الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السكر الطبيعي يُقوي جهاز المناعة عبر استهلاك الخضراوات والفواكه حلوة الطعم

السكر الطبيعي يُقوي جهاز المناعة عبر استهلاك الخضراوات والفواكه حلوة الطعم
20 ابريل 2012
هل أنت قلق أكثر بشأن الدهون التقابلية أم بشأن الملح؟ الجواب: لا هذا ولا ذاك، فهناك سبب آخر يجدُر بك أن تُضيفه إلى قائمة مباعث قلقك. إنه السكر. ويعتقد البعض أن تصحيح وضع ينبغي أن يكون عبر تناول أطعمة خالية من السكر، لكن التوصية بشيء كهذا سيكون دعوةً تسطيحيةً وغير واقعية. فالسكر يبقى في النهاية أحد العناصر الغذائية التي تُسبب السمنة وبعض الأمراض، وليس أخطرها. ويُشير تقرير علمي حديث إلى أن الأميركيين يستهلكون قُرابة 77 جراماً من السكر يومياً، أي 20 ملعقة شاي! علماً أننا لا نتحدث هنا عن السكر الطبيعي الموجود في الفواكه والخضراوات والحليب، وإنما فقط عن السكر المكرر والمصنع والمضاف. وهذه كمية كبيرة جداً في ميزان اختصاصيي التغذية. وفي الوقت الذي نشتكي فيه من اتساع رقعة انتشار السمنة والسكري نوع 2، نجد أن أفراد المجتمع الأميركي يتناولون ضعف كمية السكر التي يوصي بها الاختصاصيون، كما يتجاوزون المعدل الأقصى للسعرات الحرارية المستهلكة يومياً (2000 سعرة). وهذا وضع يسترعي الاهتمام ويستدعي الانتباه. وفي بعض الدوائر، يتم الإعلان بصراحة عن كون السكر هو العدو رقم واحد للصحة. الحقيقة المرة هناك العديد من العلماء والباحثين الذي يُعلنون معاداتهم للسكر، ومنهم الدكتور وولتر ويليت من جامعة هارفارد، وكيلي براونيل من جامعة ييل. لكن القائد الحقيقي الذي يرفع لواء معاداة السكر هو الدكتور روبرت لوستيج، أستاذ طب الأطفال السريري في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو. ففي سنة 2009، ألقى لوستيج محاضرةً بعنوان “السكر: الحقيقة المرة”، وقد شاهد محاضرته هذه على “يوتيوب” مليونا شخص إلى الآن. وقد أعقبها لوستيج بمقال دعا فيه إلى تطبيق ضرائب جديدة على أقطاب الصناعات الغذائية الذين يُكثرون من استخدام السكر المضاف في منتجاتهم، وطالب بقَصْر استهلاك بعض الحلويات والسكاكر على بعض الفئات العمرية. وذهب لوستيج أبعد من هذا بكثير، إذ نادى في إحدى حلقات “60 دقيقة” التلفزيونية إلى اعتبار السكر المضاف من بين المواد “السامة” التي تسببت في ظهور “أزمة حقيقية في الصحة العامة”. ويرى لوستيج أن المحليات في الأغذية المصنعة والمعلبة، سواءً كانت على شكل شراب شرة يحتوي على نسبة عالية من الفريكتوز أو الصودا أو قصب السكر أو قطعة حلوى، فهي تعد أحد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمشاكل صحية على مستوى عملية الأيض (متلازمة الأيض) وبمضاعفات خطيرة تشمل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتخفيض مقاومة الإنسولين. وحسب بعض التقديرات، فإن متلازمة الأيض تُضاعف مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية أو السكتات الدماغية. ويبلغ عدد المصابين بهذه المتلازمة شخصاً واحداً من بين كل أربعة راشدين أميركيين. والكثير من الشباب المدمنين للمنتجات عالية السكر يعانون منها حتى وإنْ كانت أجسامهم تبدو رشيقةً أو نحيلةً. ويقول لوستيج في هذا الصدد “ينبغي على كل شخص أن يعي خطورة عواقب الإكثار من هذه المواد السكرية”. مدافعون شرسون مقابل الهجمة الشرسة التي يشنها لوستيج على السكر في جميع الجبهات، هناك مدافعون شرسون عن السكر. ومن بينهم أندي بريسكوي، الرئيس التنفيذي لشركة السكر الأميركية، وهو يقول “إن لوستيج لا يفقه شيئاً في العلم. فالناس كانوا يتناولون الكثير من السكر في بداية سبعينيات القرن الماضي، وما كانوا يعانون من كل هذه المشاكل الصحية التي نشتكي منها اليوم كالسمنة ومشاكل الأيض والهضم”. ويعتقد بعض علماء التغذية أيضاً أن المنذرين بمخاطر السكر تجاوزوا كل الحدود وبالغوا كثيراً. وتقول جوان سلافين، أستاذة علم التغذية في جامعة مينيسوتا، “السكر ليس سماً، والحمية هي أكثر تعقيداً من أن تكون مرتبطةً بعنصر سلبي واحد”. وتُضيف جوان بالقول إن الناس الذين يُحاولون تقليل استهلاك السكر ينتهي بهم المطاف إلى حرمان أنفسهم من أطعمة سكرية لكن مغذية في الوقت نفسه، وذلك من قبيل حليب الشوكولاته وعصير الفواكه وحبوب القمح الكامل. لكن رأيها هذا وُوجه بانتقادات عديدة من قبل اختصاصيي تغذية آخرين قالوا إن هذه الرأي لا أساس له من الصحة. ويقول لوستيج إنه لا يشتري أبداً هذه المنتجات المحلاة. ويصف العصائر المعلبة بـ”الكوارث”، ويدعو إلى تجنب تناول السكر المضاف جملةً وتفصيلاً. لكن السؤال المطروح هنا هو “كيف ننجح في تقليل استهلاكنا للسكر؟”. وحسب لوستيج، فإنه بدل قراءة لاصقات محتويات كل منتج غذائي، ينبغي اللجوء إلى الأطعمة الطبيعية غير المعلبة وغير المصنعة التي لا تحتوي على لاصقات محتويات على الإطلاق. ويقول “أنا لا أدعو هنا إلى تجنب المنتجات التي تشير لاصقاتها إلى احتوائها على سكر، بل أدعو إلى الاقتصار على تناوُل الأطعمة الحقيقية التي لا توجد بها أية لاصقات”. ويقول بعض الباحثين إن بعض المشاكل الصحية التي يتبين أن السكر هو المتسبب بها تنجم أحياناً عن امتصاص السكر الموجود في أطعمة تبدو بريئةً كالخبز الأبيض أو الأرز الأبيض أو البطاطس، إذ إن سكر هذه الأطعمة يتحول بسرعة إلى الجليكوز في الجسم، وهي النتيجة نفسها التي يُفضي إليها استهلاك أطعمة غنية بالدهون أو اللحوم الحمراء أو المنتجات المحتوية على الكثير من المضافات الكيميائية. وقد يحدث ذلك بسبب عوامل أخرى غير غذائية كنقص فيتامين “دي” والتوتر النفسي، وبكتيريا الأمعاء. ويضيف هؤلاء الباحثون أنه عندما يستهلك المرء 100 جرام من السكر عبر أحد المحليات، فإنه يجعل نظامه المناعي مستنفراً لساعات متواصلة. وفي السياق نفسه، يُشير باحثون آخرون إلى أن إكثار بعض الناس من استهلاك السكر قد يكون مؤشراً على عدم حصول أجسامهم على ما يكفي من البروتينات. أما بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبةً في فراق الأطعمة المحلاة، ، فيمكنهم أن يجدوا ضالتهم في الخضراوات والفواكه حلوة الطعم كالبطاطس الحلوة والتوت. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©