نسرين درزي (أبوظبي)
تعود مدينة بودابست بترف إلى قائمة الوجهات المتجددة التي يختارها السياح من دول الخليج لقضاء إجازة هانئة في ربوع متجددة. ومثلما تعكس عاصمة المجر مجد التاريخ الحي لفنون العمارة التي حصدت أعلى معدلاتها ضمن المواقع الأثرية لـ «اليونيسكو»، تتألق بمواكبتها لمتطلبات العصر. والمدينة المستلقية على ضفاف الدانوب ثاني أطول نهر في أوروبا، تعد موطن الحمامات الصحية وتجسد طبيعتها الساحرة أجمل لوحات خضراء تعبرها أجمل مشاهد الأزقة ببيوتها القرميد العتيقة.
عند اختيار السفر إلى بودابست فهذا يعني أن الرحلة ستكون خليطاً من الاستجمام والاستكشاف. فهنا لا يكفي الاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تلف المدينة من كل اتجاه، وإنما لا بد من زيارة مواقع بعينها. وأفضل السبل لنجاح أي برنامج سياحي متنوع حجز خدمة الليموزين التي توغل في أعماق المدينة وتفند معالمها من قرب. ولا تكتمل الرحلة المكوكية إلا بتخصيص وقت كاف لقضائه في إحدى المرافق الترفيهية حيث الينابيع الحرارية التي توفر الاسترخاء في الماء المنعشة والدافئة في آن. وبعد الاطلاع على أهم المباني الأثرية في المدينة وبين محطة وأخرى يكون من المفيد التوقف عند أحد المطاعم التي تقدم المأكولات الحلال التي تناسب المسافر العربي.
وأكثر ما يعجب السياح في بودابست أنه خلال مكوثهم فيها يستطيعون الوصول بسهولة وعبر حافلات الركاب إلى عدة مدن أوروبية يحلو التعرف إليها. ومنها العاصمة السلوفاكية براتيسلافا التي تبعد عن بودابست ساعتان ونصف الساعة بالقطار، والمسافة نفسها تقريباً إلى مدينة فيينا النمساوية. وفي خلال 4 ساعات بالبر يمكن الوصول إلى كراكوف الفاتنة، والتي تعد واحدة من أقدم المدن البولندية.
حمامات علاجية
تتواصل عوامل الجذب في بودابست لتحط عند منتجعاتها العلاجية وحماماتها الساخنة التي تتفوق فيها على الكثير من العواصم الأوروبية الأخرى. وتحتوي المدينة على 118 حماماً للمياه الجوفية تتراوح حرارتها بين 21 و78 درجة مئوية. وهي من الوجهات الأساسية التي من الضروري زيارتها عند الإقامة في بودابست ليس كنشاط ترفيهي وحسب وإنما للفائدة الصحية التي تمثلها كواحدة من أهم معالم الحضارة المجرية. والأمر نفسه بالنسبة لجسر تشاين فوق نهر الدانوب الذي تتشعب من حوله المتاجر الفخمة، فالمدينة هي عنوان للأناقة والترف.
وتكتظ عاصمة البلاد بالمعارض والمتاحف الفنية والأثرية التي تأتي جنباً إلى جنب مع الأصرح التاريخية البارزة التي حجزت لها مكاناً مرموقاً على قائمة منظمة اليونيسكو لأهم مواقع التراث الإنساني والعالمي. ولا نكشف سراً عند القول بأن السائح لا يستطيع السير في مدينة بودابست بدون أن تلفته مبانيها بجمالها ومعالم الفن المعماري فيها وموروثها التاريخي الثري. ومن أشهر واجهاتها العمرانية إلى أوبرا بودابست ومبنى البرلمان المذهل، قلعة بودا وجادة أندراسي وميدان الأبطال وفيشرمان باستيون الذي يطلق عليه حصن الصيادين. وأروع ما في التواجد في عاصمة المجر عدم الشعور بالحاجة إلى المواصلات لأنه من السهل الوصول إلى معظم معالمها السياحية مشياً على الأقدام. وهنا يحلو التنقل من قصر بودا في تلة القلعة إلى ميدان الأبطال مروراً بمركز المدينة والكثير من المعالم المهمة في جولة لا تتعدى الـ60 دقيقة.
مأكولات حلال
وتتنوع عناوين الإقامة في بودابست بما يستهوي السائح الخليجي ومن ضمنها فندق الريتز كارلتون بودابست الذي يقع في ساحة إليزابت التاريخية على بعد مرمى حجر من نهر الدانوب وشارع الموضة الحافل بمجموعة من المتاجر الراقية. والفندق الذي يعد من المباني التراثية بحيث يعود تاريخ بنائه إلى ما يزيد عن مئة عام، يوفر أماكن خاصة للصلاة وقائمة متنوعة من المأكولات الحلال لضيوفه من منطقة الخليج. ويخصص لهم برامج سياحية وفقاً لأجندة إقامتهم بالتعاون مع مرشدين يتابعون اهتماماتهم وطلباتهم، ولا سيما بالنسبة للعائلات الزائرة، حيث تتوافر أنشطة مختلفة لصغار السن بما يضمن إجارة مريحة للأهل. ومن الرحلات التي ينظمها «الريتز كارلتون - بودابست» الإبحار في التاريخ العريق لمدينة بودابست المصنفة من أجمل المدن في العالم. فهي تقع على الجانب الشرقي من نهر الدانوب، حيث تمتاز بودا بمبانيها الأثرية وشوارعها الصغيرة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى. فيما تعد بست على الجانب الغربي أبرز مركز تجاري في هنغاريا.
الجسر المعلق
يجمع زوار بودابست على أن أروع تجربة يمكن عيشها في هذه المدينة المتفردة، المشي بين الماضي والحاضر عبر الجسر المعلق الذي يعد أول جسر ربط بين بودا وبست. والشعور نفسه يمتد عند الدخول إلى قلعة بودا - القصر الملكي التي تعرض الكثير من اللوحات التاريخية عن المدينة الآسرة بجمالها العمراني. والذي يكشفها حصن هالازباستيا بأبراجه السبعة المطلة على مناظر بانورامية خلابة وقصر كيريالي بالوتا الأشبه بمتحف كبير يمكن الوصول إليه مشياً على الأقدام من ساحة ديز.
هندسة عربية
مع وجود 1.9 مليون نسمة في بودابست لا يزال كل جانب منها يحافظ على طابعه وهويته. ويمتاز تاريخ المدينة بالمزج بين حضارتي الشرق والغرب. ويظهر ذلك من خلال الهندسة العربية المتمثلة بتصميم البيوت، وبالتاريخ المجري وبصماته البارزة في كل أركان ضفاف نهر الدانوب.
عدد اليوم
