السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجيرات بوسطن: الملاحقة المثيرة

20 ابريل 2013 22:46
مارك كلايتون بوسطن في تغير مفاجئ، تحولت عملية ملاحقة الشرطة لأحد المشتبه بتورطهما في تفجيرات ماراثون بوسطن من الفشل إلى النجاح، مع انتقال تصريحات الشرطة من تأكيد عجزها عن القبض على المتشبه إثر هروبه على الأقدام، إلى الإعلان بعد دقائق قليلة أنه تمت محاصرته بالحديقة الخلفية لأحد المنازل، ثم وفي تعاقب سريع للأحداث، أعلنت شرطة بوسطن في تغريدة على موقع «تويتر» أن الملاحقة انتهت وتم القبض على المشتبه به، مطمئنةً السكان الذين عاشوا لحظات عصيبة بأنهم صاروا بأمان، ويمكنهم التحرك بحرية في أرجاء المدينة التي عاشت مؤخراً على وقع حصار الشرطة وتحذير المواطنين. وقد انطلقت عملية الملاحقة يوم الجمعة الماضي لتتوالى الأحداث بسرعة مذهلة، منتقلة من تعليق لآخر. فبعد دقائق على اختتام المؤتمر الصحفي الذي أوضحت فيه الشرطة بأنها ما زالت تتعقب المشتبه به إثر تأكيد المعلومات بأن الشابين المتورطين ينحدران من أصول شيشانية، وأنهما المسؤولان عن التفجير، كانت الشرطة تتوجه إلى منطقة سُمع فيها تبادل إطلاق النار، حيث كان «جوهر تسارنيف» البالغ من العمر 19 سنة مختبئاً بأحد القوارب في باحة منزل بضاحية «واترتاون» بالقرب من بوسطن. وعلى الفور طوقت الشرطة المكان، متخذةً جميع الاحتياطات اللازمة مخافة تأكد ما تناقلته التقارير من أن المشتبه يرتدي حزاماً ناسفاً، كما تم إخلاء السكان القريبين من محيط المنزل تفادياً لوقوع ضحايا في صفوف الأهالي. وقبل الوصول إلى «جوهر»، كان شقيقه «تامرلان»، المشارك معه في تفجير الماراثون، قد قتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في وقت مبكر من يوم الجمعة. وخلال الساعات التي سبقت مقتل أحدهما، انخرط الأخوان طيلة يوم الخميس في عمليات إطلاق النار في محاولتهم الهرب، والخروج من الولاية التي أدت إلى مصرع ضابط شرطة بالقرب من معهد ماساتشوستس الشهير للتكنولوجيا، وجرح ضابط آخر كان ينظم المرور في المنطقة، هذا بالإضافة إلى تعرض عشرة رجال شرطة آخرين لجروح مختلفة، كما نقلت ذلك صحيفة «ذي بوسطن جلوب»، بسبب إلقاء المشتبهين قنابل يدوية من السيارة التي كانا يستقلانها. لكن لم تكن كل التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام حول الشابين صحيحة، بل شابت العديد منها مغالطات عديدة، مثل نفي العقيد في شرطة المدينة، تيموثي ألبن، خلال مؤتمر صحفي، إقدام المشتبه فيهما على سرقة متجر قريب من بوسطن، وإن كانا بالفعل موجودين في محيط المنطقة عندما سمع إطلاق النار، وبعد مجيء الشرطة تم العثور على رجل شرطة ميت في سيارته إثر إطلاق النار فيما لاذ الشقيقان بالهرب بعد سرقتهما لسيارة تعقبها رجال الشرطة لتنتهي المطاردة في ضاحية «واترتاون»، وفي ذلك الوقت وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار بين الشابين ورجال الشرطة أطلقت خلاله أكثر من 200 طلقة، أصيب «تامرلان» إصابة بالغة، حينها قفز شقيقه «جوهر» إلى إحدى السيارات وانطلق مسرعاً، حسب الشهود الذين قالوا أيضاً إنه دهس في طريقه جسد أخيه الملقى على الأرض. وحتى بعد العثور على السيارة تمكن «جوهر» من الهرب على قدميه لتستمر مطاردة الشرطة وتطويقها للأماكن المشتبه فيها. وتوخياً للحذر، أصدرت شرطة المدينة تعليماتها للسكان بعدم فتح أبواب منازلهم إلا عند رؤية رجل شرطة، كما طالبتهم بعدم التوقف في الطريق أثناء سياقة السيارة، والبقاء ما أمكن داخل بيوتهم. لكن بعد يوم كامل من البحث امتد لساعات طويلة لم تعثر الشرطة بعد على خيط يوصلها إلى المكان الذي يختبئ فيه المشتبه الفار، وذلك رغم الاستعانة بجميع الإمكانات المتاحة وتجنيد القوات المختلفة والكلاب البوليسية. وفيما كانت الشرطة تستعد لرفع ما يشبه «الإقامة الجبرية» التي اضطر الأهالي لدخولها خوفاً من الشاب الهارب مع اقتراب غروب شمس الجمعة، ظلت أجواء الترقب مسيطرة على رجال الشرطة والسكان على حد سواء، لاسيما في ظل الضغوط التي اعترضت القوات الأمنية للوصول إلى الشاب وإنهاء حالة التوجس التي خيمت على بوسطن. ولتكثيف البحث صرح العقيد في شرطة بوسطن «آلبن» أن عشر دوريات شرطة جديدة ستنضم لعملية البحث والمطاردة، قائلا: «نعم، نعتقد بأنه ما زال مختبئاً في مكان ما بحي واترتاون». وعندما سئل عما إذا كان المشتبه فيه قد غادر الولاية، رد بأنه لا يعتقد ذلك، مشيراً إلى أن قواته ملتزمة بالعثور عليه، وهو ما تحقق بالفعل، إذ لم تمضِ سوى دقائق قليلة حتى طوقت الشرطة القارب الذي اختبأ فيه «جوهر»، ثم سرعان ما شوهدت سيارة إسعاف، وهي تنقل المشتبه فيه إلى المستشفى، لكن حتى بعد انتهاء المطاردة والقبض على المشتبه فيه، تظل العديد من الأسئلة معلقة، مثل: في أي حالة صحية يوجد المشتبه؟ وكيف ستجري عمليات توجيه التهم والدفاع؟ وهل كان بمقدور السلطات تفادي عملية تفجير الماراثون؟ وأخيراً ما هي الدروس التي استخلصتها أميركا من محاربة الإرهاب منذ 11 سبتمبر؟ وهل تمت الاستفادة منها؟ ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©