17 سبتمبر 2008 23:32
يسبح في السراب كالمركب في البحر، ويصرع الصيد إذا تبعه بدقة النحر، يرسب في يم العجاج فلا يدرك، وينفرد في ميدانه فلا يشرك، ناهض في الجري فسيره غير دلي، سابق لا ينفعني إن جادلت في جحد سبقه جدلي، مشهور لا يذكر معه (المشهور) وهي فرس ثعلبة بن شهاب الجدلي، غالب لا يضام، دوائره عند أهل علم الهندسة هي (الدوائر العظام) فهو في السبق (فتحي)، وفي الجياد (منصور) فما ركبه (المجاهد) إلا نال فتحا، ما وطىء الصخر إلا لان منه القاسي، ولا ارتفع في الجو لسموه إلا خفقت تحت ركابه الرياح كما خفقت بأكناف الطود الراسي، أكرم به من أشقر محجل بالبياض، كأنه لصفرعته زهر البهار إذا قطف من الرياض، ما هو إلا قطعة من البرق، أو صخرة من الكهرباء فما بينه وبينه من فرق، لو عدد محاسنه المعدد، لبهت في محارته بهتة المتلبد، ولوقف وقفة الحيران المتردد، فحبذا هو من جواد أحجم عن وصفه الواصف، وقصر في مدحه ولو أنه كان لقلائد الدر فيه أحسن راصف:
يا حبذا (الحيزوم) في الطراد
وحبذا في حومة الجهاد
أكرم به من صافن كأنه
لعظمه طود من الأطواد
كنز من التبر ولكن ما له
كالكنز بالإنفاق من نفاد
كأنها قد سبكت من متنه
لزينة قلائد الأجياد
يرجف منه الكون عن أغواره
في الركض منه وعن الأنجاد
بأربع منه إذا ما ركضت
مار لها بسبعه الشداد
ينقض من خلف الظبا لصيدها
فلم تفت في ساعة اصطياد
توجد عند الذبح من قعاقع
في جريه مصدوعة الأكباد·
عدد اليوم
