الدراما اليمنية تحاول النهوض

بعد أن خفت صوت دحباش الدرامي الفكاهي الذي كان ينتقد الاوضاع السلبية قبل الوحدة اليمنية، شهدت الدراما اليمنية تطوراً ملحوظاً في الآونه الاخيرة، تجلت في الأعمال المنتجة والمشاهدة حاليا في ليالي السمر الرمضانية، عبر القنوات الرسمية والخاصة، ومنها مسلسلات هادفة تعالج قضايا إدارية ومالية واجتماعية وثقافية، وتنطلق من أسس دينية وعادات وتقاليد الشعب اليمني، وتبرز الصراع في الأحداث الدرامية بين أجيال تعكس واقع اليمن، فهناك جيل يكافح من أجل البقاء، وآخر يسعى للّحاق بعصر التطور والمعلومات، فيما يرغب أبناء الريف في اقتحام باب المدنية رغم الظروف المحيطة بهم· ويرى مختصون بفنون الدراما أنّ ظهور عدد من المسلسلات في الموسم الثقافي الرمضاني الجاري، برعاية عدة جهات رسمية وخاصة، يؤكد أنّ هناك عزماً وتصميماً على التعبير عن حياة الناس، والتمسك بقيم الأصالة، مما يشجّع على الاستمرار في هذا التوجه الدرامي، بعد تقييم ما تم التوصل اليه في هذا المضمار· غير أنّ الكاتب الصحافي عبد الله الصعفاني يرى أنّ الدراما اليمنية لا تنشط ولا تستيقظ من نومها، إلا من أجل رمضان على قاعدة أنه أيضاً ''شهر الحماحم وموعد اللقاء مع الدراهم''، وفقاً للأغنية التراثية الشهيرة·· 4 قنوات عامة يمتلك اليمن 4 قنوات فضائية: الأولى رسمية باسم ''اليمن''، والثانية باسم ''يمانية''، والثالثة تحمل اسم ''سبأ'' وهي مخصصة للشباب والسياحة، أما القطاع الخاص فله قناة واحدة باسم ''السعيدة'' ومقرها القاهرة حتى الآن، لأنّ التشريعات اليمنية لا تنص على السماح بإطلاق قنوات فضائية، مع أنّ هناك توجهاً رسمياً لإصدار قانون ينظّم العملية ويسمح بالتعددية الإعلامية· كيني ميني وقد تولت قناة ''السعيدة'' الخاصة وشركة الخيل للإنتاج الفني إنتاج مسلسل ''كيني ميني'' الذي يمثله مجموعه من نجوم الفن اليمني، ويجتذب المشاهدين بشكل ملحوظ، وهو يثير قضايا إجتماعية ومالية وإدارية وثقافية قريبة من ذهنية الجمهور المتلقي، وبالرغم من كونه لا يقدّم معالجات مباشرة لتلك القضايا، ويترك المشاهدين يجتهدون حولها، فقد حاز شهرة واسعة في السنوات الماضية· وتستعين هذه الشركات الخاصة بالمؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية في إنتاج أعمال الدراما الرمضانية، حيث وصلت إلى اليمن شركات إنتاج جديدة، من بينها الشركة اليمنية الخليجية للإنتاج الثقافي والدرامي، التي يعرض لها حاليا مسلسل''شعبان في رمضان'' على فضائية اليمن، فيما أطلقت شركة روزانا باكورة أعمالها بإنتاج فيلم سياسي هادف لقي ترحيباً واسعاً لدى الجمهور اليمني، وهو يعالج قضية الإرهاب، ويحمل عنوان ''الرهان الخاسر''، إلى جانب إنتاج مسلسل ''عيني عينك''· شعبان في رمضان وقد جذب مسلسل ''شعبان في رمضان'' الجمهور اليمني بسبب لهجته الحضرمية المحببة من قبل الجمهور اليمني، ومعالجته عدداً من القضايا الإجتماعية بأسلوب كوميدي، إضافة إلى مشاركة نخبة من الممثلين الخليجيين فيه، منهم فخرية خميس من سلطنة عمان، وليث القحطاني وهاني الزبيدي من السعودية، وسلمان المري ووليد قائد من قطر، إضافة الى مجموعه من الممثلين اليمنيين منهم فتحية إبراهيم وسهى علوان ومحفوظ باجبير · ويقول خالد المرولة،المنسق العام للإنتاج: ''إنّ المسلسل عبارة عن دراما إجتماعية كوميدية تعالج العديد من القضايا التي تهم المواطن والوطن بأسلوب كوميدي ساخر، منها تعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ مبادئ الوحدة، ونبذ الإرهاب والتطرف ومكافحة، الفساد وتشجيع، وخطر غلاء المهور· وقد سبق للمسلسل أن قُدّم إذاعياً في إذاعة المكلا قبل سنوات، وحقق نجاحا مميزاً، وهو من تأليف الكاتب أحمد عبد الله حسن، الذي يقوم بدور البطولة فيه· حيت تولى الفنان صفوت الغشم مهام السيناريو والإخراج· عيني عينك من جهته مسلسل (عيني عينك)، يتضمن أحداثاً درامية كوميدية، ويمثّل صورة مقابلة لمسلسل (كيني ميني)، لجهة احتوائه على مشاهد يومية تعالج قضايا إجتماعية، وتنتقد، بأسلوب فني، بعض الظواهر السلبية في المجتمع اليمني، والفوارق القائمة بين الريف والحضر· شر البلية ومن المقرر أيضاً أن تعرض الفضائية اليمنية في رمضان الجاري مسلسل بعنوان (شر البلية)، وهو حلقات إجتماعية كوميدية من إخراج عبد الحكيم الحكيمي، ومن بطولة عبد الناصر العراسي وإبراهيم الأشوري وسراب عادل· ويعالج المسلسل قضايا ومشكلات إجتماعية بغرض إصلاحها، بقالب فني مقبول ومؤثر لدى المشاهدين· ويؤكد المهتمون بفن الدراما أنّ ثمة خطوات متقدمة في الدراما اليمنية من الناحية الادارية والمالية، لكن ما يزال هناك عناصر رئيسية وضرورية يجب توافرها في أي دراما ناجحة، وهي النص الجيد والمخرج المتمكن من أدواته إلى جانب الطاقم الفني العامل·