الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القارئ العربي والموسوعة.. علاقة ود منقطع

القارئ العربي والموسوعة.. علاقة ود منقطع
3 مايو 2014 14:55
رضاب نهار (أبوظبي) من بين آلاف وآلاف الكتب والمطبوعات المشاركة في الدورة الرابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي 30 نيسان 2014، تظهر «الموسوعة» بأنواعها العلمية والسياسية والثقافية وغيرها، كسلاسل معرفية تهتم بتقديم دراسة مكتملة من الألف إلى الياء في مواضيع محددة، حيث نسأل: هل لا زالت الموسوعة محط اهتمام القارئ المعاصر في الوقت الذي بات فيه الحصول على المعلومة من أسهل الطرق وأكثرها سرعةً دون الحاجة إلى البحث الجاد؟ ما هي أنواع الموسوعات الأكثر مبيعاً وقراءةً اليوم؟ ولماذا؟ تأتي الإجابات على الأسئلة السابقة أثناء جولتنا في أجنحة المعرض، ضمن محاولة لتقييم الحال الذي وصلت إليه «الموسوعة» في مجتمعاتنا بشكل عام، وبالتالي فإن رصد الاهتمام بالدراسات التفصيلية، الشيء الذي تتخصص به الموسوعات، يقدم لنا صورة عن واقع الثقافة في هذه المجتمعات. مع التأكيد، على أننا لا نستطيع تقديم حقيقة مكتملة، بل نسعى إلى استعراض لآراء يمكنها أن تعبر عن شرائح اجتماعية متعددة، وأحياناً تبقى حبيسة الفرد وحده. إقبال متوسط وحول الموضوع، يقول لنا السيد خالد قبيعان مدير دار الراتب الجامعية في بيروت، إن الإقبال على شراء الموسوعات بمواضيعها المتنوعة، على مستوى الأفراد، أقل من المتوقع. وأن كل الموسوعات التي تم شراؤها حتى الآن هي تعليمية فقط. بينما يصف الإقبال بالجيد جداً، على مستوى الهيئات والمكتبات ووزارة التربية ووزارة الثقافة، مشيراً إلى اقتناء هذه المؤسسات مجموعات كاملة ومختلفة تبحث في المواضيع العلمية بأساليب تعليمية. كذلك يبيّن الدكتور عماد الدين إبراهيم في دار الفاروق للنشر والتوزيع، أنه لا يستطيع تحديد بدقة حجم الإقبال على الموسوعات في الأيام الأولى من المعرض إلا أنه يصفه بالجيد نوعاً ما، مؤكداً أن النسبة تختلف في المعارض من عام لعام، وأن 6 أيام ليست كافية أبداً لتكون هي المدة المحددة للمعرض، وموضحاً أن الدار تعرض موسوعات متنوعة للمرأة وفي التغذية وفي الاقتصاد، فضلاً عن الموسوعات التعليمية وتلك المخصصة للأطفال. أما السيد سيد عبد المنعم من مكتبة الجامعة في الشارقة، فيوضح لنا أن الموسوعات هي أكثر المطبوعات رواجاً في جناحه هذا العام، ضارباً مثلاً عن شخص جاء واشترى 20 نسخة، فضلاً عن حجز دار الكتب الوطنية بأبوظبي للعديد منها أيضاً. لكنها في معظمها ذات محتوى ديني إسلامي، يذكر من عناوينها: «موسوعة الأدب الإسلامي وتاريخه في عصوره»، «التفسير الموضوعي لسور القرآن» و«موسوعة الهداية إلى بلوغ النهاية». ويضيف عبد المنعم أن هذه الدورة تختلف عن الدورة السابقة من حيث جودة الإقبال، مرجعاً سبب الزيادة في الدورة الحالية إلى طباعة الدار بعض العناوين الجديدة التي لاقت رواجاً بين القراء. أغلى من الكتب ثمة نقطة أساسية يجدر بنا الوقوف عندها، تتجسد في أن أسعار الموسوعات بغض النظر عن مواضيعها المطروحة، تكون في الغالب أغلى من أي كتاب آخر، ما يغيبها عن خيارات كثير من الأفراد، في حين تبقى الخيار الأول للهيئات والمؤسسات الحكومية. حتى أنك لا تجدها إلا في دور نشر محددة، خاصةً إذا ما كانت تختص بالسياسة والاقتصاد ومواضيع أخرى ليست من قائمة الاهتمام لشرائح اجتماعية تشكّل القاعدة الكبرى والأساسية في المجتمع. ويقول السيد محمد علي من مصر إنه يتجول في أجنحة المعرض بحثاً عن كتب ومراجع لها صلة وثيقة بالاقتصاد العالمي الحديث والمعاصر، وأنه يفضل اقتناء موسوعة كاملة تبحث في هذا الموضوع بكل تفاصيله، على أن يشتري كتباً متنوعة قد تتشابه في معلوماتها غالباً. إلا أن الخيارات باللغة العربية بما يخص هذا النوع من الموسوعات، ليست بالكثيرة. نقطة أخرى مهمة يشير لها السيد أحمد توكل، حيث يقول إنه يهتم بقراءة الموسوعات الدينية الإسلامية. لكنه ليس مضطراً لشرائها من المكتبات ودور النشر. فاليوم توجد مواقع إلكترونية يمكن من خلالها تحميل الموسوعات التي تريد وفي معظم الأوقات تكون بالمجان دون الحاجة لدفع المال. موسوعات الأطفال للأطفال دائماً، الحظ الأوفر باقتناء الموسوعات، حيث هي خيار الأهل الأساسي لهم. الشيء الذي يؤكده لنا محمد مصطفى من مركز القارئ العربي في الإمارات، ويقول: «كل الأهالي يأتون إلينا ليشتروا الموسوعات التعليمية لأطفالهم، حتى الأطفال يطالبوهم بها محددين العناوين التي يريدونها قبل الشراء، من الواضح أنهم يتناقشون مع أصدقائهم بالموضوع، ويطلعون على مواضيعها عندهم، لذا فهم يعرفون ما يريدون». بدورها، تطلعنا السيدة إيناس أبو العزايم عن بحثها الجاد عن موسوعات تعليمية تكون بمثابة مراجع بحثية وتعليمية لأطفالها، محاولةً أن تبعدهم عن الكمبيوتر والآيباد، وإعادتهم إلى الكتاب. وتفسر السبب بقولها: «الموسوعة تحتوي الكثير من الصور والمجسمات التي من شأنها أن تجذب الطفل، وفي الوقت نفسه، هي تحتوي المعلومات التعليمية المفيدة واللازمة لهم، وعلى الرغم من أن أسعارها ليست بالرخيصة كما الكتاب العادي، إلا أنها تبقى ضمن قائمة مشترياتنا». أيضاً، ترى والدة فواز وشيمة المناعي، أن الموسوعات التعليمية يجب أن تقتنى في كل منزل، وعلى كل طفل أن يرجع لها في تقصيه عن المعارف والعلوم، لأنها دائماً تكون محملة بمعلومات هامة لا يمكن إيجادها على الإنترنت وهي الوسيلة التي يلجأ إليها الطفل المعاصر. إذاً، يمكننا ملاحظة أن الموسوعة تبتعد اليوم بعض الشيء عن القارئ العربي، إلا التعليمية والدينية منها، أو تلك المخصصة للأطفال، وذلك لأسباب عديدة، يمكن أن يكون العامل المادي من أهمها، حيث الموسوعة في الغالب تكون أغلى ثمناً من أي كتاب آخر، فضلاً عن تغير الذائقة الثقافية العامة في مجتمعاتنا العربية مع دخول عصر الثقافة الاستهلاكية، ورواج طابع البحث السريع عبر الإنترنت، وبطرق متاحة على مدار اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©