الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزكاة إسعافات أولية

الزكاة إسعافات أولية
17 سبتمبر 2008 23:30
تحقق الزكاة -إذا أخرجها كل من وجبت عليه- توازناً أخلاقياً و اجتماعياً واقتصادياً و أمنياً لا مثيل له في أرقى المجتمعات التي تعيش و تطبق قوانين الرعاية الاجتماعية والتكافل في العصر الحديث، ففي القرآن الكريم عشرات النصوص التي تقرر فرضية الزكاة - كقوله تعالى: (وفي أموالهم حق معلوم)· وتتعدد القيم التي تصاحب إخراج الزكاة بلا منٍ ولا أذىً، حيث يتم استيعاب جميع الأفراد والأسر والطبقات المحتاجة للرعاية والإنفاق التي عددت أغلبها الآية الكريمة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)· إن هناك من الأموال لو أخرجها سنويا الشركات ورجال الأعمال وكل من تجب عليه الزكاة لحققت التوازن الحقيقي فيما بين الأغنياء و الفقراء في أي مجتمع، وهذا ما بينه الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما أمر معاذاً -مبعوثه إلى اليمن- أن يأخذ الزكاة من أغنيائهم فيردها إلى فقرائهم، و لذا تقرر أن في أموال الأغنياء ما يسع الفقراء· و الزكاة والصدقات أموال معدة للإنفاق الفوري، وكأنها إسعافات أولية بعكس الأوقاف التي هي أموال مخصصة للاستثمار الذي ينفق منه لاحقاً على الأصناف المحددة والمسماة من قبل الواقفين، ولذلك يجب أن يعرف الناس هذا الفرق الجوهري فيما ينفقون سنوياً، وهذا جانب آخر من الحكمة العالية في الادخار والاستثمار للمستقبل· وشهر رمضان: وعاءٌ زماني مبارك للإنفاق، لأن الإنفاق فيه مضاعف الأجر والثواب، و لكن مواعيد إخراج الزكاة لكل أفراد المجتمع تختلف من شهر لآخر، فلا ينبغي أن تتكدس في شهر رمضان خاصة، ثم يُحرم المتحاجون فيها في ملمات طارئة وفي شهور لاحقة· والزكاة فرض عين على من توفرت فيه شروط وجوبها· وتجب عند جمهور الفقهاء حتى في أموال القصّر، فتجب الزكاة في مال الصبي والمجنون - مثلاً - كما تجب على العاقل و البالغ، ويخرجها الولي عنهما من مالهما، لما قاله رسول الله (صلى الله عليه و سلم): ''ألا من ولي يتيماً، له مال، فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة'' ولما في الموطأ عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه قال: كانت عائشة (رضي الله عنهما) تليني أنا وأخاً لي يتيمين في حجرها، فكانت تخرج من أموالنا الزكاة ، كما روي عن عمر -رضي الله عنه-: ''اتجروا في أموال اليتامى لئلا تأكلها الزكاة''· وبعد هذا يبقى سؤال يتكرر دائما: لمن ندفع الزكاة؟ وإذا كانت آية الزكاة المذكورة في أولى الفقرات، قد حددت ثمانية أصناف من المستحقين، فكيف نحصل على هذه الأصناف وهل يجب أن نعطيها كلها؟ إن الحكومة الرشيدة هيئة لذلك صندوق الزكاة الذي يتولى جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها، وبذلك تبرأ ذمة المزكي ويطمئن أن أمواله في أيادٍ أمينة يصرفها القائمون على صندوق الزكاة بمعرفتهم وفي الوجوه التي يرضاها الله -سبحانه وتعالى-· المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©