أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن طائرة بدون طيار طراز "بريديتور" شنت أمس، أول غارة في ليبيا بعد يوم على إصدار البيت الأبيض أوامر باستخدامها في الأجواء الليبية لمساعدة الثوار المسلحين في التصدي للقوات الموالية للعقيد معمر القذافي، لكن الوزارة لم تقدم مزيداً من التفاصيل بشأن الضربة واكتفت بالقول إنها تمت قبل ظهر أمس بالتوقيت المحلي في ليبيا. بالتوازي، قصفت طائرات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" هدفاً قرب مجمع الزعيم الليبي بباب العزيزية وسط العاصمة طرابلس في ساعة مبكرة صباح أمس وصفته الحكومة بأنه ساحة لانتظار السيارات قائلة إنه أوقع 3 قتلى، بينما أبلغ مراسلون رويترز بأنه يبدو وكأنه مخبأ تحت الأرض. وجاء قصف الناتو وسط طرابلس أمس بعد ساعات من سماع دوي انفجارات عدة وسط طرابلس مساء أمس الأول حيث شهدت أجواء المدينة تحليقاً كثيفاً لمقاتلات التحالف الدولي وتلتها سلسلة أخرى من الانفجارات ونيران مضادة على ما يبدو، بحسب صحفيين لوكالة فرانس برس. وفي المنطقة الجبلية الغربية، أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية "جانا" أن مقاتلات الناتو شنت الليلة قبل الماضية غارات على موقعين بمدينة الزنتان حيث تتكثف المواجهات مع الثوار الذين يسيطرون على أماكن عدة في المنطقة، متحدثة عن سقوط قتيلين و3 جرحى آخرين.
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ذكر الخميس الماضي أن طائرة بدون طيار ستستخدم في ليبيا لشن هجمات بصواريخ "هلفاير" على قوات الزعيم الليبي. وقال الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن الخطة تدعو للاحتفاظ بدوريتين من طائرات بريديتور المسلحة في أي وقت محدد مما يسمح بمراقبة واستهداف أفضل لقوات القذافي. والطائرات متمركزة في المنطقة لكنها تنطلق عادة بأجهزة تحكم عن بعد يستخدمها طيارون في الولايات المتحدة. أكد مسؤولون أميركيون أن طائرات بريديتور المستخدمة في ليبيا لم تنقل من أفغانستان، حيث تنتشر أخرى يستخدمها الجيش الأميركي لاستهداف متشددين على طول الحدود الباكستانية - الأفغانية. وقال متحدث عسكري أميركي في رسالة إلكترونية "نفذت طائرة بدون طيار أول غارة في ليبيا بعيد ظهر اليوم (السبت) بالتوقيت المحلي". وأضاف أنه لن يكشف تفاصيل إضافية عن هدف الغارة أو المنطقة التي نفذت فيها، قائلاً "لن نقدم كالعادة أي تفاصيل إضافية".
وبالتوازي، أفاد موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أن 3 أشخاص قتلوا إثر انفجار قوي جداً نجم عن غارة لمقاتلات الناتو استهدفت منطقة قرب مجمع القذافي في باب العزيزية في الساعات الأولى صباح أمس. وقال مراسلون لرويترز إن سيارات كانت متوقفة في الأرض الفضاء ولكن المنطقة يحيط بها جدار وتحرسها أبراج مراقبة وجنود مما يشير إلى أنها ليست مجرد أرض فضاء. ورأى المراسلون حفرتين كبيرتين في الأرض حيث بعثرت القنابل طبقة من التراب تلتها طبقة من الاسمنت المسلح لاختراق ما يبدو إنه مخبأ تحت الأرض. وتصاعد الدخان من إحدى الحفرتين وكانت صناديق ذخيرة موجودة في مكان قريب. وذكر إبراهيم أن المنطقة غير مستخدمة وأن صناديق الذخيرة كانت فارغة. وسمع مراسلو رويترز ازيز طائرات تحلق فوق المدينة وشعروا بهدير هز الجدران والنوافذ. وقالت جهات رسمية رافقت مراسلين صحفيين إلى موقع الانفجار إنه "موقف" للسيارات، في حين أفاد مسؤولون آخرون أنها "مجار لتصريف المياه"، دون أن يشيروا إلى سقوط ضحايا. ويرى المعارضون الليبيون أن قوات الناتو صعدت على ما يبدو هجماتها على المناطق التي يسيطر عليها القذافي في الأيام الأخيرة.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء الليبية "جانا" أن حلف الناتو شن الليلة قبل الماضية، غارات على مدينة الزنتان (150 كلم جنوب غرب طرابلس) أسفرت عن سقوط قتيلين و3 جرحى. وقالت جانا إن موقعين مدنيين في منطقة الزنتان حيث تتكثف المواجهات مع الثوار الذين يسيطرون على أماكن عدة منها، تعرضا مساء أمس الأول، "للقصف العدواني للحلف" ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح 3 آخرين. ولم توضح الوكالة التي نقلت عن مصدر عسكري، طبيعة الأهداف التي تعرضت للقصف في المنطقة.
ومنذ بضعة أيام، يشير سكان المنطقة إلى تصاعد حدة المعارك مع محاولات قوات القذافي المتمركزة عند الجبل لقطع الاتصالات بين مختلف أرجاء هذه المنطقة الجبلية التي ثارت منذ انطلاق التحركات الاحتجاجية ضد النظام. وتمتد المنطقة على أكثر من 150 كلم بين يفرن شرقاً ونالوت قرب الحدود التونسية حيث سيطر الثوار صباح الخميس الماضي، على أحد أبرز المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس.
إلى ذلك، أعلن الناتو أن مقاتلاته نفذت 59 مهمة قتالية على ليبيا أمس الأول. وقال الحلف في بروكسل أمس، إن هذه القاذفات دمرت قرب طرابلس مقرين تحت الأرض تابعين لقيادة القوات الموالية للعقيد القذافي. وأضاف أن طائراته دمرت في منطقة غير بعيدة عن مصراته، 3 مدرعات ورادارين للدفاع الجوي ومخبأ تحت الأرض.
كما دمرت 3 مخازن للذخيرة تحت الأرض والعديد من المباني في منطقة بشمال غرب البلاد وعلى مسافة غير بعيدة من مدينتي زنتان ومزدة. وذكر الحلف أنه دمر عربتين مدرعتين بالقرب من راس لانوف النفطية أهم المدن النفطية في ليبيا. وقال الحلف إن إجمالي عدد المهمات القتالية التي نفذت في إطار عملية "الحامي المشترك" فوق ليبيا منذ توليه قيادة العملية في 31 مارس المنصرم، بلغ 1432 مهمة.
عدد اليوم
