روسيا والصين تلوحان لإيران بتشديد العقوبات

تعهدت روسيا أمس بتنفيذ أي عقوبات دولية جديدة على إيران في حال إقرارها، فيما دعت الصين إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني ورأت أن المحادثات هي أفضل سبيل لذلك ولكن العقوبات ليست مستبعدة. فقد صرح دبلوماسي روسي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية الموضوع بأن موقف ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل يرغم المجتمع الدولي على بحث سبل تشديد العقوبات عليها. وقال لصحفيين في موسكو “إذا كان هناك إجماع على معاقبة إيران، فلن نتنحى جانباً، بل سنفكر بشأن العقوبات ولكن هذه ليست قضية للساعات أو الأسابيع المقبلة.” وقال الدبلوماسي إن التصريحات الايرانية الاخيرة، خصوصاً إعلان نيتها بناء 10 جديدة لتخصيب اليورانيوم وتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لا تضيف حالة من التفاؤل على “لا تدعو الى التفاؤل ولا تحسن الأجواء في المحادثات مع إيران”. وقال المصدر ذاته “إن الرئيس (الروسي ديمتري مدفيديف) يرى أن من الأفضل قيام تعاون أكثر انفتاحا بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية واعتماد إيران تدابير أوضح لتبديد المخاوف التي تبدو مبررة أكثر وأكثر”. لكنه أضاف “يجب أن نبقي مثل هذا الاحتمال ماثلا في أذهاننا ونجد انفسنا مرغمين على درس عقوبات”. وأضاف ”لن نسهم في إيجاد موقف معقد بتهديدات بفرض عقوبات، لكننا سنأخذ في الاعتبار مثل هذه الاحتمالات ولن نبقى معزولين”. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانج لصحفيين في بكين إن المحادثات لا تزال أفضل السبل لحل النزاع بين الدول الكبرى وإيران. ولم يستبعد صراحة تأييد بلاده لفرض عقوبات جديدة على إيران. وقال “نؤيد تسوية المسألة النووية الإيرانية من خلال الحوار والتفاوض ونعتقد انه في الظروف الراهنة على كل الأطراف تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل حل مناسب وكامل وطويل الأمد للمسألة النووية الايرانية. العقوبات ليست هدفا في حد ذاتها”. في غضون ذلك، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران توضيح خطتها لإنشاء 10 محطات لتخصيب اليورانيوم. وأضافت الوكالة في بيان “إيران لم تبلغ الوكالة بصورة مباشرة بقرارها. وستسعى الوكالة للحصول على توضيح من إيران لما أعلنت عنه”. وقالت المتحدثة باسم الوكالة جيل تودور لصحفيين في فيينا “لم تبلغ إيران الوكالة مباشرة بقرارها حتى الآن وستسعى الوكالة إلى الحصول على توضيح من إيران بشأنه”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين ميهمانبراست إن بلاده ستقدم شكاوى إلى جميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي صوتت لصالح قرار ضد إيران ومنها روسيا والصين وسترسل أيضا خطابات شكر وامتنان إلى جميع الدول التي صوتت ضد القرار. وأكد أن خيار مبادلة اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل الابحاث الذرية الطبية في طهران ما زال قائماً. ولكنه قال “اذا لم تكن لدينا ضمانات (بتسلم الوقود)، علينا تحضير مشاريع للاكتفاء الذاتي وهذا ليس بشيء غير عادي”. في السياق نفسه، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الهيئة أجرت أمس الأول اختباراً “ناجحاً” لتشغيل محطة بوشهر النووية على الخليج العربي جنوبي ايران بحضور وزير الطاقة الروسي اشماتكو.