أعلنت قيادة حلف شمال الأطلسي في كابول مقتل جنديين أميركيين أمس الأحد في هجوم شنه مقاتلون شرق أفغانستان، ليرتفع عدد القتلى في صفوف القوات الأجنبية إلى 93 منذ مطلع الشهر الجاري. وأوضح الحلف أن الجنديين قتلا في “هجوم بالأسلحة الخفيفة”. فيما قضى 15 متمردا بانفجار قنابل كانوا يقومون بتصنيعها داخل أحد المساجد في شرق أفغانستان.
وفي هذه الأثناء، قال مدير الـ “سي آي إيه” ليون بانيتا إن الوضع في أفغانستان “يتقدم” لكن الحرب “أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا”.
وقتل السبت ستة جنود من القوات الدولية أحدهم نازع ألغام بولندي في انفجار عبوات يدوية الصنع في جنوب وشرق افغانستان في الوقت الذي أعلنت فيه كندا سقوط اثنين من جنودها. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل أحد جنودها متأثرا بجروح اصيب بها قبل أسبوعين. ومساء أمس الأول، قتل جنديان كنديان هما رجل وامرأة بانفجار عبوة ناسفة الجمعة في أفغانستان، وفق ما أعلن أمس الأول وزير الدفاع الوطني الكندي بيتر ماكاي. وأورد البيان الرسمي أن الضحيتين قضيا بانفجار قنبلة يدوية الصنع قرب آليتهما فيما كانا يقومان بدورية في جنوب قندهار، لافتا إلى أنهما كانا متوجهين الى منزل كان عثر فيه على لغم. وبذلك، يرتفع الى 150 عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في أفغانستان منذ انتشار الكتيبة الكندية في هذا البلد عام 2002.
وبسقوط 93 جنديا في غضون 27 يوما يتحول يونيو الى الشهر الذي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في ظرف ثماني سنوات ونصف السنة من الحرب في صفوف القوات الدولية التي تشكل القوات الأميركية ثلثيها.
وخلال الأربعاء الماضي وحده سقط عشرة جنود من القوات الدولية بينهم أميركيان وخمسة بريطانيين. ولم ينته الشهر بعد في حين تجاوزت خسائر الأطلسي خسائر أغسطس 2009 الذي شهد سقوط 77 قتيلا. وتنذر هذه الوتيرة المرتفعة بأن تشهد سنة 2010 سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الأجنبية بعد سنة دامية العام الماضي سقط فيها 521 قتيلا. من جانبها، قالت وزارة الداخلية الأفغانية أمس إن 8 عرب و5 باكستانيين وأفغانيين اثنين من المتمردين قتلوا عندما انفجرت فيهم قنابل كانوا يقومون بتصنيعها داخل أحد المساجد في شرق أفغانستان. وقالت الوزارة إن المتمردين كانوا يركبون قنابل في مسجد بمنطقة يوسف خيلة بإقليم باكتيكا جنوب شرقي البلاد يوم الجمعة.
من جانبه، قال مدير الـ”سي آي إيه” ليون بانيتا أمس الأول ان الوضع في أفغانستان “يتقدم” لكن الحرب “أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا”، خلال مقابلة اجرتها معه شبكة “إيه بي سي” الأميركية. وقال بانيتا متحدثا في برنامج “ذيس ويك” إن الولايات المتحدة تخوض منذ تسع سنوات في أفغانستان “حربا قاسية جدا”، مضيفا “اننا نحرز تقدما لكنه أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا”. كما شدد المسؤول الذي عينه الرئيس باراك اوباما على رأس وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي، على أن “المسألة الجوهرية تكمن في معرفة ما إذا كان الأفغان سيقبلون تحمل المسؤولية” في المعركة ضد المتمردين بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. ويسجل تصعيد في حركة التمرد التي يشنها عناصر طالبان ضد القوات الأفغانية والأطلسية سنة بعد سنة، وقد تمكنوا من استعادة السيطرة على عدد من المناطق منذ أن أطيح نظامهم عام 2001.
رئيس الأركان البريطاني يدعو للتحاور مع طالبان «سريعاً»
لندن (ا ف ب) - قال رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز أمس إنه من المستحسن التحاور مع طالبان «سريعا» في إطار استراتيجية انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. وصرح الجنرال ريتشاردز لاذاعة «بي بي سي 4»، «إذا ما دققتم في حملة ضد حركة تمرد عبر التاريخ هناك دائما وقت يجب فيه التفاوض مع بعضنا البعض من خلال وسطاء لكنني لا أعلم متى سيحصل ذلك في أفغانستان». وأضاف مؤكدا «إن هذا رأيه الشخصي»، «أعتقد أنه ليس هناك أي سبب يمنعنا من القيام بذلك سريعا». وتابع «لكن في الوقت نفسه علينا مواصلة العمل الذي ننجزه على مستوى الجيش والادارة والنمو للتحقق من انهم (طالبان) لا يعتقدون أننا نتخلى عنهم».
وأطلق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي سياسة اليد الممدودة مع طالبان من خلال تنظيم مطلع يونيو في كابول جيرغا السلام ضمت 1600 ممثل عن قبائل والمجتمع المدني الأفغاني. وقدم هذا المجلس مقترحات ترمي الى انهاء الحرب ولم يتم دعوة طالبان للمشاركة فيها. وفي يناير أكد مسؤول في الأمم المتحدة أن الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان حتى مارس كاي ايدي التقى أعضاء ناشطين في طالبان لبدء محادثات سلام لكن هؤلاء نفوا ذلك. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة على هامش مجموعة الثماني في هاتنسفيل (كندا) أنه يرغب في انسحاب القوات البريطانية خلال خمس سنوات.
عدد اليوم
