السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

10 مشاهد تكشف تفاصيل النجاح والإخفاق في «أولمبياد ريو»

10 مشاهد تكشف تفاصيل النجاح والإخفاق في «أولمبياد ريو»
19 أغسطس 2016 02:19
ريو دي جانيرو (الاتحاد) تقترب دورة الألعاب الأولمبية الـ 31 «ريو 2016» من خط النهاية، ولم يتبق سوى يومين فقط، ويودع أكثر من 10 آلاف رياضي المنافسات رسميا، ومع النهاية يظهر العديد من المشاهد على مدار 16 يوماً هي مدة المنافسات في الدورة، وهي المشاهد الأبرز في الدورة التي أثيرت حولها العديد من علامات الاستفهام ما بين النجاح والإخفاق في التنظيم والمسابقات، ومنها من كان حديث الساحة، وسيظل حتى اليوم الأخير، وقد رصدنا 10 مشاهد هي الأبرز حتى الآن. غياب الإبهار المشهد الأول جاء في حفل الافتتاح، والذي لم ينجح في الإبهار، والوصول إلى الدرجة التي ظهر فيها حفل افتتاح لندن 2012 أو بكين 2008 وانتظر العالم أن تنجح البرازيل في تقديم حفل نموذجي يفوق من شهده العالم في لندن، إلا أن الحفل جاء عكس التوقعات، وتحول إلى تراثي وتقليدي دار حول رؤية البرازيل لغاباتها المطيرة الشاسعة والطاقة الإبداعية لسكانها المتنوعين على أنغام موسيقى السامبا وبوسا نوفا، وتركز على ثقافة المناطق العشوائية، التي تطل على شواطئ ريو الشهيرة، وتحيط باستاد ماراكانا الذي يستضيف الافتتاح. وخرج الحفل الأولمبي من دائرة المنافسة، ولم يكن أمام البرازيل، التي تواجه متاعب مالية الكثير من الخيارات إلا تقديم عرض لا يعتمد على الطابع التراثي، وأثبت حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 أنه لا زال على قمة حفلات افتتاح الأولمبياد على مدار تاريخه، حيث يعد الأبرز والأفضل بشهادة الجميع. وأبهرت لندن العالم بتقديم أفضل عرض، كما وصفه الخبراء والمحللون والرياضيون، حيث كان رائعاً، واتسم بالتنوع والحيوية وربط التاريخ، وقد استمر لثلاث ساعات ونصف الساعة ليترك الجماهير متأثرة بما طرحه من أفكار مبتكرة على صعيد برامج حفلات الافتتاح. ودائما ما تترك حفلات الافتتاح طابعاً مميزاً بعد انتهائها، ويخرج الجميع بنتائج وأهداف إيجابية، بالإضافة إلى مكاسب معنوية ومادية ملموسة، من شأنها أن تحدث طفرة هائلة وتغيير جذريا في الانطباع المعروف عن تلك المناسبات، وعدم التعامل معها على أنها مجرد احتفالية فقط، وقد تجلى ذلك واضحا في أولمبياد بكين 2008، وصولاً إلى موسكو 1980 حين قام 6800 ولوس أنجلوس عام 1984، وسيول عام 1988. وبرشلونة عام 1992، بأحداث ظلت عالقة في الأذهان. برونزية تاريخية برزت الميدالية البرونزية التي حققها لاعبنا سيرجيو توما في وزن تحت 81 كجم في الجودو، وهي الميدالية الوحيدة التي خرجت بها بعثتنا، إلا أنها وضعت اسم الإمارات في جدول ترتيب الميداليات، ورغم مشاركة بعثتنا بـ 13 لاعبا ولاعبة إلا أن توما كان النجم الأبرز، والذي تحدث عنه العالم بأنه أعاد الإمارات إلى جدول الميداليات، بعد دورتين دون إنجاز، خاصة أن دورة أثينا 2004، ظهر اسم الإمارات في جدول الميداليات بالذهبية التي حققها الشيخ أحمد بن حشر في الرماية. عقبة التنظيم مثلت الجوانب التنظيمية عقبة كبيرة أمام الرياضيين، والذين لم يتوقفوا عن الشكاوى للجنة المنظمة طوال اجتماعات الوفود اليومية، خاصة مشكلة المواصلات والتنقل بين الملاعب، وحالة الفوضى التي عمت شبكة الحافلات التي تنقل الرياضيين، وعدم معرفة السائقين بأماكن المنافسات والتدريبات، بالإضافة إلى صعوبة التعامل معهم، نظراً لعدم معرفتهم باللغة الإنجليزية، ويتعاملون فقط باللغة البرتغالية. وتعتبر المشكلة المرورية، وتأخر الحافلات وسط الزحام في شوارع المدينة البرازيلية حديث الساعة لكل الوفود المشاركة في الحدث الأولمبي. فخ المنشطات تحولت مشاركة روسيا في ريو، إلى قضية كبيرة، ومشهد لا ينسى، وهو الحدث الذي كان مثار جدل كبير في العالم قبل بدء الأولمبياد، بعدما سقط عدد كبير من الرياضيين الروس في فخ المنشطات، وتحولت القضية إلى اللجنة الأولمبية الدولية، وأيضا إلى المحكمة الدولية «كاس»، وأدى الأمر إلى تقليص بعثة روسيا في ريو من 387 إلى 273 رياضياً، شاركوا في 30 لعبة، بعدما تم استبعاد 114 لاعبا، ووضعت اللجنة الأولمبية الدولية ثلاثة شروط من أجل السماح لرياضي روسيا بالمشاركة في ريو، وهي ألا يكون الرياضي عوقب سابقاً بسبب تناوله منشطات حتى ولو قضى عقوبة الإيقاف، وألا يكون اسمه ورد ضمن تقرير ماكلارين الذي كشف نظام التنشط المنظم والممنهج منذ 2011 في 30 رياضة بينها 20 من أصل 28 في دورة ريو، وأن يقدم اختبارات كشف منشطات سلبية وذات مصداقية. وحصدت روسيا في ريو 38 ميدالية ملونة، منها 12 ذهبية، و12 فضية، و14 برونزية. ولم يكن الروس وحدهم في دائرة المنشطات، بل خلال المنافسات قامت اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات «الوادا» بإجراء فحص لأكثر من 2000 رياضي، وسقطت في اختبار الفحص، السباحة الصينية تشين شيني وعداءة سباقات الموانع البلغارية سيلفيا دانيكوفا في اختبارات تعاطي المنشطات، كأول حالتين في الدورة. خوف ورعب تصدرت المخاوف الأمنية المشهد في الدورة، خاصة أن حوادث الخطف والقتل والسرقة منتشرة بشكل واسع في البرازيل بشكل عام، وهو ما دفع اللجنة المنظمة لعمل ترتيبات أمنية واسعة بوجود 85 ألف جندي لحراسة الدورة والرياضيين والمنشآت، ورغم ذلك لم تخل الدورة من حوادث، أبرزها اشتباه في حقيبة في مسار سباق الطريق للدراجات، وتعامل اللجنة المنظمة معها بتفجيرها عن بعد. وتعرضت حافلة تقل عدداً من الإعلاميين لإطلاق نار، وتعرض الإعلاميون لإصابات، كما اطلق النار في عدد من أماكن مختلفة في الدورة، منها مقر الإعلاميين في مسابقات الفروسية، وإطلاق نار عنيف من قبل الشرطة العسكرية بالقرب من ملعب ماراكانا. وانتشرت السرقات في الدورة، سواء بالنسبة للرياضيين أو الإعلاميين، ووصل الأمر إلى دخول اللصوص أماكن المنافسات وسرقة المقتنيات، وسجلت البعثة الأسترالية أول الحالات حين أعلنت كيتي تشيلر سرقة قمصان وجهاز حاسب آلي لفريق الدراجات بمقر القرية الأولمبية، كما تعرض أحد أفراد البعثة الصينية، وتم سرقة أجهزة الهواتف المحمولة وبعض المتعلقات الشخصية من مارتن رودفيت رئيس الوفد الدنماركي، والذي تقدم بنحو 150 شكوى منذ وصولهم إلى القرية، وتعرض مصور أسترالي للسرقة والاستيلاء على معداته التي بلغت قيمتها حوالي 10 آلاف دولار، وفقد العداء الصيني شي دونج بنج جهاز الحاسوب الخاص به. أحلام مشردة! خطف فريق الرياضيين اللاجئين الأضواء في ريو، ودخل ضمن المشاهد المهمة في الدورة، بعدما شارك تحت العلم الأولمبي، حيث ضم الفريق 10 رياضيين يمثلون 60 مليون لاجئ اختارتهم الأمم المتحدة للفت أنظار العالم لقضاياهم، وتأتي خطوة فريق اللاجئين من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، ورصدت اللجنة الأولمبية الدولية مليوني دولار لتغطية تكاليف إعداد اللاجئين العشرة للمشاركة في الأولمبياد. حصل اللاجئون العشرة على فرصة تاريخية للمشاركة في الأولمبياد، بعد أن تمت تصفيتهم من بين 43 لاجئاً اختارتهم اللجنة الأولمبية الدولية واللافت للنظر أن غالبيتهم من دول عربية، حيث شارك 5 رياضيين من جنوب السودان، واثنان من سوريا بجانب اثنين من الكونغو ولاعب واحد من إثيوبيا، وهؤلاء فروا من ويلات الحروب في بلادهم إلى بلدان أخرى، وغالبيتهم يعيش في أوروبا، وأبرزهم السباح السوري رامي الذي شارك في تصفيات سباق 100 متر سباحة فراشة، وحل في المركز 56، ومواطنته يسرى مارديني التي شاركت في منافسات السباحة، 200 متر حرة. وشارك 5 عدائين من جنوب السودان، هم ييتش بييل الذي خاض سباق 800 متر، وباولو لوكورو في سباق عدو 1500 متر، وعداء الـ 400 متر جيمس شيينجيك، وروز لوكونين في سباق 800 متر، وأنجلينا لوهاليث عداءة الـ 1500 متر. بطل وعلم أولمبي وسط المشاكل والإيقافات خرج أبطال وزينوا صدورهم بالميداليات دون أن تنسب هذه الميداليات إلى أوطانهم، هؤلاء هم أبطال الكويت الذين برزوا في ريو، في مشهد مهيب، وأكدوا أن المشاكل لا يمكن أن تعوق البطل عن تحقيق أهدافه، وهو ما حدث مع الرامي الذهبي فهيد الديحاني الذي شارك تحت العلم الأولمبي، باسم فريق «الرياضيون الأولمبيون المستقلون». ودخل الديحاني تاريخ الألعاب الأولمبية الحديث منذ انطلاق الألعاب الأولى في أثينا عام 1896، حينما أصبح أول رياضي مستقل ينال ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، ولا يتم رفع علم بلده الأصلي في الأولمبياد، وارتفع العلم الأولمبي عوضا عن علم الكويت. وغاب علم الكويت بسبب قرار اللجنة الأولمبية الدولية بإيقاف نشاط الرياضة الكويتية منذ أكتوبر 2015 لتعارض القوانين المحلية مع المواثيق والقوانين الرياضية الدولية، وبالتالي، فإن ذهبيته لا تحتسب لبلاده، وإنما بالعلم الأولمبي، وهو ما حرم الرامي الكويتي من سماع النشيد الوطني لبلاده كحال الرياضيين الأبطال، وهي سابقة تعد الأولى في تاريخ الأولمبياد، خاصة أن اللجنة الأولمبية الدولية سمحت للرياضيين للمشاركة تحت العلم الأولمبي، وهو ما حدث مع عدد من الرياضيين الكويتيين، وتواجد أبطال الكويت في مختلف الرياضات، بلا علم لبلادهم، وربما لم يشعر به الرياضيون الذين شاركوا وخرجوا من المنافسات مبكرا. جاءت الميدالية الذهبية التي حققها الديحاني في رماية الدبل تراب، لتؤكد أن البطل يشارك ويتألق في كل الظروف، وهي أول ميدالية ذهبية للرامي وللكويت، رغم أن الإنجاز ينسب إلى العلم الأولمبي، بعدما حققت الرياضة الكويتية برونزية أولمبياد 2000 وبرونزية أولمبياد 2012. وسار عبدالله الرشيدي في نفس اتجاه منصات التتويج، ونجح في الفوز بالميدالية البرونزية في مسابقة رماية الإسكيت ليضيف الميدالية الثانية في الدورة والرابعة في تاريخ الكويت. عملاق العصر خطف الجامايكي يوسين بولت أسرع رجل في العالم الأضواء في ريو، وكان المشهد الأبرز من بين كل النجوم التي شاركت في الدورة، واحتشدت الجماهير في الاستاد الأولمبي في كل السباقات التي شارك فيها خاصة سباق 100 متر الذي حسمه بسهولة والابتسامة لا تفارق وجهه. ويستحق بولت لقب عملاق العصر الحديث وبطل ثلاثي في سباق 100 متر في أم الألعاب، حيث لم تكن ريو محطة انطلاقة له، بل كانت استمراراً للنجومية التي حققها في الدورات الأولمبية السابقة. وحظي بولت بدعم هائل من الجماهير طوال المنافسات وخلال التتويج، وكان النجم الجامايكي الذي يكمل الثلاثين من عمره بعد غد، مع حفل ختام ريو، قد حقق الذهبيات الثلاث لسباقات 100 متر، و200 متر، و4 × 100 متر في كل من دورتي بكين 2008 ولندن 2012 وهو إنجاز غير مسبوق. ويتطلع بولت، المتوج بطلاً للعالم 11 مرة، إلى تعزيز هذا الإنجاز، حيث لم يخسر أي سباق منذ أن احتل المركز الثاني خلف الأميركي تايسون جاي في سباق 200 متر ببطولة العالم 2007، لكنه أقصي من نهائي سباق 100 متر في بطولة العالم 2011 بسبب ارتكاب خطأ في الانطلاق. اعتزال الأسطورة غادر أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيليبس حوض السباحة الأولمبي للمرة الأخيرة، في أهم وأصعب المشاهد، بعدما أعلن اعتزاله، وكتب أبرز الرياضيين في تاريخ الأولمبياد نهاية رائعة لمشواره الأولمبي، بعد أن قاد منتخب بلاده للفوز بسباق 4 × 100 متر تتابع متنوع للرجال ليرفع رصيده من الميداليات في ريو لست ميداليات، خمس ذهبيات، وفضية ليرفع عدد الميداليات التي حققها إلى 28 ميدالية أولمبية، منها 23 ميدالية ذهبية، وثلاث فضيات وبرونزيتان ليحطم كل نظريات الرياضة، ويصبح حدثا ربما قد لا يتكرر في التاريخ. لم يتمالك فيليبس نفسه، ولم يستطع أن يحجب دموعه التي انهمرت، وهو يتسلم الميدالية الذهبية الأخيرة، لأنه أدرك أنها النهاية الطبيعية لكل رياضي، ولابد أن يأتي يوما للاعتزال، ورغم أن السباح الأميركي المخضرم تراجع عن الاعتزال بعد أولمبياد لندن 2012، إلا أنه أعلن أنها المرة الأخيرة التي سيشارك فيها في الأولمبياد أو أي بطولة أخرى. وكان بكاء فيليبس بسبب التشجيع الجماهيري الكبير له، والذي وصفه بأنه اكبر تشجيع له في حياته، ولم ير مثله طوال مسيرته، بعدما تجمعت الجماهير لوداعه في المشهد الأخير. الفيروس الكاذب مع بدء منافسات الدورة في الملاعب، اختفى الحديث عن فيروس زيكا الذي كان يهدد الرياضيين لفترات طويلة قبل الدورة، ودخل ضمن مشاهد الأولمبياد وشغل حيزاً كبيراً من ترتيباتهم الصحية، في الوقت الذي انسحب عدد من النجوم في ألعاب مختلفة بسبب الخوف من الفيروس الذي تحول إلى «وهم كاذب» مع الاحتياطات الكبيرة التي لجأت إليها اللجنة المنظمة للدورة، كما أن توقيت المنافسات خلال فترة الشتاء الذي يتراجع فيه البعوض الحامل للفيروس، خاصة مع الأمطار وانخفاض درجات الحرارة. ورغم الإعلان عن الآلاف من حالات الإصابة بالفيروس خلال الشهور الحارة، فإن المدينة البرازيلية لم تتضرر بشدة من الفيروس مثلما حدث في شمال شرق البرازيل لأسباب لا يفهمها العلماء والحكومة حتى الآن. ولم تتقدم أية بعثة بشكوى للجنة المنظمة عن وجود مشكلة في انتشار البعوض، كما أن عدداً كبيراً من الرياضيين رحلوا بمجرد انتهاء منافساتهم، خوفاً من النواحي الأمنية وانتشار الفيروس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©