الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مساهمتي» تبرز أفكاراً طموحة لإبداعات الشباب وترسخ قيم العطاء

«مساهمتي» تبرز أفكاراً طموحة لإبداعات الشباب وترسخ قيم العطاء
20 ابريل 2013 20:49
فتحت مبادرة «مساهمتي» الباب أمام مجموعة من شباب المواطنين والمقيمين في أبوظبي لتقديم أفكارهم الطموحة ومشروعاتهم المبدعة، من أجل المشاركة في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع انطلاقاً من أهداف المبادرة التي تعنى بترسيخ قيم العطاء، وغرس المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب بشكل عام، ومساهمتي أطلقتها جائزة أبوظبي برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستند إلى تطوير فكرة مبتكرة ومستدامة تعالج موضوعا معينا في المجتمع بما يفيد الناس ويعود بالنفع عليهم. (أبوظبي) - عبر مراحل المسابقة التي انطلقت في 13 يناير من العام الجاري رشحت 17 فكرة للمرحلة النهائية ضمن خمس فئات، وهي «التوعية البيئية والمحافظة على البيئة، والثقافة والتراث، والتكنولوجيا والابتكار، ونمط الحياة الصحي، والمسؤولية الاجتماعية»، ومن ثم تمت دعوة المشاركين المتأهلين إلى ورش عمل من أجل تطوير أفكارهم ومساعدتهم على تنمية قدراتهم، بما يخدم مشروعاتهم ويدعمها بصورة إيجابية عبر خبراء في مجالات مختلفة، ومن ثم تقديمها مرة أخرى لاختيار الفائزين الذين سيتم دعمهم بالتمويل اللازم الذي سيمكنهم من تحويل أفكارهم من حيز الأوراق إلى الواقع العملي. إقبال كبير حول ما وصلت إليه مبادرة مساهمتي في هذه المرحلة خصوصاً بعد أن تم إغلاق باب المشاركات في 23 فبراير الماضي، تقول عضو فريق تنظيم المبادرة فاطمة الملا: قدمت «مساهمتي» فرصة للشباب المتحمسين الطموحين إلى تقديم أفكار جديدة وفريدة من نوعها، بحيث تدفعهم إلى الابتكار ومحاولة جس نبض مجتمع أبوظبي، والوقوف على احتياجات هذه الإمارة المتألقة التي تتجه دائماً إلى الصدارة في المجالات كافة، ومنذ اليوم الأول لانطلاق مبادرة «مساهمتي» التي أعلنت عنها جائزة أبوظبي، والشباب في مختلف المراحل الدراسية يسارعون من أجل تقديم الأفكار والمشروعات ونظراً للإقبال الكبير من قبلهم، فقد اهتمت الجائزة بدراسة هذه الأفكار والمشروعات التي قدمت في إطار الفئات الخمس للمسابقة. وتتابع: الأعمال التي قدمت على هيئة خطط مكتوبة، أغلبها جيدة وتستحق الدراسة، لذا فقد تشكلت لجنة من الخبراء والمتخصصين في علوم البيئة والثقافة والتراث والتكنولوجيا، ومختلف المجالات العلمية الأخرى، من أجل دراسة هذه المشروعات وتقييمها على نحو صحيح، حتى تم تصعيد 17 فكرة، وبالفعل كانت موضوعاتها جديدة ومتنوعة وتهتم مباشرة بوضع حلول لمشكلات اجتماعية تهم الناس، وتقدم لهم التوعية وتفيدهم بشكل عام، لكن تظل هذه الأفكار تحتاج إلى التدعيم حتى يتم تفعيلها بشكل مناسب للواقع الحضاري الذي تعيشه إمارة أبوظبي ومدى تفاعلها مع الحضارة العالمية في الوقت الراهن. أصحاب الأفكار وحول الأفكار التي تعمل من خلالها المبادرة، بينت أن الشباب هم مستقبل الأمم ومن واجب المجتمعات المتحضرة أن تستمع إليهم وتنمي قدراتهم العلمية وتساعدهم على الابتكار وتدعمهم إذا لزم الأمر، ونظراً لأن هذه المبادرة هي في حقيقة الأمر تكريم للأفراد الذين كرسوا وقتهم وجهدهم لخدمة مجتمع إمارة أبوظبي، فقد دعونا أصحاب الأفكار والمشروعات التي تأهلت لهذه المرحلة، من أجل الاندماج في ورشات عمل، أشرفت عليها مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين بدورهم ناقشوا الشباب في أفكارهم عبر حلقات عمل، كان الهدف منها مساعدتهم على تنمية قدراتهم من خلال المناقشة الجادة والبحث عن أطر تؤدي في نهاية الأمر إلى اكتمال الأعمال، ووضعها في صورة نهائية بحيث يتم النظر إليها في المرحلة الأخيرة من المبادرة، وبعد ذلك تقرر اللجنة نوع الدعم المناسب لكي تفعّل بصورة حقيقية في المجتمع. مشاركات إماراتية وعن نسبة مشاركة شباب المواطنين في مبادرة مساهمتي التي انطلقت للمرة الأولى في أبوظبي، توضح الملا أنها كبيرة جداً وتغطي جميع فئات المبادرة، إذ تمثل النسبة الكبرى من مجموع المشاركات العامة، سواء من خلال وجود عدد كبير من الطلاب أو الطالبات الذين يدرسون في المراحل الجامعية المختلفة، وترى أن معظم المشاركات التي تلقتها المبادرة من شباب المواطنين جيدة ومبتكرة، واللجنة العليا تدرسها ضمن المشروعات كافة، وفي حالة تميز بعضها واستحقاقها للتنفيذ، فإن جائزة أبوظبي لن تتوانى في دعمها بالشكل المطلوب، إذ إن شباب الإمارة هم وقودها وطلائعها ويعول عليهم الإسهام في بناء مجتمعاتهم، ورقيها وتقدمها من أجل مواكبة التطورات العالمية. لعبة إلكترونية ومن بين المشاركين في مبادرة «مساهمتي» أمل جاد الله، التي تدرس في كلية الأغذية الزراعية في جامعة الإمارات، وتقدمت بمشروع إلى لجنة الجائزة في فئة التكنولوجيا، وتقول: قمت بتصميم لعبة إلكترونية تحمل اسم «سيح البداوة» بحيث أستطيع في المستقبل المشاركة بها ضمن متجر آبل للألعاب، هذه اللعبة فكرتها في الأساس تراثية مستوحاة من الموروث الشعبي لدولة الإمارات، حيث تجمع بين الماضي والحاضر في الوقت نفسه، وتقوم اللعبة على عنصرين أساسيين هما شخصيتا«حميدان وعوافي»، حيث إنهما مغامران بطبيعتهما، لكن مغامراتهما تنحصر في إمارة أبوظبي من أجل اكتشاف معالمها التراثية والسياحية ومحمياتها الطبيعية، وهذه اللعبة المبتكرة - التي تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والعمل من أجل خروجها بشكل مناسب لأفراد المجتمع - تشاركت فيها مع مجموعة من الطالبات مثل عائشة الكعبي وشيماء راشد وصفية الظنحاني وآمنة سالمين، إذ إن أهدافنا تبلورت في إبراز أبوظبي كوجهة للسياحة العالمية، وكذلك تعميق معالمها التراثية في أذهان الأطفال حتى ينبذوا الألعاب التي تعلمهم العنف وتكسبهم صفات سيئة. وبخصوص ما يمكن أن تضيفه اللعبة من معلومات تراثية إلى فئة الأطفال، تشير إلى أن اللعبة تحتوي على معلومات غنية بالتراث، وكذلك أسئلة حول البيئة القديمة في الدولة والمرحلة التي عاشها الأجداد إبان تأسيس الدولة، وطرق معيشتهم وأهم الأنشطة التي كانوا يمارسونها في حياتهم العامة والخاصة، وتلفت إلى أن مبادرة مساهمتي طلبت خطة عمل للفكرة من دون تنفيذها، وحين انضممنا إلى ورشة العمل وجدنا أن الفكرة تلقى اهتماماً كبيراً من المتخصصين خصوصاً أنها تعبر عن البيئة الإماراتية بشكل معاصر. مراحل التطبيق من جانبها، توضح صفية الظنحاني المشاركة في الفئة نفسها وضمن الفريق الذي ينفذ لعبة «سيح البداوة»، أنها تقدمت مع زميلاتها بثلاث أفكار إلى لجنة مبادرة مساهمتي التي وافقت على فكرة اللعبة الإلكترونية، وتشير إلى أنها ستطبق على عدة مراحل في كل مرحلة سوف تشمل تحديثات معينة خصوصاً أنها تربط بين الجيل القديم والجيل الحالي، وتلفت إلى أن الأبناء سيضطرون إلى سؤال آبائهم عن معاني الألغاز الشعبية القديمة، وكذلك تفسير بعض المعلومات التي تتضمنها اللعبة، والتي تستعرض تاريخ أبوظبي القديم بأسلوب شائق وسهل في الوقت نفسه، وتورد أن الخبراء الذين التقوا بفريقنا في ورشات العمل أعطونا أسماء شركات من الممكن أن تتحمس لفكرتنا. أما عائشة الكعبي، التي تدرس الكيمياء الحيوية بجامعة الإمارات، وهي قائد فريق الطالبات اللواتي تقدمن بفكرة اللعبة الإلكترونية «سيح البداوة»، فتذكر أن البداية كانت عبارة عن مجموعة أفكار طرحتها عضوات الفريق، ومن ثم تجمعت هذه الأفكار في شكل نهائي إلى أن وصلنا إلى هذا المشروع الذي نتوقع له النجاح، وأن ينتشر في أبوظبي بسرعة البرق خصوصاً أننا بعد طرحه على متجر آبل للألعاب سوف نطوره، بحيث يتضمن كل المعالم السياحية في الدولة، وتتابع: هذه اللعبة يمكن أن يمارسها الأبناء من سن 3 سنوات وحتى 23 سنة، فهي تؤدي في نهاية الأمر إلى التلاحم بين الأسرة والتواصل الفكري بين جيل الآباء والأبناء. مخلفات النخيل انتقالاً إلى مشروع آخر من ضمن المشروعات التي قدمت ضمن إطار مبادرة مساهمتي، يقول جاسم الحمادي، يدرس هندسة كيميائية في جامعة الإمارات، عكفت أنا وبعض زملائي في الكلية على عمل مشروع يخدم إمارة أبوظبي في ظل وجود أعداد كبيرة من أشجار النخيل، حيث نهدف إلى استخدام مخلفات النخيل في استخلاص مادة الجلوكوز، ومن ثم تحويلها إلى الهيدروجين واستخدامه بعد ذلك كطاقة مستدامة نظيفة بدلاً من البترول، حيث إن هناك اتجاهاً إلى أن تعمل بعض السيارات بالهيدروجين، وكذلك بعض آلات المصانع ويضيف: مخلفات النخيل المتمثلة في السعف وغيره تجمع في النهاية وتحرق، وهي بذلك تضر البيئة، لكن عندما نعيد تدويرها ونستخدمها بشكل أمثل في استخلاص الطاقة النظيفة، فإن ذلك سيفيد المجتمع خصوصاً أننا سنستخلص ذلك من 41 مليون نخلة تقريباً على المدى البعيد حين يشمل المشروع في المستقبل كل إمارات الدولة، ويؤكد أن إحدى الشركات اليابانية على اتصال به هو وزملاؤه الذين يشاركهم المشروع من أجل تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، ويلفت إلى أن الفضل لمبادرة مساهمتي التي أيدت الفكرة وتقدم الدعم من جميع الجهات للشباب المبدع. دراجة الطاقة «اصنع الطاقة لنفسك بنفسك» اسم مشروع آخر يولد الطاقة عن طريق الدراجة الهوائية إذ إنه بإمكان أي أسرة أن تولد طاقة كهربائية في بيتها عبر هذه الدراجة التي تستخدم في تنشيط الجسم وبناء العضلات داخل البيوت، وذلك عبر محول كهربائي يوضع فيها ويتم توصيله بالغرفة المراد استخلاص الطاقة إليها، وعن هذا المشروع تذكر هيفاء الكويتي من سكان العين - تدرس الجيولوجيا بكلية العلوم - أن الفكرة يمكن تنفذيها في أي مكان، وتقول: مما لا شك فيه أن ورشة العمل التي جمعتني أنا وزميلي عبدالقادر المصعبي أفادتنا كثيراً من حيث تطوير الفكرة، حيث أشار بعض الخبراء علينا بإضافة بعض التعديلات التي ستسهم في إنضاج الفكرة، ومن ثم تفعيلها بشكل واسع. وتطمح هيفاء إلى أن يكون هذا المشروع من ضمن المشروعات الفائزة في مبادرة مساهمتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©