الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله ثابت: أنا أتكلم وليكن اسم كلماتي مايكون

عبدالله ثابت: أنا أتكلم وليكن اسم كلماتي مايكون
18 سبتمبر 2008 00:16
واحد من الشعراء الذين انطلقوا عبر الهم الخاص والثقافة العالية إلى عالم الكلمات، كتب الشعر في ديوانه ''الهتك'' ومالبث إلا أن أصدر مجموعة شعرية أخرى هي ''النوبات''· عرفه المتلقي العربي شاعراً ومن ثم كانت تجربته الأكثر إثارة في رواية ''الإرهابي ''20 والكتاب الشعري ''حرام c.v'''· عبدالله ثابت شاعر وروائي من السعودية ويكتب عموداً أسبوعياً لصحيفة ''الوطن''، شارك مؤخراً في مهرجان لوديف الفرنسي للشعر العالمي مع مجموعة من شعراء العالم ومن قبلها كان قد شارك في مهرجان الشعراء الشباب في اليمن وعدة ملتقيات أخرى· ولعل ثقافة عبدالله ثابت الفكرية والفلسفية منحته الرؤية العميقة متعالقة مع اللغة الابداعية لتصنع نصاً مغايراً ومختلفاً وقادراً على أن يحقق تميزه وبصمته الواضحة· في هذا الحوار وبعد مجيئه من فرنسا طرحت عليه هذه المحاور حول فلسفته الشعرية ورواية ''الإرهابي ،''20 ومشاركته في مهرجان الشعر العالمي في لوديف: ؟ بعد ''الهتك'' ديوانك الأول وجد المتلقي نفسه أمام نص آخر تمثله تجربتك في نصك المفتوح في ''حرام'' وفي تجارب أخرى هل هي رغبة في التجريب والبحث عن أمكنة جديدة لا يتسع لها الشعر وحده ؟ ؟؟ الفن عندي في أحد وجوهه هو البناء في الفلاة، أي خارج العمران كما يقال، بمعنى أن تجرب البناء أو الشغل في منطقة لم يسبقك إليها أحد، وأرجو أنني قد فعلت هذا في أكثر من تجربة، وأظن أنني في اللحظة التي أشعر فيها بأنني أصبحت تكراراً لآخر فإن كرامة النص وكبرياءه لن تسمح لي بقول شيء، وحتى لو كانت هذه التجارب عشوائية في تركيبتها إلا أنني أطمح أن تكون بعد اكتمال الخط النهائي لها جسداً مستقلاً يمثل ما طمحت إليه دوماً، حتى ولو كنت الآن لا أستطيع مجرد تخيله أو التنبؤ به·· إن طريقي يصنع نفسه، ومهمتي أن أحرس عفويته· الفن ابتداء ؟ بين الشعر والرواية والكتابة الصحفية نجد ثابت، اين تجد ابداعك متمثلاً ومعبراً وحاضراً ؟ ؟؟ كل ما كتبته ينطلق من الفن ويعود إليه، وهكذا أجده، ولا أعرف في العمق الغائر ما معنى شعر ولا رواية ولا مقالة، ولا حتى المسافات ما بينها، مثل أني لا أؤمن بأن للذات الواحدة مسافة·· حقيقةً لا أعرف، لكن ما أعرفه يقيناً هو أنني أتكلم، وليكن اسم كلماتي ما يكون· ؟ قبل مدة أقيم مهرجان لوديف الفرنسي للشعر العالمي وكنت أحد المشاركين هناك ضمن عدد من شعراء العالم، أي شيء عدت به من هناك·· وماذا أضافت لك هذه التجربة؟ ؟؟ عدت بالأيام الجميلة، والوجوه التي لا تنسى وبالقليل من الكلمات التي نشبت في الروح وأيقظت مارداً من أسئلةٍ أخرى·· لم أتعودها في الظرف الزماني والمكاني الذي نموت في إطاره·· أظن هذه التجربة بالذات ستكون مفصلاً، وفصالاً· ؟ حققت ''الإرهابي ''20 نجاحاً وقبولاً وتساؤلات عديدة لدى المتلقي العربي، الرواية التي حكت تجربتك الشخصية في تحولات فكرية وابداعية، هل ثابت يرى أن الرواية تلك تقف جنباً الى جنب مع مشروعه الشعري أم أنك كتبتها لأن الشعر لم يتسع لذلك الكم من التفاصيل ؟ ؟؟ لم أقل يوماً بأن ''الإرهابي ''20 هي تجربتي الشخصية، وأنت من يتحمل هذا التوصيف وليس أنا، ولم أقل حتى إنني كتبت رواية·· ولا شيء يمكنه أن يكون خارج الشعر، وسأقول بالفم الملآن بأنه لا مشاريع لدي سوى أن أسلم جبهتي للريح، وأن أحرس هذه العفوية كما قلت لك، وبعد زمنٍ لا أعرف كم سيكون مداه، ربما سيتشكل شيءٌ ما يدلّ علي، هذا ما أمشي باتجاهه دون نوايا ولا تخطيط ولا استراتيجيات· صدقني بأن النوايا والتخطيطات ضد الفن· إنها تقتل جذوته وصدقه شيئاً فشيئاً· الفن الخالص شيء يشبه الحلم الشهيّ الذي تراه في منامك· لا أنت تعمدته لكنك تلذذت به· التيار والأصوات ؟ كيف ترى منجز قصيدة النثر في السعودية والخليج بعد كل هذا الزمن؟ ؟؟ ليست لدينا قصيدة نثر في الخليج كتيار ولا كمشروعية وجود·· توجد لدينا أصوات فقط، وأصوات قليلة أيضاً، لكنني أعتقد أن الخليج سيكون يوماً ما هو أول السطر·· فرائحة التاريخ من جهة، ورفض استبداد الثقافة الواحدة والنقمة عليها، عبر الفنون، تشي بشيءٍ من هذا من جهة أخرى· ؟ وكيف ترى مع هذا النص المنجز النقدي ومواكبته للإبداع الجديد ؟ ؟؟ إن كنت تسأل محليّاً فإنني لا أرى المنجز النقدي الذي تسألني عنه حتى أجيب، وبالتالي لا أرى مواكبته للإبداع· جئت من آخر خيمة غادرها البدو نص من كتاب حرام يا طعم أيامي المرفوضة لماذا جئت بي من لحن العسيريات من بقايا الجبل المثلوم جئت بي من نقمة المعوزين الذين يحرسون البنوك من شيء عدائي مجهول يشبه أسئلة القبيحات عن العدالة من القرى وطينها ومن آخر خيمة غادرها البدو ناسين الربابة مربوطة في العمود والجمر مشتعلا والكلاب نائمة مع الماعز جئت بي من شفة الحياة ومن مخلبين مغروسين بظهر الموت من هناك من الخفايا السحيقة وطفرة الجينات في أحشائي حيث عنصريتي باتجاهي أنا·· قدر الشاطئ المتوعك بالوحدة نصوص من ديوان الهتك سِحرَ الخريطة·· بوسعك قبولي لاجئاً آويني رقصة أولى·· دوري بي كما الملائكة سنهمس للطل: هيا·· طاب الليل·· طابت المقاعد·· الأقداح يدها في يدي·· فمها يحتلّني رفيقتي·· يا فكرة السماء·· غياب! üüü ها·· ثوبك الأبيض الرمل·· القبعة الذهبية·· تسابيحك الحالمة، وأنا·· كلنا بانتظارك! تعترضين على الوقت/ لا تقبلين المجيء! وأنا·· قدر الشاطئ المتوعك بالوحدة أرقب هذا الكأس·· أستسقيه يمنحني الصبر حتى ينام عصفوراك في راحتي لأحكي للخيالات كيف تنتابني عيناك تلبسني·· تسبح في خلاياي تحملني على أهدابها·· ذاكرة شباك! مثل فزع قريتي من الغرباء انتظرتك البارحة حدقتاي ثقبان محفوران بنافذتك قلبي تفاحة حائرة·· كشيءٍ مزاجي/ ريشة تلبدت بالجن كلما تأخرت أكثر·· أتحول شيئاً·· فشيئا: حرقة قنديل كثيباً مكمماً بالليل·· صراخ حارةٍ رملية حدس كفيف·· خارطة سفر مكذوبة ينخرها مسمار بصارية زورق خشبي لا يتفهمه جبروت المحيط!
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©