الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصناديق السيادية تفضل العودة إلى أوطانها

الصناديق السيادية تفضل العودة إلى أوطانها
18 سبتمبر 2008 01:17
مثلت الأزمة المالية التي يعيشها العالم بعد الاثنين الأسود الذي تم فيه الإعلان عن إفلاس بنك ليمان براذرز، دافعاً قوياً بالنسبة للصناديق السيادية والمحافظ النقدية لمستثمري الشرق لأوسط وآسيا لإعادة النظر في مشاريعها الاستثمارية الخارجية· ويعتقد بعض المسؤولين عن هذه الصناديق أن أسوأ ما في الأزمة المالية الراهنة لم يأتِ بعد· ويقول محللون إن هؤلاء المستثمرين من ذوي العيار الثقيل والذين يجلسون فوق صناديق عامرة بتريليونات الدولارات كأصول أو احتياطات نقدية، كانوا يقفون بشيء من الحكمة والحذر وراء خطّ التماس عندما انطلقت صافرة الإعلان عن إفلاس بنك ليمان براذرز· وضمنوا بذلك عدم التورط في لعبة لا قرار لها· ويعتقد القليل فحسب من المحللين أن توافق هذه الصناديق على إسعاف أي من البنوك المشرفة على الإفلاس بإعطائها طوق النجاة ودعمها بالمبالغ السائلة الضخمة الكافية لتجنب الإفلاس· ويقول جون الخير المستشار التنفيذي لهيئة الاستثمار القطرية: لست أرى أن الوقت الراهن مناسب للاستثمار المالي خاصة بالنسبة للصناديق السيادية · ويخلص (الخير) إلى وضع استراتيجية موافقة للوضع الراهن الذي يعيشه العالم حيث يقول: تابع الأوضاع بدقة، واجلس فوق محفظتك، ثم راقب التطورات · ويبدو أن هناك بحراً من الفروق والاختلافات عما كانت عليه الأمور العام الماضي عندما بدأت البنوك في وول ستريت وأوروبا تبحث عن زيادة محافظها السائلة بعشرات المليارات من الدولارات عن طريق فتح الأبواب أمام الصناديق الاستثمارية الحكومية الآتية من سنغافورة والامارات وقطر والصين وبعض البلدان الغنية الأخرى· ومنذ ذلك الوقت، بدأت قيمة العوائد الاستثمارية لهذه الصناديق بالتراجع بشكل كبير بسبب الأوضاع التي كانت تزداد سوءاً في أسواق الإقراض والأسهم على حد سواء· وعمدت الحكومة الصينية إلى تجنب الدخول في استثمارات ضخمة خلال العام الجاري بسبب سلسلة من الصفقات الضخمة الخاسرة التي شاركت فيها خلال العام الماضي· وواجهت شركة (تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن)، وهي تمثل صندوقاً عمره عام واحد، هجوماً عنيفاً من أوساط محلية خبيرة ترى أن من غير الحكمة استثمار أمواله السائلة في حل مشاكل المؤسسات المالية الأميركية بدلاً من استخدامها في حل مشاكل الموسسات المالية الصينية خاصة سوق الأسهم الي يشهد حالة سقوط حرّ منذ اندلاع أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وانخفض المؤشر العام لتلك السوق بمعدل الثلثين منذ شهر أكتوبر الماضي· ويقول جي زهو أستاذ الاقتصاد في جامعة بكين للتكنولوجيا وإدارة الأعمال إنه بات من الواضح تماماً بالنسبة للصين أن شراء شركة متداعية في محاولة لإعادة نفخ الروح فيها بعد أن دفعتها أزمة الرهن العقاري للفظ روحها، هو استثمار فاشل· ويعد صندوق (تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن) المستثمر الصيني الأكثر نشاطاً في سوق وول ستريت· وسبق له أن استحوذ على حصة في مجموعة (بلاكستون جروب) مقابل 3 مليارات دولار بالإضافة لطرح اكتتاب أولي في شهر يونيو الماضى أفضى لخسارة الصندوف لنحو 46؟ من القيمة السوقية لحصته في المجموعة· وفي شهر ديسمبر الماضي، استثمر الصندوق الحكومي الصيني 5,6 مليار دولار في شراء حصة من أسهم بنك مورجان ستانلي التي سرعان ما فقدت بعد ذلك 25؟ من قيمتها بالرغم من أن اتفاقية الصفقة تتضمن حماية الصندوق من احتمالات التعرض للخسارة في هذه الصفقة· ثم تكرر هذا السيناريو مع العديد من الصناديق الصينية والكورية الجنوبية وغيرها وحيث ثبت أن الأموال الاستثمارية أصبحت بعد أزمة الرهن العقاري تتحرك ضمن بركة موحلة· ومع انهيار بنك ليمان براذرز، أصبحت الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة للصناديق السيادية لأن هذه الأزمة أضافت إلى المشكلة المالية بعداً سياسياً جعل من الصعب بالنسبة لمستثمر أجنبي أن يشترك في عملية الإنقاذ· ومقابل ذلك، عمدت الحكومة الأميركية إلى تقديم ضمانات للمتعاملين بالحد من تعرضهم للأخطار في حالة وقوع أزمات شبيهة بأزمة انهيار بنك ليمان براذرز· ونتيجة لهذه الأوضاع المقلقة، عمدت كبريات الصناديق السيادية الشرق أوسطية وخاصة منها تلك التي تتبع حكومات أبوظبي والكويت وقطر إلى تعليق معظم نشاطاتها الاستثمارية في الولايات المتحدة وأوروبا ريثما تتضح الصورة الحقيقية للوضع هناك· ويبدو أن هذه الصناديق فضلت العودة للاستثمار في أوطانها بعد أن أثبتت سلسلة الهزات المالية التي تعرضت لها الولايات المتحدة أن اقتصادها كالزجاج القابل للكسر· عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©