الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قطرة دم» مبادرة تطوعية تكرس مشاعر الولاء والانتماء

«قطرة دم» مبادرة تطوعية تكرس مشاعر الولاء والانتماء
21 ابريل 2013 09:24
في مبادرة اجتماعية تطوعية تنطوي على كثير من الأبعاد والأهداف الإنسانية والاجتماعية الإيجابية، لاستنهاض جهود أفراد المجتمع المحلي بوازع وطني، وإحساس عالٍ بالولاء والانتماء، في إطار برنامج موسع من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والصحية، بادر أبناء قبيلة المنهالي، بكافة مراحلهم العمرية في منطقة بني ياس، من شيوخ وشباب وصبية بتنظيم حملة موسعة للتبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم بمدينة خليفة الطبية في أبوظبي، هي الأولى من نوعها. تسابق ما بين 300 - 400 شخص متطوع من منطقة بني ياس للتبرع بالدم، في حماس وشعور عالٍ بالمسؤولية، والرغبة في المشاركة عن وعي وقناعة بقيمة كل قطرة دم يتبرعون بها، وما يسهم ذلك من إمكانية إنقاذ حياة كثير من المرضى والجرحى ومصابي الحوادث الطارئة. لقد تجمع العشرات من أبناء القبيلة للتبرع بالدم، وأعربوا عن عزمهم أن يكون نجاح هذه الحملة بداية لنشاطات وفعاليات متعددة تصب نحو العمل العام وتقديم الخدمات العامة للمجتمع المحلي، سواء كانت أنشطة أو فعاليات اجتماعية أو صحية أو رياضية أو ثقافية، والعمل على إبراز تلك الجهود التي يتسابق من خلالها أبناء القبيلة، لتكون نموذجاً يحتذى به بين جميع أبناء المنطقة والمجتمع الذي يعيشون فيه، وتسليط الضوء على الإسهامات التطوعية في الخدمات العامة التي ترفد عملية التنمية من خلال المشاركة الشعبية وتشجيع أبناء المجتمع على الانخراط فيها. وفاء للديْن يوضح شيخ القبيلة صفيان عيضة المنهالي، أن الهدف من مثل هذه المبادرة استنهاض الجهود التطوعية الخيرة التي لمسها من أبناء القبيلة من أجل الخير والإحساس بالمسؤولية الوطنية تجاه المجتمع الذين ينعمون بخيره وإنجازاته في ظل قيادة حكيمة رشيدة، وقد توافرت لهم كل سبل العيش والعمل الكريم، وكافة أشكال الخدمات والرعاية، ولم يبق أمامهم سوى المبادرة للانخراط في الخدمة العامة والعمل العام بكل أشكاله، والتسابق نحو تقديم الأعمال الخيرية وقد أصبحت واجباً وطنياً على كل أفراد المجتمع الذين ينعمون بالخير والرفاهية، ويستظلون بخيرات الوطن على الأصعدة كافة، وحتى يكونوا قدوة ونموذجاً أمام الغير في الإقدام على خدمة المجتمع، ووفاء لديْن الوطن. ويكمل المنهالي: «لقد دأب أبناء القبيلة على تقديم نماذج مشرفة من العمل العام تمثلت على سبيل المثال في التكافل والتضامن الاجتماعي فيما بينهم في السراء والضراء، وكذلك على صعيد الصحة العامة، وحيث تجمع الأطباء من أبناء القبيلة وقاموا بحملات توعية صحية عامة كالتوعية بمخاطر مرض السكر، وكيفية الوقاية والحد منه، ومكافحة السمنة، والسرطان، وحملات النظافة العامة، والصحة الإنجابية، وغيرها من جوانب التوعية الصحية، كذلك توعية المجتمع بأهمية ودعم تعليم وعمل المرأة وتشجيع التعليم الجامعي للفتيات، وغير ذلك من أنشطة». توجيه الطاقات يضيف سهيل المنهالي، من كبار القبيلة: «إن عمل الخير، والإحساس بالناس وآلامهم ، وتقدير الجهود الشعبية التطوعية التي تخدم المصلحة العامة، وحب مصلحة الوطن، في مقدمة القيم والتقاليد التي نسعى أن نغرسها في الأبناء ، ونتمنى أن يكرس الآباء والشباب تلك المفاهيم في نفوس الصغار، وحملة التبرع بالدم اليوم أردنا بها تكريس التعاون مع الغير والإحساس بالمسؤولية وتوجيه الطاقات والولاء للمجتمع، حتى يسود هذا التقليد على المستوى المحلي، وينتشر بين كل فئات المجتمع، لذلك نتيح الفرصة للجميع أن للاشتراك فيها، وغرس قيم المواطنة الصالحة في نفوس الأبناء تساهم في تربية عقولهم وتهذيب نفوسهم واتجاهاتهم، وترسيخ القيم الروحية العميقة من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية والتعاون والمنافسة الشريفة والعمل الجماعي والخدمة العامة وغيرها، وقد كان الشباب سباقاً في تقديم الأنشطة الصحية والرياضية والثقافية، كما تبنوا حملة داخلية لتعزيز وإبراز مكانة اللغة العربية من خلال ندوات التوعية، وحث جميع أفراد المجتمع على إعلاء شأنها والتحدث بها مع المربين والسائقين والخدم، ومسابقات حفظ القرآن الكريم في المساجد، وتشجيع المتفوقين في اللغة العربية، وتحفيز غير الناطقين بها على تعلمها، وتفعيل دور مجالس الآباء والتعاون مع الإدارات المدرسية، والقضاء على التسرب المدرسي». كذلك يشير شقيقه طناف عيضة، إلى جهود القبيلة نحو ترجمة توجيهات القيادة الحكيمة لتخفيف أعباء الزواج على الشباب، بالدعوة إلى عدم المغالاة في المهور والإنفاق والبذخ في حفلات الزواج، والعمل على نشر تقليد الاقتصاد والحد من مظاهر الإسراف فيها، والدعوة إلى عدم إرهاق الأسر والشباب مادياً، وحتى لا يصبحوا رهينة القروض والديون، بما يسهم في تعزيز استقرار الأسر، ونشر وإشاعة المحبة والود بين الأهالي. أما عيضة مبخوت، فيفتخر بأن ما يقدمه أبناء القبيلة من صور للعمل الخيري العام، ويتمنى أن تحذو حذوها بقية القبائل الأخرى في المنطقة، حيث تعم الفائدة على المجتمع بأسره، ويعرب عن تقديره لهذا الإقبال الكبير على التبرع بالدم من جميع أبناء القبيلة. ويشير إلى أهمية استثمار الأعداد الكبيرة من المتعلمين في كافة الفروع المهنية من أبناء القبيلة كالأطباء والمهندسين والصحفيين والمثقفين في التوعية المجتمعية، ويرى أنها فرصة كبيرة للتسابق نحو عمل الخير، وزيادة لحمة الترابط بين جميع أبناء المجتمع، وأن ليس هناك أعظم من التنافس في عمل الخير والمصلحة العامة، وهو جهد أو إسهام يراه متواضعاً وقليلاً للوطن الذي قدم لأبنائه الكثير والكثير، ويقول:» لنعتبر اليوم بداية حقيقية منظمة نتطلع أن تكون تقليداً دورياً نسعى إلى غرسه بين الأبناء والأجيال القادمة، ونتمنى أن تكون هذه التجربة الأولى دافعاً للغير في تجاه تلبية المصلحة العامة ومصلحة الناس والمجتمع بأسره». من جانب آخر، يشير طناف بن عيضة المنهالي، إلى أن تسابق أبناء المجتمع الواحد نحو العمل الخيري العام الذي يخدم المصلحة العامة وتقديمه قبل المصلحة الخاصة غاية يسعى إليها الجميع، ولا يعيبهم أن يقدموا بعملهم ومبادرتهم نموذجاً عملياً يقتدي به الغير، ويقول:» إذا كنا سعينا أن نكون أول قبيلة في المنطقة تتعاون مع بنك الدم لتنفيذ الحملة، فليس من باب التفاخر، لكن نعتبرها دعوة عامة للجميع أن يحتذوا بها ما دامت عملاً إيجابياً، ولا نعتبرها أول وآخر مرة، بل ستتكرر كلما كان ذلك ممكناً، والتنافس في ذلك أمر مشروع، وهناك برنامج متكامل لخدمة المجتمع في شتى المجالات. حب ودافعية أما محمد عيضة المنهالي، الذي يلقى على عاتقه الجانب التنظيمي للحملة، فيقول:» لقد أراد الجميع أن يقدموا نموذجاً إيجابياً في التسابق نحو العمل الخيري، وخدمة الوطن والمجتمع، فمن خلال هذه المبادرة التي تأتي في إطار أنشطة عديدة قمنا بتنفيذها بالفعل على مستوى القبيلة نفسها، وعلى مستوى المجتمع المحلى في المنطقة، وجاري الإعداد لأنشطة أخرى متنوعة نعد لها. لقد التف الأبناء من جميع الفئات العمرية وتحمسوا بكل حب ودافعية للتبرع بدمائهم عن قناعة بأن كل قطرة دماء كفيلة بإنقاذ حياة مريض أو مصاب، فقد خرج العشرات بل والمئات وكل واحد منهم يطمع في أن يحظى بهذا الشرف، وإن شاء الله ستكون هناك حملة موازية للنساء يجري الإعداد لها بالتعاون مع بنك الدم. فنحن على قناعة تامة بأن الوطن يحتاج منا الكثير، وكلٍ منا مستعد لهذا الإسهام دائماً، فمن خلال الأنشطة والفعاليات التطوعية يمكن تنمية روح الولاء والانتماء بشكل عملي ومفيد، ومن شأن العمل التطوعي أن يوثق العلاقات الاجتماعية بين جميع أبناء المجتمع، بل ويشجع الشباب على أن يتحملوا مسئولياتهم في أي عمل وطني بامتياز». ويكمل محمود فرج :» نحن نكرس حب العمل العام أمام الناشئة والصغار في وقت مبكر، وندعوهم دائما إلى المشاركة، ومما شك فيه أن ذلك يفيد عملية التنشئة الاجتماعية ويصقلها، ويصرفهم عن اهتمامات ضارة، بل نحاول أن نستثمر طاقات الأطفال والصبية والمراهقين والشباب في كل جهد أو مبادرة نقوم بها، ولكل فرد دور وإسهام إيجابي، وهم فخورين بمثل هذه المشاركات والأعمال التي تتوزع فيما بينهم، ولو سألناهم عن أهداف ما نسعى إليه من كل عمل، سنجدهم على دراية واهتمام وإلمام ووعي، وذلك يشجع على توجيه وإلقاء بعض المسؤوليات والأدوار عليهم حسب أعمارهم». العمل العام وثقافة الصغار رغم أن حملة التبرع بالدم تقتصر على الكبار والراشدين، إلى أن عشرات الأطفال من أبناء وبنات القبيلة تدافعوا نحو مركز تجميع الدم في السارة التابعة لبنك الدم، وكأن سيكون لهم نصيب في التبرع، لكنهم اكتفوا بالتقاط الصور التذكارية، وحيث تطوع أحد الشباب وتحدث إليهم بأن ذلك متاح لكبار السن فقط، وسيأتي الدور عليهم في الوقت المناسب عندما يكبرون، واستثمر تجمعهم في الحديث إليهم عن أهمية التبرع بالدم، وفضائل المشاركة في مثل هذه الأنشطة. وانصرفوا بعدها لينخرطوا في تقديم الحلوى والمشروبات الباردة والعصائر للمتطوعين، وقد اكتسبوا حافزاً ورغبة في المشاركة في المستقبل القريب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©