماري ببنك أبوظبي الوطني: «إن أسواق الأسهم المحلية سجلت ارتفاعات قياسية منذ بداية العام الحالي، ووصلت مكررات ربحية أسهم عدة إلى معدلات عالية، تتراوح بين 40 إلى 50 مرة، وقفزت إلى 300 مرة لبعض الأسهم، بما يشير إلى أن أسعار مثل هذه الأسهم مرتفعة جداً. وأضاف أن مثل هذه الارتفاعات تستدعي دخول الأسواق في مرحلة تصحيح على المديين القصير والمتوسط، بهدف أن تعود الأسواق بعدها أكثر نشاطاً وقوة مما هي عليه الآن، خصوصاً وأن التوقعات تؤكد أن أسواق الإمارات ستشهد على المدى الطويل مستويات سعرية أعلى من تلك التي تتداول عندها حالياً، مدعومة بالعديد من الأساسيات، منها التعافي الاقتصادي للقطاعات الاقتصادية كافة، والنمو الجيد للاقتصاد الوطني، ولأرباح الشركات المدرجة. وأفاد بأن مرحلة التصحيح التي دخلتها الأسواق في الأسبوع الماضي لا تبعث على أي مخاوف على الإطلاق، بل إنها تعتبر صحية وطبيعية، من زاوية أنها تقلل من حدة الارتفاعات التي سجلتها العديد من الأسهم، فضلاً عن أن كل موجة تصحيحية تدخلها الأسواق، عقب ارتفاعات كبيرة، تجتذب سيولة جديدة للأسواق عند مستويات أسعار أفضل. وقال حداد: «لا توجد مخاوف في الأسواق، لكن يتعين أن يكون هناك حذر، بعدما وصلت الأسعار إلى مستويات مرتفعة، ولا نريد أن نعود إلى السيناريو الذي شهدته الأسواق في عام 2005 عندما وصلت مكررات الربحية إلى معدلات كبيرة، أدت إلى تصحيحات حادة». واستدرك قائلاً: «ربما يكون الشيء المختلف في الأسواق حالياً، والذي يحول من دون تكرار ذات السيناريو، أن المستثمرين أكثر وعياً، ويتمتعون بثقافة كبيرة، مقارنة بالفترة التي شهدتها الأسواق قبل 9 أعوام». وأضاف أنه يتعين على المستثمرين أن يدركوا أن أسعار العديد من الأسهم أصبحت بالفعل مرتفعة، وأن من مصلحة الأسواق أن تلتقط أنفاسها من خلال عملية تصحيح ليست مقلقة على الإطلاق، حيث إنها تتيح الفرص لإعادة بناء مراكز استثمارية جديدة على المدى الطويل. وأفاد بأن التوقعات كافة تذهب إلى أن مؤشر سوق دبي المالي يتجه على المدى الطويل إلى أعلى قمة سجلها في تاريخه عند 8000 نقطة، لكن لكي يصل إلى هذه النقطة التاريخية لا بد أن يشهد السوق عملية تصحيح قوية، تجتذب معها سيولة كبيرة، تبني مراكز جديدة عند مكررات ربحية معقولة. وأوضح حداد أن عدم دخول الأسواق في موجة تصحيح حقيقية، أدى إلى حدوث تذبذبات قوية، حيث ظل مؤشر سوق دبي المالي يتداول لفترة بين 5200-5400 نقطة من دون أي نزول وبتداولات مرتفعة، ما جعل من الصعوبة بمكان للكثير من المستثمرين معرفة اتجاه السوق. وبشأن التوقعات مع دخول الأسواق بنهاية الشهر الحالي مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة، أضاف أن الأسعار الحالية تجاوزت بكثير الانضمام إلى المؤشر الدولي، لكن يتوقع أن تتحرك المؤشرات خلال المرحلة المقبلة بشكل أفقي أقرب إلى الهبوط منه إلى الصعود، حتى تشهد أسعار أفضل ومستويات سعرية أقل. وأكد عدم صحة التوقعات بأن سيولة أجنبية كبيرة ستدخل أسواق الإمارات مع الانضمام إلى مؤشر مورجان ستانلي، ذلك أن السيولة المؤسساتية دخلت الأسواق منذ فترة بأحجام معقولة، فضلاً عن أنها تتابع الأسعار، وتأخذ حذرها من المستويات السعرية التي وصلت إليها مكررات ربحية الكثير من الأسهم. شراء استباقي اتفق عبدالله الحوسني، مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، مع حداد في حاجة الأسواق إلى التقاط أنفاسها، بعد ماراثون صعودي متواصل حتى الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، مضيفاً أن الأسواق باتت تحتاج إلى موجة تصحيح تظل صحية حتى إذا جاءت حادة. وأكد أن أي تراجعات قد تشهدها الأسواق لن تبعث على الخوف، في ضوء المكاسب القوية التي حصدتها الأسواق منذ بداية العام، وتصدرت معها الإمارات البورصات كافة في المنطقة وربما في العالم كأفضل الأسواق أداءً. وأوضح أن الأسواق حافظت على كامل أرباح شهر أبريل الماضي، على الرغم من عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها في الأسبوع الأخير من الشهر، في مؤشر على أنها متمسكة بارتفاعاتها القياسية، على الرغم من حاجتها إلى حالة من الهدوء والتراجع. وعزا الارتفاعات الكبيرة للأسواق خلال شهر أبريل إلى النتائج السنوية الجيدة للشركات خلال عام 2013، وتوزيعات أرباحها السخية، والتي لاتزال تتفاعل معها الأسهم بإيجابية، فضلاً عن إعادة استثمار جزء كبير من توزيعات الأرباح من جديد، ما جعل الأسواق ترفع من وتيرة نشاطها، وتواصل ارتفاعاتها القوية. وقال الحوسني: «إن جزءاً كبيراً من عمليات الشراء التي شهدتها الأسواق، والتي وقفت وراء الموجة الصعودية الأخيرة، كانت استباقاً لدخول أسواق الإمارات مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة». وتوقع أن تشهد الأسواق في حال أكملت موجة تصحيح حقيقية، تهبط بمستويات الأسعار بمعدلات مقبولة، موجة صعود جديدة قبل قدوم موسم الصيف، مدعومة بتفعيل حزمة التشريعات والأنظمة التي أصدرتها هيئة الأوراق المالية والسلع، وفي مقدمتها صانع السوق. وأضاف أن أداء الاقتصاد الوطني، وكذلك أداء الشركات ومشاريعها المستقبلية، ستظل محفزات لتماسك الأسواق ونجاحها في تقليل حدة أي تصحيحات متوقعة قد تشهدها خلال الفترة الحالية. ثقة المستثمرين ومن جانبه، استبعد المحلل المالي حسام الحسيني أن تشهد الأسواق تصحيحاً حاداً بعد مكاسبها القياسية الأخيرة، مرجعاً السبب إلى ارتفاع ثقة المستثمرين في أداء الأسواق وقناعتهم بأن هناك مستويات سعرية أعلى تنتظر الكثير من الأسهم خصوصاً القيادية، فضلاً عن أن الماراثون الصعودي الأخير مدعوماً بمستويات سيولة كبيرة، وتوقعات أكبر من المستثمرين. وأضاف أن عاملين ساعدا على الموجة الصعودية الأخيرة، الأول يتمثل في تمسك المستثمرين بالمراكز المشتراة وعدم البيع، على الرغم من تحقيق أرباح كبيرة، والثاني الإصرار على هذا السلوك الاستثماري وتعزيزه بمشتريات جديدة. وقال: «إن التصحيح قادم لا محالة في ذلك، في ضوء المكاسب الكبيرة التي تحققت والمستويات السعرية التي وصلت إليها غالبية الأسهم، لكن السؤال يبقى في توقيت التصحيح الذي ستدخله الأسواق». وبين الحسيني أن المرحلة الحالية لن تكون مرحلة تصحيح بالمعنى الحقيقي للتصحيح، بل ستكون مرحلة جني أرباح طبيعية ومنطقية للمكاسب القوية التي تحققت، ذلك أن الأسواق لا تزال تعطي ضوءاً أخضر لمتابعة مسارها الصاعد، فضلاً عن دخول سيولة على مستويات سعرية عالية، ما يجعل التصحيح الحاد مستبعداً إلى حد كبير في المرحلة الحالية، على الرغم من حاجة الأسواق إليه. وأكد أن الأسعار لن تشهد نسب تراجع كبيرة، بسبب استمرار التمسك بالأسهم القيادية، وعدم التفريط فيها بالبيع، مثل أسهم إعمار ودبي المالي وديار ودبي للاستثمار وأرابتك. وأفاد بأن هناك قناعة لدى صناديق الاستثمار وشريحة كبيرة من المستثمرين بأن مؤشر سوق دبي المالي يتجه إلى المستويات العليا التي كان عليها في عام 2008 عند 6300 نقطة، ولا يوجد ما يحول من دون تحقيق ذلك، خصوصاً وأن المشكلات التي دفعت السوق لبدء النزول من دون هذه القمة لم تعد موجودة، حيث تستند الأسواق حالياً إلى أساسيات قوية، في مقدمتها الأداء الاقتصادي. واتفق مع حداد في أن السوق يحتاج إلى مرحلة من التقاط الأنفاس وموجة تصحيحية قبل أن يعاود نشاطه للوصول إلى هذه القمة، حيث يبتعد السوق عن هذه المرحلة بنسب تتراوح بين 20 إلى 25%. وأضاف أن أي تراجعات تصحيحية أو عمليات جني أرباح لا تبعث على الخوف، ذلك أن هناك مستويات كبيرة من السيولة خارج الأسواق، تنتظر الفرصة المناسبة للعودة من جديد، إذا ما التقطت الأسواق أنفاسها، ومالت الأسعار نحو التراجع، حيث ستتدخل هذه الأموال الذكية في الوقت المناسب للشراء، وهو ما يدعم الأسواق في المرحلة الحالية. وبين أن خصم توزيعات أرباح عدد من الأسهم القيادية، في مقدمتها إعمار العقارية ودبي للاستثمار، والتي استحقت الأربعاء الماضي، قلل من الارتفاعات بعد خصمها من المؤشر، مضيفاً أن مثل هذه الخصومات ستشجع كثيرين، ممن يمتلكون سيولة، على العودة إلى الأسواق، ما يدعم موجة صعود جديدة. واعتبر الحسيني أن تفعيل انضمام أسواق الإمارات إلى مؤشر مورجان ستانلي بنهاية الشهر الحالي، يوفر أرضية تشجع المستثمرين على الاحتفاظ بمراكزهم المالية، وعدم الاندفاع نحو البيع، على الرغم من عدم توقع تدفق سيولة أجنبية بداية الانضمام للمؤشر الدولي، على اعتبار أن الكميات الكبيرة من الأسهم القيادية اشتراها الأجانب منذ فترة طويلة، استباقاً لهذه الخطوة. وأكد أن أسواق الإمارات لا تزال تتمتع بمقومات جذابة على الرغم من ارتفاعاتها، حيث تظل السوق الوحيدة التي لم تعد إلى المستويات العليا التي كانت عليها في عام 2008، مما يعني أن أمامها فرصاً لتحقيق مزيد من الارتفاعات، مدعومة بالعديد من المعطيات الإيجابية التي تظل متوافرة، وداعمة للأسواق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©