الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلاغة الشعر

17 سبتمبر 2008 23:33
روي أن الوليد بن عبدالملك اختلف مع أخيه مسلمة بن عبدالملك، وكان مسلمة أديبا ذا فراسة في الأدب والشعر، وكان الخلاف بينهما يدور حول أيهما أحسن وصفا لليل أهو امرؤ القيس وهذا ما يذهب إليه مسلمة، أم هو النابغة الدبياني وهذا ما يذهب إليه الوليد باحتكما إلى القاضي عامر الشعبي فقال أسمعاني: فأنشد الوليد للنابغة يقول: كليني لهم ميا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب تطاول حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجوم بآيب وصدر أزاح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب ثم أنشد مسلمة من قول امرئ القيس: وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بجوزه وأردف أعجازاً وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبح وما الاصباح منك بأمثل فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذيل فأظهر الوليد طربا شديدا لقول امرئ القيس، فهتف الشعبي: بانت القضية! أسئلة يروى عن هشام القرظي أنه كان في مجلس أحد الأمراء فابتلي برجل متطفل سأله علانية عن عمره إذ قال له: كم تعُد'' فتجاهل هشام معنى السؤال وأجاب: إني أعد من واحد الى ألف وأكثر! قال الرجل: لم أُرد هذا·· وإنما كم تعد من السن؟ قال ثنتين وثلاثين سنة·· نصفها من أعلى ونصفها من أسفل! قال الرجل ما أردت ذلك·· ولكن كم لك من السنين؟ قال هشام: والله ما لي منها شيء، وإنما السنون كلها لله! قال الرجل متأففاً، ما رأيت كاليوم! يا هذا ما سنك؟ قال هشام: إنه عظم! فازداد الرجل ضيقاً وقال: أبِن لي، ابن كم أنت؟ قال هشام: أنا ابن اثنين أب وأم! فقال الرجل: يا هذا كم أتى عليك من السنين؟ قال والله ما أتى علي منها شيء ولو أتى علي منها شيء لقتلني! فسقط في يد الرجل وعلم أن هشاماً يفهم السؤال ولكنه يتجاهله·· فقال له إذاً كيف أقول؟ فقال له هشام: قل: كم مضى من عمرك؟ فتنفس الرجل الصعداء إذ آن له أن يعلم الإجابة عن سؤاله·· وقال: كم مضى من عمرك؟ فقال له هشام: وفيم سؤالك عن هذا يا لُكع، فخجل الرجل واستغرق الناس ضحكا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©