السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المركزي يطالب البنوك بالكشف عن استثمارات لها في ليمان

المركزي يطالب البنوك بالكشف عن استثمارات لها في ليمان
18 سبتمبر 2008 01:25
طالب البنك المركزي المصارف المحلية بالإعلان عن أية استثمارات تابعة لها في بنك ليمان براذارز الأميركي المنهار، وفي آخر تطور مرتبط بقضايا الإفلاس التي تؤزم الأوضاع المالية في الولايات المتحدة وتهوي بأسواق العالم· يأتي ذلك فيما أكدت مصادر رسمية متطابقة أن بنك ليمان الاستثماري الأميركي الذي أعلن إفلاسه قبل يومين يملك محفظة استثمارية في أسواق المال المحلية تقدر بنحو 50 مليون درهم، ربما تم تسييلها خلال الجلسات الأخيرة التي سيطرت فيها الانخفاضات الحادة على أداء السوق· وقال مصدر مسؤول طلب عدم نشر اسمه إن محفظة رابع أكبر البنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة تعمل في السوق منذ فترة، متوقعا أن يكون تسييلها بالكامل تم الأسبوع الحالي، الذي فقدت السوق المحلية خلال أول ثلاث جلسات فيه قرابة 45 مليار درهم من قيمتها على إثر موجات بيع مصحوبة بالذعر، قبل أن تسترد جزءا من عافيتها أمس· وقال الدكتور همام الشماع مستشار شركة الفجر للأوراق المالية إن ''ليمان براذرز لديه محفظة استثمارية في السوق المحلية لكنها محفظة صغيرة نسبيا ومعظم استثماراتها في سوق دبي المالي''· وكان المصرف المركزي أعلن الاثنين الماضي أن 90% من الأموال الساخنة وأموال المضاربة التي دخلت السوق المحلية قد انسحبت· واوضح الدكتور الشماع أن صافي عمليات البيع للاجانب على أسهم عدة شركات قيادية كانت ملفتة للانتباه خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الحالي· وبين الشماع أن صافي مبيعات الأجانب على سهم الدار العقارية بلغ 9 ملايين سهم كمحصلة بيع سالبة بتاريخ 14 سبتمبر ثم ارتفع الى 23,5 مليون سهم بتاريخ 15 سبتمبر و20,8 مليون سهم بتاريخ 16 سبتمبر، أما شركة صروح العقارية فقد بلغت محصلة البيع السالبة على أسهمها ايضا نحو 5,5 مليون سهم في يوم الأحد الماضي و8,5 مليون سهم يوم الاثنين و14,7 مليون سهم أمس· وفي سوق دبي، سجلت التداولات محصلة بيع سالبة للأجانب على أسهم إعمار العقارية بلغت 11 مليون سهم يوم الأحد الماضي ثم تقلصت الى 5,4 مليون سهم يوم الاثنين الماضي وبلغت 4,2 مليون سهم أمس· إلى ذلك، قال المصدر : ''المشكلة تكمن في أن الكثير من البنوك ومؤسسات الاستثمار العالمية متداخلة ومتشابكة في استثماراتها ولذلك فإن افلاس بنك ليمان براذارز العملاق أثر على عشرات البنوك والشركات الأخرى التي قامت بتسييل محافظها الاستثمارية اما بشكل احترازي او لتغطية الخسائر التي تكبدتها بسبب افلاس البنك''· وكان ماليون أكدوا لـ''الاتحاد'' أمس الأول أن البنوك المحلية بمنأى عن أزمة ليمان ولكنها تهدد أرباح الصناديق الاستثمارية والمحافظ المحلية التي تستثمر في الأسواق الآخذة بتكبد الخسائر· أما شركة ميريل لينش التي انقذها بانك أوف أميركا من الإفلاس فلديها محافظ كبيرة ومهمة في كلا السوقين، بحسب الشماع· وكان بنك ليمان براذارز أعلن أفلاسه الاثنين الماضي بعد أن فشل في الحصول على منقذ مالي يؤمن له السيولة اللازمة التي تمكنه من الاستمرار وتساعده على تغطية مراكزه المكشوفة وتزامن ذلك مع موافقة ميريل لينش على صفقة يسمح بموجبها الاستحواذ عليه من قبل بنك اوف اميركا فيما تعرضت شركة اميركان انترناشيونال غروب للتأمين لضغوط كبيرة اول أمس بعد أن خفضت وكالات التصنيف الائتماني تصنيف دين الشركة وهي تكافح من أجل النجاة من خطر الافلاس· والقت أزمة القطاع المصرفي الأميركي بظلالها على أسواق المال المحلية خلال الأيام القليلة الماضية وسط خشية من الإعلان عن مزيد من حالات الإفلاس في السوق الأميركية لبنوك وشركات تأمين ومؤسسات استثمار مالية كبرى يمكن أن تمس مصالح الشركات الاستثمارية والبنوك المحلية بشكل مباشر· وتقوم صناديق الاستثمار الأجنبية بعمليات تسييل لتغطية خسائرها او مراكزها المكشوفة نتيجة استثماراتها في الشركات المفلسة أو في صناديق مشتركة او متداخلة مع استثمارات وصناديق الشركات المفلسة· وقال مستشار السوق المالي الداخلي في بنك أبوظبي الوطني زياد الدباس إن ''مبيعات الأجانب في اسواق المال المحلية تطغى على مشترياتهم''· وبين أن عمليات البيع من قبل الأجانب زادت لسبب مرتبط بأزمة الاقتصاد العالمي وافلاس بنك ليمان براذرز وازمة ميريل لينش البنك الاستثماري الذي يدير صناديق استثمار كبيرة· وأشار الى ان بعض المحافظ الأجنبية باعت على المكشوف ثم عادت للشراء لتغطية مراكزها كما ان تراجع الاسعار الى مستويات متدنية شجع بعض المحافظ والمستثمرين المحليين على الشراء· وقال الدباس إن جزءا من المبيعات التي شهدتها أسواق المال المحلية خلال الأيام القليلة الماضية كان من جراء عمليات تسييل قامت بها صناديق وشركات البنوك التي افلست او معرضة للإفلاس، لكن ليست هي الحاسمة، بل أن هناك عمليات تسييل من أكثر من جهة، والسبب ارتباط الاقتصاد المحلي مع الاقتصاد العالمي· وهناك احتمال ان تكون الأمور وصلت الى أسوأ أوضاعها، بحسب الشماع، وبالتالي تكون انتهت موجة البيع من قبل الأجانب بعد افلاس ليمان براذارز والاستحواذ على ميريل لينش من قبل بنك أوف اميريكا· اما الاحتمال الثاني، فهو أن تكون المحافظ الأجنبية تركت الأسواق تلتقط انفاسها لتعاود الدخول في موجة بيع جديدة بأسعار افضل من تلك المتاحة خلال الأيام الثلاثة الماضية· وقال الدباس : ''عندما تشعر المحافظ بوجود مخاطر كبيرة تلجأ الى التسييل من اجل الحصول على السيولة التي تمنحها الفرصة للدخول في الوقت المناسب او استغلال الفرص الاستثمارية الأخرى المتوفرة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©