الخميس.. أقدم مسجد في الخليج العربي

أثبتت بعثات تنقيب أن مسجد الخميس في البحرين أقدم مسجد بني في منطقة الخليج العربي· ويرجع تاريخ تأسيسه، وفقاً لإصدارات وزارة الإعلام البحرينية، إلى عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز في الفترة ما بين عامي 99 و101 هجري الموافق 717 و719 ميلادي· رغم أن هيكل المسجد لم يصمد أمام عوامل التعرية، إلا أن جدار القبلة الذي يتوسطه محراب بسيط يقع على عمق متر تقريباً إلى الشمال من المنارة الغربية ظل شاهداً على أقدم أثر إسلامي في المملكة التي كانت من أوائل الأقطار التي اعتنقت الإسلام سلماً بعدما وصل إليها العلاء بن الحضرمي حاملاً كتاب الدعوة من الرسول الأكرم إلى والي البحرين المنذر بن ساوى· ويعد المسجد أول مسجد بني في البحرين، بل أول مسجد على الساحل الغربي للخليج، وفق تقديرات بعثات الآثار والتنقيب التي اعتبرته أقدم مسجد شيد في دول الخليجي العربي· وتمت توسعة المسجد لمرات عديدة على مدى قرون متعاقبة كانت آخرها في القرن الرابع الهجري (العاشر ميلادي) عندما أضيفت إليه الأعمدة الأسطوانية، والأقواس العربية المحدبة، ونقوش الكتابة الكوفية ذات التوريق، وبعض المحاريب الجدارية التي عادة ما تزين واجهات بيت الصلاة والأروقة· وألحقت به العديد من المرافق كبئر الماء، وبيوت العلماء وطلبة العلم، وحوش خاص بدواب الركوب وقد جلبت معظم الحجارة التي استخدمت في البناء والتوسعة من جزيرة ''جدة'' البحرينية· ويشير نقش حجري مثبت في قاعدة المئذنة الغربية للمسجد إلى أنها بنيت سنة 450 هجرية (1058 ميلادية) على يد أبي سنان بن الفضل بن عبدالله أحد أمراء ''العيونية''، أما بناء المئذنة الشرقية فيرجع إلى الفترة ما بين 800 و1000 هجرية (1400 و1600 ميلادية) وقد بنيت على نسق المئذنة الغربية تماماً، ويبلغ ارتفاع كل مئذنة حوالي 25 متراً وفي جوفهما سلم حلزوني مثبت بعامود· ولعبت المئذنتان دوراً تاريخياً مهماً إبان الاحتلال البرتغالي للبحرين، إذ إنهما استخدمتا لإرشاد السفن لتحركات القطع البحرية، وفق إصدارات وزارة الإعلام البحرينية· وفي العصر الحديث، شهد المسجد عمليات صيانة وترميم عدة كان أهمها بناء سور حجري، بينما تركت القبور الإسلامية ذات الشواهد خارجه· ورمم المسجد لأول مرة في التاريخ المعاصر عام ،1950 والثانية عام 1976 وهي الأهم، حيث بني السور الذي يحيط بالمسجد واستخدمت خلال عملية الترميم مواد بناء شبيهة بالتي استخدمت في البناء الأصلي، وهي عبارة عن مادة الجبس المخلوط بالرمل الأبيض وجذوع النخيل· وللمسجد بوابة خشبية كبيرة مرصعة من النحاس، مما جعله قبلة للمصورين الفوتوغرافيين المحترفين والهواة من أرجاء العالم كافة· وتعود تسمية المسجد بالخميس نسبة إلى المنطقة التي بني بالقرب منها، وهي منطقة الخميس غربي المنامة· ويبدو لافتاً ارتباط المسجد بسوق الخميس، وهو أحد أكبر الأسواق الشعبية الذي كان يقام كل يوم خميس بالقرب من المسجد حتى نهاية ستينيات القرن الماضي· ويقع المسجد على شارع الشيخ سلمان في قرية الخميس قريباً من منطقة ''البلاد القديم''، ويفتح أبوابه، للسائحين، من السبت حتى الثلاثاء من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ويومي الأربعاء والخميس من التاسعة صباحاً حتى السادسة مساء، ويوم الجمعة من الساعة الثالثة مساء حتى السادسة مساء·