الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«قاهر الطليان» على المائدة «البرتقالية»

«قاهر الطليان» على المائدة «البرتقالية»
28 يونيو 2010 00:44
ستكون الطريق ممهدة أمام هولندا لموقعة ثأرية محتملة مع البرازيل عندما تواجه سلوفاكيا اليوم على ملعب “موزيس مابهيدا ستاديوم” في دوربن ضمن الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010 وسيكون المنتخب البرتقالي مرشحا فوق العادة من أجل أن يضع حداً لمغامرة نظيره السلوفاكي الذي بلغ الدور الثاني للمرة الأولى بعد انحلال عقد تشيكوسلوفاكيا، وذلك بعدما جرد المنتخب الإيطالي من لقبه بطلاً للعالم وتأهل على حسابه بالفوز عليه 2-3 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة. وقد يرى البعض أن المنتخب السلوفاكي قادر على تحقيق مفاجأة مدوية أخرى يضيفها إلى إطاحته بأبطال العالم، لكن واقع الأمور يؤكد أن منتخب فلاديمير فايس ليس بالفريق القادر على تحقيق هذا الأمر وهو نجح في بلوغ الدور الثاني بسبب المستوى المتواضع الذي ظهر به “الآزوري” منذ الجولة الأولى أمام باراجواي، ولو نجح رجال المدرب مارتشيلو ليبي في تقديم المستوى الذي أظهروه في ربع الساعة الأخير قبل أن يقولوا “اريفيدرتشي” للعرس الكروي العالمي، لما كنا نتحدث عن مواجهة هولندية- سلوفاكية في الدور الثاني. وما يعزز فرضية أن الهولنديين سيخرجون فائزين من مواجهة اليوم هو أن المنتخب “البرتقالي” الحالي مختلف تماماً عن المنتخبات السابقة التي تميزت بأسلوب السهل الممتنع دون أن تنجح في تحقيق النتائج المرجوة كما حصل في كأس أوروبا 2008 عندما اكتسح رجال المدرب ماركو فان باستن الإيطاليين والفرنسيين في دور المجموعات قبل أن يودعوا في ربع النهائي على يد الروس. وقد تكون هولندا “أقوى منتخب لم يحرز المونديال”، لكنها كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلام هذه الدولة الصغيرة البالغة مساحتها 41 ألف كلم مربع فقط، عندما بلغت النهائي مرتين وخسرت بفارق بسيط أمام ألمانيا الغربية 2-1 عام 1974 والأرجنتين 3-1 بعد تمديد الوقت عام 1978. لطالما كان المنتخب الهولندي يقدم مستويات رائعة واستعراضية، لكنه يعاني من هبوط مفاجىء في مواجهاته الحاسمة ومن ضعف ذهني، لكن هذا لا يمنعه من نيل لقب المنتخب صاحب العروض الأكثر جمالية في القارة الأوروبية، نظراً للعبه الهجومي الصريح الذي تبلور في سبعينيات القرن الماضي في فترة إشراف المدرب الراحل “الجنرال” رينوس ميكلز على منتخب “الطواحين” ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يمنحه لقب “مدرب القرن” عام 1999، لكن فان مارفييك فرض، على اقله حتى الآن، معادلة هولندية جديدة أعطت مفعولها في التصفيات عندما كان “البرتقالي” من أول المنتخبات التي حجزت مكانها في النهائيات، ثم في الدور الأول عندما لعب بطريقة واقعية تماما دون المبالغة في الاندفاع الهجومي التقليدي، فتخلص من الدنمارك (2 - صفر) ثم اليابان (1 - صفر) ثم الكاميرون (1-2). ويأمل الهولنديون أن تعطي الواقعية التي يعتمدها مدربهم فان مارفييك ثمارها وأن يتجنبوا سيناريو مشاركتهم الأخيرة في العرس الكروي عندما ودعوا من الدور الثاني على يد البرتغال، وذلك من خلال حسم مواجهتهم الأولى على الإطلاق مع سلوفاكيا المستقلة، علماً بأنهم تواجهوا مع تشيكوسلوفاكيا خلال الدور الأول من مونديال 1938 وخسروا صفر- 3 بعد التمديد، وفي نهائيات كأس أوروبا 1976 و1980 فخسروا في نصف النهائي 3-1 بعد التمديد وفي الدور الأول وتعادلا 1-1 على التوالي. وفي حال نجح المنتخب البرتقالي الباحث عن بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاما وإحراز اللقب لأول مرة في تاريخه لمحو صورة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية، في تخطي نظيره السلوفاكي سيضرب موعداً محتملاً في ربع النهائي مع نظيره البرازيلي الذي يواجه تشيلي في الدور الثاني، وذلك في إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما فاز “سيلسياو” بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقه إلى النهائي حيث خسر أمام فرنسا المضيفة صفر- 3 وربع نهائي 1994 عندما فاز “سيليساو” أيضاً 2-3 في طريقه للفوز باللقب على حساب إيطاليا. من المؤكد أن هولندا تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال ألمانيا 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008 انطلاقا من بوابة سلوفاكيا، وسيتمكن فان مارفييك من الاعتماد مجددا على النجم المميز اريين روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام المجر، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة أمام الكاميرون. وعلق روبن المتوج بثنائية الدوري والكأس الألمانيين مع بايرن ميونيخ على عودته إلى المنتخب البرتقالي، قائلاً في حديث لموقع الاتحاد الدولي “أنا سعيد، سعيد جداً. اعتقد بأنكم تعلمون الجهد الذي بذلته من أجل تحقيق ذلك، وبالتالي فان خوضي المباراة كان أمراً متميزاً بالنسبة لي، كانت تجربة رائعة ومتعة كبيرة أن أشارك في نهائيات كأس العالم، شعرت باني شفيت تماماً وكنت جاهزاً لخوض هذه المباراة فوق المستطيل الأخضر، لم أشعر بالإصابة إطلاقاً، أنا جاهز للمساهمة في خط الهجوم”. وتحدث روبن عن المفاجأة التي حققتها سلوفاكيا على حساب إيطاليا “ربما شكل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لكثيرين، لكن سلوفاكيا تملك منتخباً جيد جداً، لقد أثبتت ذلك في السابق، وكررت هذا الأمر هنا، كما أن المنتخبات الصغيرة أثبتت بأنها لم تعد كذلك في عالم كرة القدم، لقد كسب المنتخب السلوفاكي احترام الجميع، وليس وارداً على الإطلاق أن نستخف به، لقد كنا صريحين منذ بداية البطولة باننا سنقارب كل مباراة على حدة، والآن سنركز جهودنا على سلوفاكيا وسلوفاكيا وحدها، أنا أتطلع لهذه المواجهة”. أما زميله رافايل فان در فارت فرأى بان بإمكان المنتخب الهولندي أن يذهب حتى النهاية، مضيفاً “سلوفاكيا فريق جيد وستكون خصماً صعباً، نحن فزنا بمجموعتنا وحصلنا على تسع نقاط ونحن سعداء بما حققناه، أنا أؤمن بأننا سنصل إلى النهائي”. وفي المعسكر الآخر، فمن المؤكد أن سلوفاكيا سطرت اسمها في سجلات العرس الكروي بالدولة المسؤولة عن إقصاء أبطال العالم، وهو إنجاز كبير لرجال فلاديمير فايس الذي قال بعد التأهل إلى الدور الثاني: “انه أحد أجمل الأيام في حياتي، أنا فخور جدا لما حققه لاعبو فريقي, لقد قدموا مباراة رائعة”. وأضاف “الشعب السلوفاكي بأسره سعيد، انه يوم رائع بالنسبة إلينا، قبل المباراة كنا تحت ضغط قوي ولقد تحضرنا جيداً مع الجهاز الفني واللاعبين. بعد ولادة ابني، هذا اليوم هو الأسعد في حياتي، اشكر جميع أنصار المنتخب السلوفاكي الذين قدموا إلى جنوب افريقيا لمؤازرتنا، أنا فخور جداً بفريقي لقد لعب جميع أعضاء الفريق بمستوى عال جداً طوال 80 دقيقة خصوصا أننا كنا نواجه أبطال العالم، عانينا من ضغط كبير في ربع الساعة الأخير لكننا خرجنا فائزين في النهاية”. وتمكن لاعبو المنتخب السلوفاكي من التفوق على انفسهم لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، ولعب روبرت فيتيك دور البطل بتسجيله هدفين من أصل أهداف بلاده الثلاثة في مرمى الإيطاليين، وهو علق على ما حققه قائلاً لموقع الاتحاد الدولي “انه إنجاز عظيم، لقد تخطينا حدود إمكانيات الكرة السلوفاكية، لم نجرؤ على الحلم بهذا الأمر، أنا سعيد جداً، لقد أثبتنا قدرتنا على تحقيق أشياء كبيرة، لا يهم عندي أدائي، وحده المنتخب يهمني”، ويبقى أن نرى إذا ستستمر أفراح سلوفاكيا وفايس الأب والابن، أو ستنتهي المغامرة عند حدود المد “البرتقالي”. أرقام وإحصائيات المواجهة الأولى بين المنتخبين في جميع المسابقات ومختلف الفئات العمرية. تعتبر المباراة رقم 40 لهولندا في النهائيات، وهي سجلت حتى الآن 19 انتصاراً مقابل 10 تعادلات و10 هزائم. الفوز الذي حققته هولندا على الكاميرون (2 - 1) في الجولة الأخيرة من الدور الأول، يمثل المباراة العاشرة على التوالي للمنتخب “البرتقالي” دون هزيمة في دور المجموعات (7 انتصارات و3 تعادلات)، وتعود الهزيمة الأخيرة له إلى مونديال 1994 عندما خسر أمام بلجيكا صفر - 1. سجل المنتخب الهولندي رقماً قياسياً محلياً من حيث عدد المباريات التي خاضها حتى الآن دون هزيمة وهي 22 مباراة على التوالي بدأت مع الفوز على مقدونيا في 10 سبتمبر 2008 وتعود هزيمته الأخيرة إلى 6 سبتمبر 2008 عندما خسر أمام أستراليا 1 - 2 وحقق رجال المدرب بيرت فان مارفييك 17 انتصاراً مقابل 5 تعادلات منذ حينها. خرج المنتخب البرتقالي فائزاً في مبارياته الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته. بعد تسجيله في مرمى الكاميرون أصبح روبن فان بيرسي رابع لاعب هولندي يسجل في نسختين مختلفتين بعد جوني ريب ودينيس برجكامب وروب ريزينبرينك. لم يفز المنتخب الهولندي بأي مباراة في النهائيات احتكم فيها إلى التمديد، إذ خسر أمام تشيكوسلوفاكيا صفر - 3 في الدور الأول لمونديال 1938 ثم نهائي مونديال 1978 أمام الأرجنتين 1 - 3 ونصف نهائي مونديال 1998 أمام البرازيل بركلات الترجيح. هذه المرة السابعة في تاريخ النهائيات التي ينجح فيها منتخب في أول مشاركة له بالتأهل إلى الدور الثاني. وحذت سلوفاكيا حذو أوكرانيا (2006) والسنغال (2002) وكرواتيا (1998) والسعودية (1998) ونيجيريا (1994) وجمهورية إيرلندا (1990) والدنمارك (1986). حقائق عن المباراة مكان المباراة : ستاد موسيس مابيدا في دربان. سعة الاستاد : 69 ألف متفرج. الحكم : الإسباني البرتو أونديانو. التصنيف العالمي للفريقين : هولندا في المركز الرابع وسلوفاكيا في المركز 34. التشكيلة المحتملة للمنتخبين : تلعب هولندا بطريقة 4 - 5 - 1، التشكيلة المحتملة، مارتن ستيكلنبرج.. جريجوري فان دير فيل.. جون هيتينجا.. يوريس ماتيسن.. جيوفاني فان برونكهورست.. ديرك كاوت.. مارك فان بومل.. نايجل دي يونج .. رفائيل فان دير فارت.. ويسلي سنايدر.. روبن فان بيرسي. المدرب : بيرت فان مارفيك. تلعب سلوفاكيا بطريقة 4 - 4 - 2 ، التشكيلة المحتملة.. يان موتشا.. بيتر بيكاريك.. مارتن سكرتل.. يان دوريتسا.. رادوسلاف زابانفيك.. كميل كوبونيك.. ميروسلاف ستوك.. ماريك هامسيك.. يوراي كوتسكا.. ايريك يندريسك.. روبرت فيتك. المدرب : فلاديمير فايس. الإيقاف: زدينو شتربا. التغييرات المحتملة : من المرجح أن يحافظ فلاديمير فايس مدرب سلوفاكيا على التشكيلة نفسها التي حققت فوزاً مفاجئاً 3 - 2 على إيطاليا وهي المباراة التي تألق فيها لاعبون مثل يوراي كوتسكا وميروسلاف ستوك وايريك يندريسك. وفي غياب زدينو شتربا الموقوف ستذهب مهام لاعب الوسط المدافع إلى كميل كوبونيك البالغ عمره 26 عاماً. حقائق أساسية: عادل روبرت فيتك رقم اللاعب المعتزل سيلارد نيميت في أكثر عدد من الأهداف مع منتخب سلوفاكيا (22 هدفاً) بعد هدفيه في شباك إيطاليا. وقد يصبح فيتك أكبر هداف في تاريخ البلاد إذا سجل ضد هولندا.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©