السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الجارديان»: إنجلترا تلقت الصفعة الأكبر في تاريخها المونديالي

«الجارديان»: إنجلترا تلقت الصفعة الأكبر في تاريخها المونديالي
28 يونيو 2010 00:37
ما بين 30 يوليو 1966 و27 يونيو 2010 ما يقرب من 44 عاماً من العدالة المؤجلة، فقد تكرر سيناريو الهدف الإنجليزي الشهير في مرمى ألمانيا 1966، وهو الهدف الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المونديال، ولكن الفارق بين الحالتين كبير، ففي 1966 أحرز الإنجليز هدفاً مشكوكا في صحته في مرمى ألمانيا ساعدهم في الحصول على كأس العالم في المباراة التي انتهت لمصلحتهم 4-2 بملعب ويمبلي بحضور 99 ألف متفرج، وفي 2010 سجلوا هدفا لا شك في صحته، ولكن الحكم لم يحتسبه وكأنها عدالة السماء التي ابتسمت للألمان وانتقمت من الإنجليز بعد 4 عقود ونصف. وتبدأ فصول المفارقة التاريخية، حينما تغلبت إنجلترا على ألمانيا الغربية 4-2 بعد التمديد على ملعب ويمبلي لترفع الكأس المرموقة للمرة الأولى في تاريخها والوحيدة حتى الآن بفضل ثلاثية لجف هيرست الوحيد الذي نجح في هز الشباك ثلاث مرات في إحدى المباريات النهائية لكؤوس العالم حتى الآن، أطبق صمت مدو في مدرجات ملعب ويمبلي عندما أدركت ألمانيا التعادل 2-2 في نهاية الوقت الأصلي بفضل هدف سجله فولفجانج فيبر ليفرض التمديد لأول مرة في النهائيات، لكن لحظة الجدل جاءت في الدقيقة 101 عندما استدار هيرست على نفسه وأطلق كرة اصطدمت بالعارضة وارتطمت بالأرض، وأشار حكم الراية توفيق باخراموف بصحة الهدف، معتبراً أن الكرة التي سددها هيرست تخطت خط المرمى، ما سمح لهيرست بتسجيل ثلاثيته الشهيرة، ولم يكن بيد الحكم السويسري جوتفرايد دينست سوى احتساب الهدف، ومنذ هذا التاريخ لم يتوقف الجدل، ومن يريد إحراج الإنجليز يذكرهم بالواقعة، في إشارة إلى أن اللقب المونديالي الوحيد الذي حصلوا عليه مشكوك في مشروعيته بسبب الهدف المثير للجدل. وبالأمس وبعد مرور 44 عاماً، وفي ملعب “فري ستيت” بمدينة بلومفونتين بجنوب أفريقيا حدث السيناريو الذي لم يكن متوقعاً بالنسبة للإنجليز، فقد تقدم المنتخب الألماني الذي بدا أكثر حيوية وشباباً من عواجيز منتخب الأسود الثلاثة بهدف في الدقيقة 20 من توقيع ميروسلاف كلوزه، ثم جاءت الصدمة الثانية بهدف لوكاس بودولسكي في الدقيقة 32، وانتفض الإنجليز في الدقيقة 37 لينجح المدافع أبسون في تسجيل هدف تقليص الفارق، وفي الدقيقة 38 كانت اللحظة المثيرة للجدل المرشحة لأن تكون هي الملف الرئيسي للصحف البريطانية خلال الفترة المقبلة، فقد وضع فرانك لامبارد كرة عالية من فوق رأس مانويل نوير حارس المانشافت، فارتطمت الكرة بالعارضة وسقطت خلف الحارس الألماني داخل المرمى، ولكن الحكم ومساعده لم يشاهدا الكرة، وبذكاء شديد قذف نوير بالكرة إلى منتصف الملعب وكأن شيئاً لم يكن، مما ساهم في سير المباراة دون أن يحصل الحكم الأوروجوياني جورج لاريوندا على فرصة للتفكير، ليتم إلغاء هدف صحيح انتقاماً من هدف غير صحيح سجله الإنجليز في مرمى الألمان 1966. واستمر التفوق الألماني لينجح مولر في تسجيل ثنائية جديدة في الدقيقتين 67 و 70 لتنتهي المباراة برباعية ألمانية، ولكن مقابل هدف وليس هدفين هذه المرة، حيث كان الإنجليز قد فازوا على الألمان عام 1966 برباعية مقابل هدفين. من جانبه، قال لوثر ماتيوس نجم الكرة الألمانية السابق، والمحلل الكرة الحالي إنه سعيد للغاية بالقرار غير الصحيح للحكم الأوروجوياني حينما قرر إلغاء هدف فرانك لامبارد الصحيح، وقال ماتيوس تعليقاً على ذلك: “أنا سعيد بقرار الحكم حتى لو كان خاطئاً، ولكنه على أي حال يحقق عدالة السماء”. تراوح تفاعل الصحف الإنجليزية مع الهزيمة التاريخية لمنتخبها على يد المنتخب الألماني في دور الستة عشر لمونديال جنوب أفريقيا بين الإفراط في الهجوم على حكم المباراة بعد قراره المثير للجدل بعدم منح الإنجليز هدفاً شرعياً، وبين الهجوم على سوء أداء المنتخب الإنجليزي دون النظر إلى خطأ الحكم، فقد عنونت صحيفة الصن: “الألمان والحكم نهشا جثث الأسود الثلاثة”، وفي التفاصيل قالت إن الحكم ألغى أو بالأحرى لم يحتسب هدفاً صحيحاً، واكتفى تقرير الصحيفة بوصف الحكم بأنه عديم الفائدة، وعار على التحكيم العادل النزيه، وقالت صحيفة الجارديان: “تلقينا أكبر هزيمة في تاريخ مشاركاتنا بالمونديال”. من جانبها عنونت صحيفة دايلي ميل: “على الأقل كانت الشمس ساطعة.. ألمانيا 4 وانجلترا 1 بمساعدة الحكم”، وقالت الصحيفة في التفاصيل إن 25 مليون انجليزي شاهدوا المباراة شعروا بالصدمة من الهزيمة الثقيلة. وعنونت صحيفة الإندبندنت: “إنجلترا الكئيبة تعاني من حسرة جديدة” في إشارة إلى تكرار الكوارث الكروية التي يصنعها الإنجليز في البطولات الكبيرة. اعترفت بخطأ قرار الحكم صحف ألمانيا: عفواً إنجلترا.. نحن «الأسود» دبي (الاتحاد) - لم تقع الصحف الألمانية في فخ التخلي عن الموضوعية على الرغم من الفرحة العارمة التي غلفت عناوينها التي رصدت الانتصار التاريخي للمانشافت على منتخب الأسود الثلاثة (سابقا)، فقد منحت الصحف الألمانية منتخبها حقه في المديح والثناء، ولكنها اعترفت بخطأ قرار الحكم بعدم احتساب هدف صحيح لفرانك لامبارد كان من شأنه قلب موازين الأمور، خاصة أن النتيجة كانت ستتحول إلى 2 -2، وبالعودة إلى عناوين أبرز الصحف الألمانية. هدف غير صحيح وقالت صحيفة “دي فيلت”: “قهرنا الإنجليز بمزيج من المهارة الحظ”، في اعتراف صريح بصحة الهدف الإنجليزي وفي الوقت ذاته تقدير التألق الألماني، ومن جانبها عنونت صحيفة “ سودويتش زيتونج”: “يجب أن يتحول اسم “ويمبلي إلى بلومفونتين” في إشارة إلى أن ملعب ويمبلي هو الذي شهد الهدف الإنجليزي غير الصحيح في مرمى ألمانيا 1966، وأن ملعب بلومفونتين شهد السيناريو العكسي حينما تجاهل الحكم هدفاً صحيحاً للإنجليز في مباراة الأمس. وذهبت صحيفة “سودويتش زيتونج” بعيداً في موضوعيتها، وبدا عنوانها وكأنه عنوان لصحيفة إنجليزية، فقد قالت: “الحكم هو الشخص الوحيد في العالم الذي لم يرها‍!” في إشارة جديدة إلى أن الهدف الانجليزي كان أكثر وضوحاً من أن يتم تجاهله. وذهبت صحيفة “فرانكفورتر زيتونج” إلى وجهة أخرى تتعلق بامتداح المنتخب الألماني، حيث عنونت: “حققنا الإنجاز الأفضل بالأداء الأروع”. وقالت صحيفة “برلينر مورجن بوست: “انتقمنا بنفس السلاح بعد انتظار دام 44 عاماً”، وكان أكثر العناوين إثارة لصحيفة “برلينر كوريير”: “باي باي إنجلترا.. عفواً نحن الأسود” في إشارة إلى أن المنتخب الألماني يستحق لقب الأسود. هدف لامبارد يطلق الجدل حول استخدام التكنولوجيا بلومفونتين (ا ف ب) - انطلق الجدل مجدداً حول ضرورة أن تلحق كرة القدم بركب الرياضات الأخرى واستخدام التكنولوجيا، بعد أن تجاوزت الكرة الخط بحوالي نصف متر عندما كان الانجليز في قمة اندفاعهم من أجل العودة إلى أجواء اللقاء الذي تخلفوا خلاله صفر-2. وسيرفع هذا الخطأ التحكيمي من حدة الجدل حول ضرورة لجوء الاتحاد الدولي “الفيفا” إلى الفيديو أو أي تكنولوجيا اخرى من أجل تجنب أخطاء مماثلة، وذلك أسوة برياضات اخرى مثل الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة أو الركبي وكرة المضرب. وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ما حصل خلال تصفيات المونديال الحالي عندما لمس الفرنسي تييري هنري الكرة بيده خلال الملحق الأوروبي أمام ايرلندا قبل أن يمررها إلى زميله جالاس الذي سجل هدف التعادل بعد التمديد والذي سمح لبلاده في التأهل على حساب الايرلنديين. ويرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم استخدام التكنولوجيا لأنه سيتوقف اللعب حينها من أجل تحديد اذا كان هناك خطأ ما أو هدف لم يحتسب، مما سيؤثر على “العامل الإنساني” في اللعبة. وأكد بلاتر رفضه أيضا أن يحذو حذو الاتحاد الأوروبي برفع عدد الحكام المساعدين في مباريات كأس العالم، كما يعتبر رئيس الاتحاد الدولي ان اللجوء إلى الفيديو ليس الحل المثالي لمساعدة الحكام.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©