الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد: الإمارات تنطلق وفق رؤية طموحة لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الحضارية الشاملة

محمد بن زايد: الإمارات تنطلق وفق رؤية طموحة لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الحضارية الشاملة
2 ديسمبر 2009 01:13
وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة بمناسبة اليوم الوطني عبر مجلة “درع الوطن” فيما يلي نصها: مع الذكرى الثامنة والثلاثين ليومنا الوطني المجيد تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الانطلاق بخطى واثقة ومدروسة لإنجاز مرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، استكمالا لمرحلة التأسيس التي أنجزها المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ،والتي أحدثت تحولا جذريا في مجرى حياة شعب دولة الإمارات العربية المتحدة وكان لها أثرها في تاريخ المنطقة بأسرها. لقد رسمت دولة الاتحاد التي أقامها زايد الخير والعطاء آفاق المستقبل للوطن وأبنائه وفجرت فيهم طاقات بناءة قادرة على تحويل الآمال إلى حقائق على أرض الواقع، فجاءت الإنجازات تجسيدا حيا للتفاعل الخلاق بين الشعب وقيادته، نعم لقد كتب الاتحاد على أرض الإمارات تاريخا مشرفا تفخر به الأجيال وأقام كيانا راسخا يزهو بحاضر مضيء ويؤسس لمستقبل أكثر ضياءا وإشراقا وازدهارا. ها هي اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومؤازرة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات تنطلق وفق رؤية مستقبلية طموحة تقوم على أسس راسخة من التخطيط الاستراتيجي وأفضل الممارسات العالمية بهدف تحقيق التنمية المستدامة والنهضة الحضارية. لقد أخذت الرؤية المستقبلية باعتبارها معطيات ومفاهيم العصر وفي مقدمتها أن التنمية مفهوم واسع وأن أي مشروع حضاري يجب أن يعمل على تحقيق الأبعاد المختلفة للتنمية سواء البشرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الأمنية وأن السياسات والاستراتيجيات يجب أن تصب في النهاية في خدمة أهداف هذه التنمية. كما أن الترابط بين السياسات الداخلية للدولة ونهجها الخارجي يعد ضرورة ملحة حيث يخدم كل منهما الآخر، فإذا كانت السياسة الخارجية التي تتسم بالاتزان وبعيدة عن أي توترات أو افتعال للأزمات وتحرص على الانفتاح على كل دول العالم تمثل دعما قويا لسياسة الدولة الداخلية وخططها التنموية فإن التجربة التنموية الناجحة على المستوى الداخلي تمثل هي الأخرى داعما قويا لسياستها الخارجية. وبالفعل فقد كان للتفاعل الخلاق بين السياسة الداخلية والخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة آثاره الإيجابية العديدة فنجاح دولة الإمارات في جذب الاستثمارات الخارجية ما كان له أن يتحقق لولا الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به البلاد وفي نفس الوقت فإن توافر المناخ الآمن المستقر الذي تنعم به في الداخل جعلها قبلة للاستثمار وبيئة ملائمة للأعمال الأمر الذي كان له أثره في تدعيم مكانة الدولة خارجيا وتزايد الثقة الدولية بالمبادرات التي تطرحها على الصعيدين الإقليمي والدولي. ركيزة عملية التنمية لقد كان من الضروري لتحقيق أهداف المرحلة أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون لتطوير نموذج تنموي يضمن لنا القدرة على مواجهة التحديات ويضع الإنسان في مقدمة الأولويات باعتبار أن إنسان الإمارات هو ركيزة عملية التنمية والتطوير وهو أداتها وغايتها. لقد أفسحت الرؤية الطموحة مجالاً أوسع لشباب الوطن من الجنسين للعب دور هام ومميز في تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة باعتبار أن الشباب هم عدة الوطن وذخيرته وضمانته للمستقبل. وجاءت البرامج والخطط التطويرية لتنمي قدرات أبناء الوطن وتصقل خبراتهم، وتهيئ أفضل الظروف وأنسبها لإعداد مواطن أكثر وعياً بمتطلبات عصره، وأكثر اعتزازاً بهويته، وأكثر إدراكاً لمسؤولياته تجاه وطنه، وأكثر مشاركة وإسهاماً في مسيرة تقدمه ورخائه وازدهاره وصنع الغد الأفضل لأجياله. اننا لا نتوانى في دولة الإمارات عن تشجيع شبابنا على الابتكار والإبداع، ونحرص على تبني كل فكر مستنير، وكل عمل يضيف لبنة جديدة إلى صرحنا الحضاري الشامخ ومازالت قناعتنا راسخة بأن النجاح الفعلي لبرامج وخطط استراتيجيتنا التطويرية إنما يقاس فقط بنجاحها في تعزيز قدرات الإنسان، وتمكينه من أداء دوره المنوط به في بيئة أكثر أمناً واحتراماً وحرية ومشاركة، وخالية من التهديد والمخاطر. لقد تحولت برامج مشروعنا الحضاري بتوجيهات سامية إلى منهاج عمل مخطط ومرسوم بدقة، وينفذ على مراحل تتكامل في النهاية لتحقيق التنمية المستدامة، وكان طبيعياً أن تتصدر عملية تطوير التعليم أجندتنا الوطنية باعتبار أن التعليم هو الرافد الرئيسي للتنمية والتطوير. لقد تبين من خلال مراجعة إنجازات استراتيجية التنمية أن التعليم مازال بعيداً عن مستوى الطموح وأنه يمثل ثغرة يجب معالجتها على وجه السرعة، ولذا فقد استقر في يقيننا جميعاً أن تهيئة المواطن لمواكبة العصر لن يتحقق دون إصلاح جذري للتعليم، بكافة مراحله ومستوياته، ودون إعادة النظر في مضمونه ومناهجه ووسائله ومرتكزاته، ودون توفير بنية تعليمية حديثة وسليمة، وقيادات تربوية قادرة على التفاعل الخلاق مع معطيات عصر تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي. لقد أفسحت الرؤية التطويرية المجال أمام تعدد وتنوع المبادرات التعليمية، والتي تستهدف بالأساس رفع مستوى كفاءة العملية التعليمية وتحسين مردودها ومخرجاتها وآلياتها وتسريع وتيرة عملها وإنجازاتها. لقد عقدنا العزم على الارتقاء بمستوى جامعاتنا باعتبارها مركز إشعاع علمي وفكري وحضاري فكانت الاتفاقيات المتنوعة بين جامعاتنا والجامعات العالمية المرموقة بهدف تحسين ورفع كفاءة الأداء التعليمي بجامعاتنا وتخريج مواطنين أكفاء واكتساب المزيد من الخبرات والارتقاء بوسائل وأساليب البحث العلمي. ونحن نثمن حرص وسعي جامعاتنا للارتقاء بالتعليم العالي في مجال البحوث والتكنولوجيا والاتصالات، ونقدر عالياً المبادرات التعليمية والتربوية غير التقليدية التي تعظم مكانة التعليم المهني والفني، وتحرص على تنويع مساراته وتخصصاته، كما نحيي جهود قطاعاتنا التعليمية والاقتصادية الرامية لإعداد كوادر وطنية مهنية شابة قادرة على المنافسة وتلبية الاحتياجات المتجددة والمتنوعة لسوق العمل داخلياً وخارجياً. النهوض بالمرأة وإذا كان النهوض بالتعليم أحد شواغلنا فإن النهوض بالمرأة وتمكينها من أداء دورها المنشود باعتبارها نصف المجتمع كان ولا يزال على رأس سلم الأولويات الوطنية. وإذا كانت المرأة الإماراتية قد حققت الكثير من المكاسب والإنجازات وأصبحت تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات والقطاعات بما في ذلك القطاع العسكري والأمني وتساهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية، فإننا في الوقت نفسه ندرك أن الأسرة الإماراتية تواجه الكثير من التحديات، فالعالم أصبح قرية صغيرة والتحولات في البيئة الاجتماعية شديدة، ومن ثم فإن رعاية وحماية الأسرة الإماراتية من التصدع أصبحت ضرورة ملحة. لقد أصبحت دولة الإمارات بحق نموذجاً يُحتذى في توفير العناية والرعاية للطفولة والأمومة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى العالم، ونحن نقدر عالياً جهود مؤسسة التنمية الأسرية وكافة الهيئات المماثلة بالبلاد لدورها الداعم للاستقرار الأسري وتعزيز الروابط بين كافة أفرادها والعمل على تنمية مواردها المادية. بين المحلي والاتحادي لقد استلهمت الرؤية الاستراتيجية المستقبلية روح العصر فكرست نهج التعاون والتنسيق بين كل ما هو اتحادي ومحلي، بهدف تحديث آليات صنع القرار، ورفع كفاءة وفاعلية الأجهزة الحكومية، وتقوية نظمها التشريعية والقانونية والتنظيمية، وتنمية الموارد البشرية، والارتفاع بمستوى كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية. وإذا كانت القطاعات الإنتاجية قد تمكنت من مواكبة العصر في مجال التطوير والتحديث لخدمة استراتيجياتها الإنتاجية فإن أداء بعض القطاعات الخدمية لا يزال دون مستوى الطموح، ولذا فإن الحاجة أصبحت ملحة لأن تقوم المؤسسات الحكومية بتكثيف التشاور والتنسيق فيما بينها، ومحاولة خلق ثقافة مشتركة لتنظيم التعاون الخلاق، وبما يساهم في الارتقاء بالأداء الحكومي وأداء القطاع العام إلى مستوى يحقق التميز والكفاءة، ويرسخ الدور المنشود لهذا القطاع الحيوي ويعزز تواجده على الصعيد الوطني. لقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على مجاراة العصر، وقامت بتنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية العملاقة وبما يدعم التوجه الاستراتيجي الرامي إلى احتفاظ دولة الإمارات بدورها الإقليمي والعالمي، بعد أن أصبحت بحق مركزاً إقليمياً وعالمياً هاماً لتجارة المال والأعمال والنقد والسياحة والاستثمار وإعادة التصدير والمؤتمرات الدولية والمعارض المتخصصة. كما كانت قيادتنا الحكيمة سباقة في دعم الأداء الاقتصادي ليس من الناحية المادية والمعنوية فحسب، بل في تبني مجموعة متنوعة من التشريعات والقوانين الاقتصادية، التي أسهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بصورة ملحوظة، ودعمت القدرة على تنفيذ المشروعات التنموية المقررة، ووفرت المناخ الاستثماري الجيد، وعززت الثقة بالاقتصاد الوطني. إن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي أهمية خاصة للصناعة وهي تحرص على توسيع روافدها وأنشطتها وتتجه حالياً لتطوير وتعزيز دور القطاع الصناعي عن طريق إنشاء مناطق صناعية متخصصة وتوفير أفضل التسهيلات والخدمات للشركات والمؤسسات العالمية الراغبة في الاستثمار بهذا القطاع الحيوي بعد أن أصبحت الصناعة في بلادنا رافداً رئيسياً من روافد تنويع مصادر الدخل، وأحد الركائز الأساسية للنهضة الاقتصادية. نشر ثقافة الجودة الشاملة إننا حريصون كل الحرص على نشر ثقافة الجودة الشاملة والمواصفات القياسية، حتى تكون منتجاتنا وسلعنا قادرة على المنافسة والتميز محلياً وعالمياً. إن الإنجازات والتطورات التي حدثت والمتمثلة في إعادة هيكلة القطاع الحكومي، وحوكمة الشركات المساهمة، وتعزيز وتفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة، تؤسس لمرحلة جديدة تقوم على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، لحشد جميع الطاقات والإمكانات لتحقيق التنمية المستدامة... ونحن نتطلع لأن يقوم القطاع الخاص بتوسيع دوره وتطوير أدائه وآلياته على الصعيد الاجتماعي وأن يكون إسهامه ملموساً وأثره محسوساً. إننا نسعى بجدية تامة لتعزيز فرص التنويع الاقتصادي في مجال الطاقة المتجددة، وذلك من خلال مدينة مصدر الرائدة في تحقيق بيئة نظيفة وخالية من الكربون والنفايات وقد حققت الدولة إنجازاً تاريخياً كبيراً على المستوى الدولي باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) لتكون الإمارات شريكاً ومحفزاً مع دول العالم المتقدم في صناعة الطاقة، ولتكون الإمارات أول دولة خارج أميركا وأوروبا تحتضن مقر وكالة دولية رئيسية. ومازالت دولة الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة توسيع وتنويع القاعدة الإنتاجية ومصادر الدخل، ومازالت ملتزمة بتطبيق سياسة الاقتصاد الحر والمفتوح وضمان حرية تدفق وتداول رأس المال، رغم ما أفرزته الأزمة المالية العالمية من سلبيات طالت تأثيراتها بعض جوانب أنشطتنا الاقتصادية والمالية والاستثمارية، إلا أن هذه التأثيرات المعاكسة سرعان ما تلاشت بفضل جملة من الإصلاحات والتعديلات الحكومية السريعة، والتي أدت لإنعاش الاقتصاد الوطني، وتعزيز القدرة التنافسية، واسترداد الثقة بالأسواق المحلية. نتائج غير مسبوقة لقد أدت هذه السياسات إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة في المجالات الاقتصادية والصناعية والسياحية والترفيهية والثقافية، وقفزت مؤشرات نمو الاقتصاد الوطني إلى معدلات قياسية، ونحن ندرك أن الاستمرار في تحقيق هذه النجاحات يتطلب الاستمرار في تقديم رؤى استثمارية غير تقليدية، ومتابعة حكومية جادة، وتحديثاً وتفعيلاً للقوانين وآليات تنفيذها. إن التوجيهات السامية بتقديم مزيد من الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للمواطنين والانتقال المتدرج إلى الاقتصاد المرن والصناعة ذات الكثافة الرأسمالية والتقنية العالية.. كل ذلك شكل قاعدة واسعة للإنتاج والخدمات، وهيأ مزيداً من فرص العمل الجاذبة أمام مواطنينا. إننا في دولة الأمارات نعمل في آن واحد لحاضر الوطن ومستقبل أجياله، ويأتي في مقدمة ذلك الصناديق الاستثمارية التي تستثمر في الخارج وفق أسس اقتصادية وليس لاعتبارات سياسية، ودون المساس بثوابتنا الوطنية، ونحن نعمل في الغالب على أساس الاستثمار طويل الأجل لإيماننا الراسخ بأن استثماراتنا هي جزء من التزامنا تجاه أجيالنا القادمة التي قد لا تتوافر لها الإمكانات المتاحة للجيل الحالي، خاصة أن النفط الذي يشكل نسبة عالية من مصادرنا المالية هو بطبيعته سلعة ناضبة. ان الاهتمام بالإنسان وتوفير كامل الرعاية الصحية له شكّل على الدوام أحد مرتكزات استراتيجية التنمية المستدامة، باعتبار أن الإنسان السليم والمعافى هو الأجدر والأقدر على المساهمة الفعالة في تنفيذ خطط التنمية الشاملة وصنع الغد الأفضل. تعميق مفهوم الهوية الوطنية إن تعميق مفهوم الهوية الوطنية الواحدة في ظل دولة الاتحاد شكل نقطة جوهرية نعمل على تحقيقها من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الوطني، وإشاعة مناخ ديمقراطي سليم يسمح بتقابل وجهات النظر، وإتاحة الفرصة كاملة أمام المجلس الوطني الاتحادي لطرح ومناقشة كافة القضايا التي تشغل الرأي العام بروح الشفافية والمصداقية والموضوعية. لقد حرصنا في دولة الإمارات على اتخاذ مزيد من الإجراءات للارتقاء بمستوى مؤسساتنا في مجال العدل والقضاء، كما أن حرصنا على استضافة بعض وسائل الإعلام العالمية على أرضنا يستهدف خلق بيئة تنافسية صحية في مجال الإعلام ورفع سقف حرية الرأي والتعبير. كما رسخت الدولة مكانتها في صناعة السياحة ورصدت إمكانات كبيرة لإقامة العديد من المشروعات السياحية الكبرى التي تساهم في رفع قيمة مساهمة السياحة في الدخل الوطني. لقد آمنت دولة الإمارات على الدوام بأهمية الإخاء الإنساني وروح الحوار والتسامح بين الحضارات وقادت سياسة خارجية متوازنة تحرص على تقوية العلاقات مع كافة دول العالم مما كان له الأثر الكبير في جعل الإمارات موضع ثقة المجتمع الدولي وها نحن نقطف ثمار هذه السياسة من خلال نجاحنا في استقطاب عدد من المنظمات الدولية، والمؤتمرات العالمية، والبطولات الرياضية الكبرى. كما كانت دولة الإمارات سباقة في إقرار حقوق الإنسان، وطبقت العديد من القوانين الصادرة بهذا الشأن على المواطنين والمقيمين على حد سواء، وحرصت على إنشاء العديد من المدن السكنية المتطورة للعمالة الأجنبية، وتأسيس محكمة تهتم بالقضايا العمالية وتحمي حقوق العمالة الوافدة، إلى جانب تغليظ عقوبات الاتجار بالبشر، وهي تدعم بقوة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وغسيل الأموال. إن دولة الإمارات تضع مسألة الأمن الغذائي والمياه وحماية البيئة على جدول أولوياتها، إدراكاً منها لخطورة هذه القضايا وتأثيراتها السلبية المستقبلية على الاستقرار والأمن في المنطقة. نجاحات كبرى تؤكد صحة النهج إن ما تحققه المعارض المتخصصة على أرض الإمارات من نجاحات كبرى يؤكد صحة النهج الذي تسير عليه البلاد ورسوخ ثقة العالم في قدرة أبناء الإمارات على تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية الفريدة، ويعزز التوجه الاستراتيجي لمد جسور الصداقة والتعاون المثمر والبناء مع مختلف دول وشعوب العالم على أساس من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. لقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات لافتة في مجال تنظيم السباقات الرياضية الكبرى وفي سعيها لتحقيق نهضة رياضية حقيقية على أسس راسخة من التخطيط العلمي السليم، كما أنها أحدثت تغييرات إدارية واسعة شملت كافة المؤسسات إلى جانب تطبيق الاحتراف، والتكريم السنوي للرياضيين، ووصولاً لجائزة الإمارات التقديرية للرياضة. المظلة الأمنية. إن دولة الإمارات وهي تتابع عن كثب مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم تحرص على توفير كافة الإمكانات والطاقات التي تكفل استمرار قواتنا المسلحة في أداء واجباتها الوطنية في توفير الأمن والأمان لوطننا الغالي، والاحتفاظ بدورها الفاعل في معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وفي خدمة قضايا التنمية والسلام العالمي. إن ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار ورخاء وازدهار كان ثمرة طبيعية لنشر مظلة أمنية متقدمة وواعية، وتأخذ بأحدث ما في العصر من أسلحة وأجهزة وعلوم وتقنيات، إلى جانب توافر سبل العيش الكريم، والكسب الشريف للمواطنين والمقيمين على حد سواء، في أجواء من الاحترام لكل من يعيش على أرضنا الطيبة. لقد تجاوز المردود الإيجابي لما تحقق من إنجازات هائلة على أرض الإمارات حدود الوطن ليشمل بخيره العميم الكثير من الدول الشقيقة والصديقة، وذلك عبر المشروعات الإنمائية لتلك الدول، وعبر المساعدات المالية والمنح والقروض الميسرة، ناهيك عن الدور الإنساني الذي تقوم به مؤسسات العمل الإنساني والخيري والذي غطى كافة مناطق العالم وخاصة تلك التي تتعرض للكوارث والمحن والحروب والظروف المناخية الصعبة. بورك لشعبنا قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ونبارك لسموه الثقة الغالية من جانب إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وشعبنا العزيز، معاهدين سموه على أن نكون في طليعة جنوده الأوفياء المخلصين لمسيرته، والعاملين على تحقيق أهدافنا الوطنية بكل العزم والتصميم تحت قيادته، ومن مجد إلى مجد لتبقى راية وطننا عالية خفاقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©