الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الفلاسي يعبر عن القيم الإنسانية بعدسة الكاميرا

حمد الفلاسي يعبر عن القيم الإنسانية بعدسة الكاميرا
20 ابريل 2012
المصور الفوتوغرافي حمد الفلاسي طبيب إماراتي من مواليد دبي عام 1979، حاصل على بكالوريوس طب وجراحة عامة من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وماجستير في الرعاية الطبية من جامعة بوكوني بميلانو في إيطاليا، شغف بفن الضوء الذي يعتبره وسيلة مرنة في التعبير والبوح عن فكرة، عدا عن كونه المحطة التي يلجأ إليها لتجديد نشاطه والتخلص من ضغوط العمل المستمر، معتمدا في أعماله على نهج “الفن المفاهيمي”، ومحاولا بلورة فكره بطريقة مبتكرة تعبر بصدق عن مجموعة من المفاهيم الإنسانية التي تجول في خاطره، أو يرها ماثلة أمامه من خلال سلوك معين، أو نقاش وحوار يتبادل بين الأفراد، يستنبط من خلاله فكرة ما، ليظهره بعمل فني بارع وجذاب تتوحد فيه عناصر النجاح. خولة علي (دبي) - يعتبر المصور حمد الفلاسي فن التصوير وسيلة مهمة لا يمكن أن تبقى بمعزل عن إرادة المرء في التعبير عن أفكاره وآرائه ونظرته لمحيطه وكل ما يعتريه من مواقف وأحداث توقف عندها، فتفيض في أعماقه مكنونات موهبته الفنية ورغبته في إظهارها والتعبير عنها من خلال مشاهد أو صور، تجمع بين التصوير والتصميم وفكرة خيالية مبتكرة، مع إتقان في التنفيذ حتى تتجلى الفكرة والرسالة التي يحاول أن يعبر عنه الفنان من خلال عملية بلورة الفكرة التي اجتاحت نفسه، بعمل فني متميز تتجلى فيه الفكرة الإبداعية، التي تحمل تعابير مختلفة تحاكي مشاعر إنسانية متباينة فهي تنطق بالحب، والوفاء والتسامح تارة، وتعبر عن الغرابة والإرادة والتحدي والرغبة في الاستمرار والبقاء تارة أخرى. الحلول الرقمية باستخدام نهج “الفن المفاهيمي” يعبر الفلاسي عما يعتري الحياة من صراعات يومية، يمكن ألا يكترث بها المرء، ولكنها تستوقفه بما تحمله من فكرة مجسدة تنتظر من يعيد النظر إليها، ويحاول استقراءها جيدا حتى يدرك المغزى الذي يرمى إليه الفنان من خلال عمله. حول بداية طرقه هذه البوابة، قائلا “جاءت علاقتي بعالم الضوء مصادفة، بعد أن أنهيت دراستي الطبية، التي كانت بمثابة مهنة لي في حياتي العملية، أما التصوير فاعتبره مساحة للراحة وحيز من الإبداع أعكس فيه أفكاري واهتماماتي الفنية، في تدوين العالم من حولي من خلال حبس الظل. وكانت انطلاقتي في فن التصوير في أواخر عام 2004 حيث كنت كغيري مفتونا بالحلول الرقمية إذ قمت بامتلاك أول كاميرا رقمية التقط بها تفاصيل الحياة من حولي بكافة أشكاله وصوره، وهذه الكاميرا التي أعتبرها رفيقتي أيضا في السفر، فأجدني أحمالها في الحل والترحال، فكنت شغوف بالتقاط كل من يصادفني وما يجذب اهتمامي من مشاهد ومناظر، ولكن مع التجارب الكثيرة في التعامل مع كاميرا التصوير، الأمر الذي انعكس على صقل مهارتي في التعاطي مع المنظر والمشهد محاولا قراءته وإظهاره بالفكرة التي تلوح في ذهني، وشيئا فشيئا أصبح لدي نهج أكثر شمولية في تحديد النمط والأسلوب الخاص بي”. يضيف “تعلمت تقنية التصوير بنفسي وأعتمد على مداراتي الفكرية والفنية لتقنيين ذلك. وكثيرا ما أعبر عن أفكاري وآرائي في الحياة بطريقة فنية فاعتبر العمل الفني، أقرب وسيلة في نشر رسالة وفكر ومعين بطريقة غير مباشرة، ويبقى لها صدى وتأثير ملحوظ على المتلقين، فالتصوير الفوتوغرافي الرقمي هو الوسط الفني الرئيس لعرض أفكاري مع ربط عملي الفني بحكمة أو قصيدة شخصية”. ويتابع “أعمالي تسير على نهج فن التصوير المفاهيمي القائم على عرض الفكرة بطريقة غير تقليدية مستخدم الشخوص والأدوات التي تعبر عن واقع الحياة ولكن بفكرة ومنظور مبتكر. وعادة ما تطرح أعمالي رسائل غير مباشرة وغامضة تطلب من المتلقي الدلو بتفسيره الخاص ومحاول فك شفرته. من خلال استنباط فكرتها من الحوارات اليومية وتبادل أطراف الحديث مع الأشخاص المحيطين بي سواء في المنزل في العمل أو مع أقراني مما تفتح أمامي شتى المواضيع الفكرية والتي تقودني في نهاية الأمر إلى عكسه بلغة فنية متمثلة بعمل فني”. ويضيف “أجد أن عامل التجربة هو الطريقة الأساسية في تحديد مواضيعي المستقبلية. والتقنية بالنسبة لي هي مجرد وسيلة لبلوغ المقصد النهائي من العملية الفنية ولكن أحاول التركيز على موازنة الطرح مع طريقة التنفيذ للحصول على أفضل النتائج”. حس فني يجد الفلاسي أن للفن شكل وصيغة ومراسيم حيث يتوجب على كل هاو الإلمام التام بكل العناصر المتعلقة بهذا العالم قبل الدخول فيه. والذي يحتاج إلى حس فني وتقني ومن وجهة نظري الحس الفني لا بد أن يكون في مرتبة مرتفعة نوعا ما عن العنصر التقني. وبقدر ما يسعى المصور إلى الاهتمام بعدته التصويرية والحصول على أفضل التقنيات يفضل أيضا تطوير عين المصور الفنية بالاطلاع المستمر على فنيات المصورين لتعزيز الذائقة البصرية لديه. وأفضل ما يميز الساحة الفنية وجود عوالم بها العديد من الأفكار والفرص الفنية غير المقتنصة، وتبقى مهمة الفنان للبحث واقتناص الفرص والأفكار وعرضها بعمل فني يتفرد من خلاله. ويوضح أنه عادة ما تكمن الصعوبة في طريقة التجربة، وعملية الدخول في عالم جديد أو فكرة أو تقنية جديدة التي تتطلب وقتا وجهدا وكبوات إلى أن يصل للغاية المنشودة. ويجد أن التصوير بالنسبة له يتمحور حول المداخل والمنافذ، ومدى تمكنه من الوصول لنقطة التصوير المناسبة، ليولد أعمالا تصويرية نافذة. والتصوير يتلخص في مسألة التأثير على المتلقي، والوصول إلى هذه النقطة يتطلب الطرح العميق للموضوع والاهتمام بالتفاصيل والعناصر الموجودة في الكادر التصويري. ويقول الفلاسي “سجلت حضورا في العديد من المعارض والمناسبات في الساحة الفنية، أما على صعيد الإنجازات فعلى الرغم من مشاركتي في مختلف المسابقات المحلية والدولية لم أحظى بالفوز. أما عن المشاريع المستقبلية فأنا أعكف حاليا على طرح أعمال فنية تعكس ثقافة وتراث الإمارات بنهج جديد ومبتكر. مشروعي الأخير – العامية الإماراتية – وهو عبارة عن سلسة أعمال أحاول بها تسليط الضوء على مفهوم استخدام الكلمات والعبارات العامية كما يتواردها المجتمع الإماراتي بشكل يومي”. ويضيف “الهدف من العمل الفني توثيق الكلمات والألفاظ العامية المستخدمة والتأكيد على جمالها في شكل فني محاكي للواقع. فتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا غني بعناصر كثيرة يمكن الاستفادة منها في طرح مواضيع جمة بشتى الوسائل الفنية”. ويتابع “لا يمكن أن أستثني الدور البارز الذي تلعبه جمعية الإمارات للتصوير الضوئي في تشجيع المصورين على مواصلة نشاطهم وتعزيز تواجدهم من خلال مختلف الورش الفنية التي تعرض بين الحين والآخر والسعي الحثيث لإبراز الحراك الفني في عالم التصوير الضوئي. وجاءت تجربتي في الكشف عن أعمالي ومشواري الفني في محاضرة قدمتها لعدد من هواة التصوير، على منصة الجمعية والتعريف بالنهج الذي أسير عليه”. ويؤكد “أريد أن أقول لكل من يخطو إلى عالم الفن الرقمي، وكل فنان يملك حسا إبداعيا، أن لا تسعى فقط للظهور على الساحة. إنما ضع بصمتك فيها، واختر نهجًا فنيًا وصب نفسك في قالبه ودع العمل الفني يشار إليه من البعد يستصرخ باسمك، كما أن السمعة الفنية لا تكتسب من فراغ. هي ستسعى خلفك إن كنت ممن يستحقونها. ولا شيء في الحياة يتأتي بسهولة، كل الطرق مضنية وشاقة ولكن بالإمكان اختصار الطريق بخطوات جريئة وهمة عالية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©