الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق تطالب ببعثة مراقبة صغيرة من «دول محايدة»

دمشق تطالب ببعثة مراقبة صغيرة من «دول محايدة»
19 ابريل 2012
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس، أن حكومته والفريق الطليعي للمراقبين الدوليين “اتفقا على 90% من بنود البروتوكول” الذي ينظم عمل البعثة المنوط بها الاشراف على وقف إطلاق النار في سوريا، واصفاً المفاوضات بين الجانبين بأنها “بناءة وجيدة”، ورجح توقيع الاتفاق خلال اليومين المقبلين. لكن وزير الخارجية وليد المعلم أعلن أثناء زيارة لبكين أمس أن بعثة مراقبة وقف النار لن تحتاج لأكثر من 250 مراقباً ولا تحتاج إلى دعم جوي مستقل، ما يتناقض مع تقييم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن احتياجات البعثة لمزيد من المراقبين لإشراف حقيقي على الهدنة، إضافة إلى طلبه من الاتحاد الأوروبي توفير طائرات للبعثة الدولية. كما شدد المعلم في مؤتمر صحفي ببكين أمس على أنه يجب اختيار المراقبين مما وصفها بدول “محايدة” مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وكلها متعاطفة مع نظام الرئيس بشار الأسد، أكثر من الدول الغربية والعربية. من جهته، أبلغ رئيس الفريق الطليعي للمراقبين العقيد المغربي أحمد حميش الصحفيين لدى مغادرته مع أعضاء الفريق الآخرين الفندق الذي ينزلون فيه بدمشق صباح أمس، “بموجب الفقرة السابعة من قرار مجلس الأمن 2042، مهمتي هي مهمة تقنية، مهمة تخطيط، مهمة ربط ارتباط مع المسؤولين ومع جهات أخرى”، مبيناً أن عدد أعضاء الفريق ارتفع ليصل أمس إلى 7 أعضاء متوقعاً أن يرتفع العدد خلال ساعات حتى يبلغ 30 قريباً. ومع استمرار أعمال العنف والقتل، اعتبر عدد من الدبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس، أن الشروط لم تتوافر بعد لتمكين طليعة المراقبين في سوريا من القيام بعملهم في مراقبة وقف النار. وسارع البيت الأبيض إلى انتقاد “عدم صدق” حكومة الرئيس الأسد لاستمرارها في قصف المعارضين محذراً من النظر مع حلفائه في “الخطوات التالية” من جانب المجتمع الدولي ما لم تتوقف الهجمات. في حين حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسد من أنه “سيضيع فرصته الأخيرة” إذا لم يطبق خطة السلام التي عرضها الوسيط الأممي العربي كوفي عنان، محذرة أيضاً من أنه سيواجه إجراءات أكثر شدة إذا ما اهدر هذه “الفرصة الأخيرة”. وبالتوازي، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسد أمس، إلى إعادة الدبابات إلى ثكناتها لاثبات أنه يطبق تماماً خطة عنان لوقف العنف، قائلاً في مؤتمر صحفي “إذا لم تعد الدبابات إلى الثكنات، لا نستطيع أن نقول إن خطة السلام المؤلفة من 6 نقاط تطبق”. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الفرنسية أمس، أن 14 وزير خارجية (يمثلون الدول التي شكلت نواة أصدقاء الشعب السوري)، سيشاركون في باريس اليوم في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية الآن جوبيه، الذي قال في بيان إن “العراقيل التي تضعها دمشق أمام نشر مراقبي الهدنة واستمرار القمع من جانب النظام السوري يستدعيان رداً قوياً من المجتمع الدولي”. وأكد المقدسي أن دمشق وفريق المراقبين يوشكان على الانتهاء من مناقشة المواضيع المتعلقة بوضع البروتوكول الذي يحدد شروط الانتشار مشيراً إلى “أنه تم الاتفاق على نحو 90% من بنوده”، وقال “قد نوقع الاتفاق في الفترة القريبة والتي أتوقع أن تكون في اليومين المقبلين”. وعما إذا كانت بعض النقاط العالقة هي التي أخرت توقيع بروتوكول التعاون، أجاب مقدسي بالقول إنها “نقاط جزئية وتفاصيل يتم استكمالها”. وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أعلن أمس الأول أن هناك حاجة لمزيد من المراقبين لإشراف حقيقي على الهدنة في بلد بحجم سوريا في الصراع المستمر منذ 13 شهراً والذي خلف أكثر من 10 آلاف قتيل. كما أكد أنه طلب من الاتحاد الأوروبي توفير مروحيات أو طائرات لضمان التحرك المستقل للبعثة الدولية. وذكر وزير الخارجية الصيني يانج جيشي نقلاً عن نظيره السوري أمس، أن المعلم أكد أن دمشق ستواصل احترام وتنفذ خطة عنان التي تتألف من 6 نقاط. وأضاف يانج جيشي في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن دمشق “ستواصل تطبيق التزاماتها في مجال وقف إطلاق النار وسحب القوات”. لكن الوزير السوري قال في مؤتمر صحفي ببكين أمس، إن وجود 250 فرداً في قوة المراقبة الدولية بسوريا أمر معقول. وأضاف “أعتقد أن 250 عدد معقول.. نحن لا نعلم لماذا يريدون استخدام سلاح الطيران.. ومع ذلك إذا كانت هناك حاجة لمثل ذلك، فنحن على استعداد لوضع السلاح الجوي السوري تحت تصرفهم”. ومن المقرر أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة قد عرض الليلة الماضية، أمام مجلس الأمن النتائج الأولية لعمل المراقبين في سوريا، على أن يتحدث عنان أمام المجلس قبل نهاية الأسبوع الحالي (السبت). وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي ترأس بلادها مجلس الأمن للشهر الحالي، إن “الشروط التي نطلبها والتي نحتاج إليها لنشر سائر المراقبين، لم تتوافر حتى الآن”، مضيفة “الوضع لا يتحسن، وأعمال العنف مستمرة”. وتابعت “نعتقد أن أي بعثة للأمم المتحدة في سوريا أو في أي مكان آخر، يجب أن تكون قادرة على العمل باستقلالية وأن تتمتع بحرية حركة وحرية في إجراء اتصالات”. كما أن من المقرر أن يقدم جان ماري جيهينو مساعد عنان إحاطة عن الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن صباح اليوم. وفي إشارة إلى استمرار القصف الذي يشنه الجيش النظامي السوري على المدن المضطربة، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض كاي جارني للصحفيين المرافقين للرئيس باراك أوباما في رحلة إلى ولاية أوهايو أمس، “هذا مؤشر آخر يدل على عدم صدق نظام الأسد الواضح وغير الجديد عليه حين وعد بالالتزام بعناصر.. وقف إطلاق النار والانسحاب”. وأضاف جارني “سنعمل مع حلفائنا وشركائنا بشأن الخطوات التالية لكننا نواصل حث السوريين على السماح للشعب السوري بالتحرر من أعمال العنف التي ترتكبها الحكومة وكذلك بحرية تقرير مصيرهم بأنفسهم”. بينما قالت كلينتون إن سوريا تمر بنقطة تحول وإن واشنطن ستزيد الضغط على الرئيس الأسد إذا استمر العنف هناك. وكانت كلينتون تتحدث في اجتماع لوزراء حلف شمال الأطلسي في بروكسل، حيث سئلت عن مساعي وقف إراقة الدماء في سوريا. وأضافت كلينتون في مؤتمر صحفي ببروكسل “نحن في نقطة تحول حرجة.. إما ننجح في تنفيذ خطة عنان بمساعدة المراقبين.. وإما يضيع الأسد فرصته الأخيرة قبل أن يصبح من الضروري النظر في إجراءات إضافية. ومن المنتظر أن يشارك وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وهي المجموعة التي تشكل النواة الأساسية لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في اجتماع بباريس اليوم لبحث تزايد عمليات العنف مجدداً في سوريا. وقال جوبيه إن “العراقيل التي تضعها دمشق أمام انتشار بعثة المراقبين الدوليين واستمرار القمع، يستدعيان رداً قويا من المجتمع الدولي”. وأضاف “لهذا السبب دعوت العديد من نظرائنا في مجموعة أصدقاء الشعب السوري للحضور إلى باريس بهدف بحث الوضع وتوجيه رسالة شديدة إلى دمشق وكذلك رسالة دعم لعنان”. وأوضحت الخارجية الفرنسية أنه بين الوفود التي ينتظر وصولها “وزراء خارجية ألمانيا والولايات المتحدة والأردن والمغرب وقطر والسعودية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©