السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان أبوظبي» يدق أجراس الخطر من تكلفة التدهور البيئي (فيديو)

«مهرجان أبوظبي» يدق أجراس الخطر من تكلفة التدهور البيئي (فيديو)
21 ابريل 2013 03:14
لمشاهدة الفيديو على الهواتف المحمولة اضغط هنا

انطلقت صباح أمس فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، من 20 إلى 25 أبريل الجاري، حيث افتتح الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان فعاليات معرض أصدقاء البيئة بحضور محمد الحمادي، عضو مجلس أمناء المهرجان، والدكتور إياد بومغلي، المدير والممثّل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا ومحمد منير، المدير التنفيذي للمهرجان، كما شهد افتتاح الفعاليات عدد من نجوم السينما العربية، وألقى إياد بومغلي محاضرة دقت أجراس الخطر من التكلفة الاقتصادية المباشرة للتدهور البيئي.

القضايا البيئية في المنطقة، وكيفية تقديم صناعة الأفلام حلولاً للقضايا البيئية، ووسائل تحقيق الاستدامة البيئية وغيرها من المفاهيم، كانت ضمن موضوعات مختلفة طرحت خلال المحاضرة التي ألقيت صباح أمس في فندق جراند ميلينيوم أبوظبي، مع افتتاح فعاليات النسخة الأولى من مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، الذي يستمر خمسة أيام.
وعقب المحاضرة افتتح الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان رئيس مجلس أمناء المهرجان معرض أصدقاء البيئة، الذي يقام على هامش المهرجان في قاعة السعديات بفندق جراند ميلينيوم الوحدة بأبوظبي ويعرض مجموعة من المقتنيات البيئية المهمة مثل قطع مصادرة لحيوانات مهددة بالانقراض، فضلاً عن عديد من المشاركات المجتمعية والعالمية لمؤسسات معنية بالبيئة والحفاظ عليها.
المحاضرة ألقاها الدكتور إياد بو مغلي مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، وحضرها حشد من صناع ونجوم السينما الإماراتية، وعدد من نجوم السينما في العالم العربي منهم يسرا وخالد النبوي، بالإضافة إلى الناقد الفني طارق الشناوي، والأديب محمد المخزنجي، وغيرهم من المهتمين بالعلاقة بين صناعة السينما وتأثيرها على الوعي بأهمية البيئة والدفاع عنها.
الحفاظ على البيئة
وتطرقت المحاضرة إلى محاور وقضايا بيئية عديدة وأهمية تناول تلك القضايا من خلال الافلام البيئية، بما لها من تأثير قوي وفعال في الجمهور، وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، باعتبارها هماً مشتركاً لكل من يعيش على كوكب الأرض، وتحدث بومغلي عن الاستدامة البيئية وتحقيق التوازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحماية البيئة، وكيفية تحقيق الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية، كما تطرق إلى التكلفة الاقتصادية المباشرة للتدهور البيئي في بدان المنطقة العربية، وكيف أنها تتجاوز في كثير من الأحيان معدلات نمو الاقتصاد السنوي لبعض البلدان.
وأشاد باستخدام الأفلام السينمائية كأسلوب جديد وسهل في توصيل المعلومات والحقائق البيئية عن وسائل عيشنا اليومي، ومن أخطرها أن 60 في المائة من طاقتنا في المنطقة العربية تذهب إلى تبريد المنازل والأسواق وغيرها من الأماكن الخدمية التي يحتاجها الناس لقضاء مصالحهم واحتياجاتهم، وهي نسبة كبيرة جداً إذا ما تمت مقارنتها بغيرها من دول العالم.
آثار وتداعيات
وقفز إلى حقيقة مهمة ينبغي أن توضع في الاعتبار، وهي أن الإمارات وقطر والكويت، تعد أكثر ثلاث دول في العالم انتاجاً لثاني أكسيد الكربون، قياساً إلى عدد سكانها، ما يترك آثارا وتداعيات على البيئة يجب التحوط لها، ولفت إلى أن هناك عديدا من التغيرات البيئية التي صار يلحظها الجميع الآن، بسبب الاختلال البيئي الذي يهدد الكوكب، حيث أصبحنا نرى أعاصير مختلفة كتلك التي شهدتها عمان في الفترة الماضية، وكذا الأمطار الغزيرة التي تهطل، وكانت قبل ذلك نفس كمية المطر تستغرق شهوراً طويلة، وغيرها من التغيرات المناخية التي لا يمكن أن يغفلها اي انسان داخل المنطقة العربية أو خارجها.
وعرّج إلى مخزون الأسماك في الخليج العربي الذي صار مهدداً بسبب التوسع الحضاري، كون أغلب سكان الخليج يعيشون على السواحل ويخططون للعيش على مزيد من تلك السواحل ما يؤدي إلى ذهاب هذه الأسماك بعيداً ما يؤدي إلى هلاكها وتدهور الثروة السمكية.
الأمن الغذائي
وخلص إلى عدة قضايا بيئية ناشئة منها الوقود الحيوي وارتباطه بالأمن الغذائي، وضرورة الاعتماد على الشباب الذين يمثلون سبعين في المائة من طاقة القوى العاملة في العالم العربي، وأهمية تمكينهم من العمل البيئي عبر التطوع وإتاحة فرص العمل من خلال مفاهيم الاقتصاد الأخضر. أما سيناريوهات المستقبل البيئي، تم تناولها عبر نوعين من الاستفسارات، الأول إمكانية تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية خلال الخمسين عاماً القادمة، وأسئلة أخرى فرعية عن التأثيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على رفاهية الانسان.
عقب انتهاء المحاضرة فتح باب النقاش مع الجمهور، أشار خلالها إلى أهمية توفير المعلومة العلمية للأفلام البيئية وغير البيئية، ويجب أن يتم ذلك مع الأفلام العلمية وحتى الأفلام العادية التي يقبل عليها الجمهور من غير أهل الاختصاص، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأفلام السينمائية كمعلم لكثير من السلوكيات، وتأثيرها القوي غير المباشر على المشاهدين، وهو ما يعلي من قيمة الافلام البيئية وإقامة مهرجان مخصوص يتناول القضايا البيئية ويعني بطرحها على الجمهور بأسلوب مشوق وعبر مجموعة من المؤثرات والتقنيات الجاذبة التي تجعل المشاهد يتأثر بمحتواها بشكل تلقائي.
وإجابة على مداخلة لـ سلطان الحارثي من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، أحد حضور الندوة، أشاد بوغلي باقتراح الحارثي بضرورة التواصل مع المسؤولين لطرح ما لديه من مبادرات وأفكار بيئية بشكل مباشر حتى يمكن تنفيذ ما أمكن منها، واكد أنه يفعل ذلك بالفعل مع المسؤولين في أبوظبي، ويتابع سعيها إلى التوسع في استخدام المباني الخضراء صديقة البيئة، ومخططاتها في التنمية المستدامة التي حققت نجاحات مبهرة، ومنها مبادرة مصر التي تعتبر من أهم المشروعات البيئية في العالم، وينبغي أن تحذو حذوها باقي دول العالم.
أصدقاء البيئة
إلى ذلك احتضن معرض أصدقاء البيئة أهم المبادرات العالمية المعنية بالتوعية بالأخطار التي تواجه البيئة، واطلع ضيوف المهرجان على أجنحة الجهات المشاركة مثل المركز الوطني للأرصاد الجوية، من خلال عدة أنشطة تقوم بها مثل التعريف بالمنشورات والإصدارات العلمية والتي تكشف عن مواكبة التطورات والمستجدات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الرصد الجوي كونه أحد الأنشطة الرئيسية للمركز، كما شارك بالمعرض جناح لهيئة البيئة بأبوظبي، الذي شهد إقبالاً كبيراً من ضيوف المهرجان والذين اطلعوا على إصدارات وكتب الهيئة والتي تجسد جهودها في توعية الجمهور والمتخصصين بالأخطار التي تواجه الكائنات الحية في الدولة.
كما يشارك بالمعرض الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من خلال جناح يكشف الأدوات التي تساعد على كشف التغيرات في البيئة وتتبع هذه العمليات، ويكشف الجناح كيفية حدوث الأضرار البيئية وتقديم تفسير لأسبابها، وفهم عمليات التغيير يحدد التدخلات الضرورية لإحداث الأثر المطلوب، كما شارك بالمعرض الصندوق الدولي للرفق بالحيوان والذي يساهم بتعريف جمهور المهرجان وعبر الكثير من الكتب والمنشورات بالحيوانات المهددة بالانقراض، ورفع مستوى الوعي البيئي حول أهمية الحفاظ على الموائل الطبيعية وتنبه إلى التنوع البيولوجي، ويعرض جناح الصندوق عينات مصادرة لمنتجات مصنوعة من الحياة البرية كما يشارك الصندوق بمعرض للصور الفوتوغرافية لأشهر أسماك القرش التي تعيش في مياه الخليج العربي. كما اطلع ضيوف المهرجان، على جناح A2Z، الذي يشارك في تقييم تكنولوجيا المعلومات الخضراء كجزء من متطلبات العمل والحياة، حيث يتم تنفيذ خطط العمل من تنفيذ المنتجات والممارسات طبقا لتكنولوجيا المعلومات الخضراء.


أحمد بن حمدان: أبوظبي تلعب دوراً تنويرياً بالسينما لتوعية العالم بأهمية البيئة

في تصريح لـ «الاتحاد»، قال الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان، إن أبوظبي تلعب دورا تنويريا وتثقيفيا كبيرا ليس فقط في المنطقة، بل يمتد أثره إلى أنحاء العالم الخارجي، وانطلاقاً من هذا الدور تقوم أبوظبي بجهد كبير في الحفاظ على البيئة، إدراكاً منها بأهمية الحفاظ على بيئة نظيفة للأجيال القادمة، ومهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئية يحمل رسائل مهمة ليس المقصود بها سكان الإمارات فقط، بل تأكيد للدور الإماراتي الفاعل في مجال الحفاظ على التوازن البيئي والوصول إلى بيئة نظيفة في سائر ارجاء كوكب الأرض.
وأوضح أهمية الاستعانة بالسينما وتقنياتها في مجال التوعية بالبيئة وقضاياها، كون السينما تعتبر من أسرع الوسائل في الوصول للجمهور، ومن خلالها يمكن توصيل رسائل ومعلومات جديدة للمشاهد، تبين له أن كوكبنا في خطر ناجم عن زيادة التلوث وزيادة الاسراف في استخدام الموارد الطبيعية على اختلاف أشكالها من مياه ومعادن وغيرها من النعم التي وهبها الله لسكان الأرض ومن واجبهم الحفاظ عليها من الهدر والتعامل معها وفق احتياجاتهم الحقيقية دون سرف ولا إهمال.
ودعا العاملين في الحقل السينمائي وغيره من وسائل الإعلام إلى زيادة الاهتمام والتركيز على الجهود الداعمة للتوازن البيئي، والحفاظ على البيئة من كل ما يؤثر عليها، ومن ذلك تخصيص مساحات زمنية لا تتجاوز نصف دقيقة قبيل بداية العروض السينمائية للتعريف بتحديات البيئة، وإشراك الجمهور في المسؤولية تجاه ما يعانيه كوكبنا من مشكلات وتحديات بيئية.
كما لفت إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة والشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي في توصيل رسائل متنوعة عن البيئة والتعريف بأهمية الحفاظ عليها، من خلال الأفلام وغيرها من المواد التي يمكن نشرها عبر هذه الوسائط التكنولوجية الحديثة.

خالد النبوي: حدث مهم في صناعة السينما العربية
أشاد الفنان خالد النبوي بفكرة المهرجان واصفا إياه بالحدث المهم في صناعة السينما العربية، وقيمته التوعوية الكبيرة كونه يعنى بأهم القضايا، التي يعيشها الإنسان المعاصر وهي البيئة وتحدياتها، ولفت إلى أن المشكلات البيئية ستظل موجودة في الأرض طالما هناك عدم تعاون من جانب القوى الكبرى المؤثرة في العالم، وسعيها لتغليب مصالحها، على الصالح العام للكوكب، ولعل أبلغ مثل على ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض إلى الآن التوقيع على معاهدة كيوتو للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للمناخ في الأرض والمؤثرة عليه بشكل سلبي.
وأوضح أن جهود الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات والجهات الدولية في هذا الصدد لن يكون لها تأثير إيجابي إذا لم يستشعر الجميع مقدار الخطر الذي يتهدد سلامة العيش على كوكب الأرض، والذي تعدى عمليات تلويث البيئة إلى انتشار الفقر في أغلب دول العالم وتركز الثروة في يد مجموعة قليلة من الدول.
وبين أهمية الأفلام السينمائية في توعية الناس بالقضايا المختلفة، منها التحديات البيئية، وتعريفهم بأن البيئة ملك للجميع وينبغي عليهم الاشتراك في الحفاظ عليها، وضرورة عودة الجميع لاحترام الأرض وما تقدمه لنا من خيرات ينبغي المحافظة عليها من أجل الأجيال القادمة، التي ربما تدعو علينا في حال واجهوا أزمات وكوارث ناتجة عن سوء استخدامنا للبيئة ومواردها.


يسرا: الأفلام المصورة تلفت النظر إلى قضايا البيئة
أوضحت الفنانة يسرا أن الأفلام المصورة تلعب دوراً كبيراً في توعية الناس بقضايا البيئة ومن يطالع قناة الناشيونال جيوجرافيك ولو فترة وجيزة يعرف ذلك جيداً، يعرف مقدار الخطر الذي يهدد كثيراً من نواحي البيئة والحياة السليمة على كوكب الأرض، ومن هنا يأتي مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة كمبادرة قوية وفاعلة تنطلق من أبوظبي لتلقي بتأثيرها الإيجابي على جهود التعريف بتحديات وقضايا البيئة في العالم، ولفتت يسرا إلى أن استخدام الأفلام مهم للكبار والصغار على السواء لأن الفيلم السينمائي يمكن للمشاهد فهم مضامينه بسهولة ويسر.
وتابعت: بالنسبة لي ومن خلال عملي في برامج تابعة للأم المتحدة منذ أربع سنوات أدرك جيداً خطورة التحديات البيئية وأهمية تضافر جميع الجهود من أجل إيجاد حلول لها واستخدام الفن السينمائي في التعامل مع قضايا البيئة يعد لفتة ذكية، كون الفن يساعد على على توصيل عديد من الرسائل والمضامين بشكل غير مباشر، ويترك أثراً مع الجمهور حتى بعد انتهاء متابعة أحداث الفيلم.

حقائق
فيما يخص المياه وعلاقة المواطن العربي بها، أوضح الدكتور إياد بو مغلي مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، أن 80 مليون عربي لا يحصلون على مياه آمنة، وهناك أكثر من 100 مليون عربي محرومون من الصرف الصحي، مشيراً إلى أن 80 في المائة من مصادر المياه العربية تأتينا من بلدان غير عربية في قارتي آسيا وإفريقيا، ما يتطلب وعيا لهذه الحقائق وتخطيطا طويل المدى للتعامل معها، فضلاً عن أن أربعة ملايين يقطنون شمال مصر مهددون بالتهجير رغبة في العيش داخل أماكن أكثر أمناً، هرباً من خطر ارتفاع منسوب مياه البحر هناك. ومن الحقائق البيئية المؤلمة التي طرحت على الحضور، أن 24 في المائة من الاسماك العربية انقرضت، و22 في المائة من الطيور لاقت نفس المصير، وذات الحال لـ 20 في المائة من الثدييات، وكذلك 20 في المائة من الأنواع النباتية كان لها وجود يوماً ما في المنطقة العربية. وكل ذلك يؤثر على حياتنا ومواردنا الطبيعية التي تكفل لنا العيش.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©