الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد بن أبي وقاص أول من رمى في الإسلام

20 ابريل 2012
(القاهرة) - الصحابي سعد بن أبي وقاص، كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتا، ومن فرسان الإسلام الفاتحين، فهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى. تقواه وورعه يقول الدكتور محمد متولي منصور- الأستاذ بجامعة الأزهر- ولد سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب، بن أمية، وجده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم الرسول- صلى الله عليه وسلم- في مكة سنة 23 قبل الهجرة، ونشأ في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم، وبالحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة في أيام الحج، وأسلم مبكرا، عندما دعاه أبوبكر الصديق-رضى الله عنه- للإسلام، وهو ابن سبع عشرة سنة، ولما علمت أمه بدخوله الإسلام تركت الطعام ليعود إلى الكفر، فقال لها: والله يا أماه، لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فحلفت ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، وقالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، فمكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد- رضي الله عنه- فأنزل الله تعالى:” ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون”. ولازم الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعيش بجواره، ويتلقى القرآن منه وينهل من علمه، ويصلي معه في نواحي مكة، ولخلقه وتقواه وورعه وولائه للدين الحنيف، ولمنزلته العالية كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:” هذا خالي ويشير إلى سعد”، وذات مرة كان -صلى الله عليه وسلم- يجلس بين نفر من أصحابه، فرنا ببصره إلى الأفق في إصغاء من يتلقى همسا وسرا، ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم: “يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة”، وأخذ الصحابة يتلفتون ليروا هذا السعيد، فإذا سعد بن أبي وقاص آت، وقد سأله عبدالله بن عمرو بن العاص أن يدله على ما يتقرب به إلى الله من عبادة وعمل، فقال له: “لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد، غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا”، وكان -رضي الله عنه- مـن الذين كتبوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي في مكة والرسائل، وروي عن عائشة-رضى الله عنها- قالت:”أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال:” ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة”. قالت: فسمعنا صوت السلاح. فقال رسول الله:”من هذا”؟ فقال سعد بن أبي وقاص: أنا يا رسول الله، جئت أحرسك. فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى سمعت غطيطه. أول من رمى بسهم حارب سعد تحت لواء الرسول -عليه الصلاة والسلام- المشاهد والغزوات، ويعد أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمي أيضا، فقد بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سرية عبيدة بن الحارث -رضي الله عنه- إلى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعا من قريش ولم يكن بينهم قتال، ألا أن سعدا قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام، وحمل لواء الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم خرج في السنة الثانية للهجرة مع مئتين من أصحابه حتى بلغ “بواط” يعرض لعيرات قريش، وكان في مقدمة سرية عبدالله بن جحش. وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يعتمده في بعض الأعمال الخاصة، ويرسله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام بمهمة استطلاعية عند ماء بدر. وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح. وفي غزوة أحد وقف سعد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال سعد: “لقد رأيته يناولني السهم ويقول: “ارم فداك أبي وأمي”، حتى أنه ليناولني السهم ما فيه نصل فيقول: “ارم به” وكان من القلة الذين صمدوا في الدفاع عن الرسول- صلى الله عليه وسلم. ولم يتخلف عن غزوة كتب للمسلمين أن يخوضوها، وعندما ولاه الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قيادة جيش المسلمين الذي جهز لحرب الفرس، خرج في ثلاثين ألف مقاتل، وكان الفرس أكثر من مئة ألف من المقاتلين المدربين المدججين بالعتاد والسلاح، وظهرت براعته العسكرية عندما استجاب لنصائح عمر بن الخطاب في إدارة المعركة، وابتكر نظام الجيوش المنفصلة لمواجهة جيوش الفرس المتفوقة، والتي تتمتع بخبرات قتالية واسعة بحكم صراعها الدائم وتعتمد في حروبها على القوة المفرطة وربط المقاتلين بالسلاسل، لتكوين جدار صلب لتحطيم عدوها، فلجأ إلى المناورات العميقة والقوية واستطاع توجيه قادة الجند ليتوغلوا في مؤخرة جيش الفرس وتمكن من هزيمتهم في القادسية. وعرف بالزهد والورع والعبادة والحرص على مصالح المسلمين، وذكرت المصادر انه حين ولاه عمر -رضي الله عنه- إمارة العراق، راح يبني ويعمر في الكوفة، فاشتكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين، وقالوا:”إن سعد لا يحسن يصلي”، فاستدعاه عمر إلى المدينة فلبى مسرعا، ولما سأله ضحك سعد ورد قائلا: “والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله، أطيل في الركعتين الأوليين وأقصر في الأخريين”، وحين أراد أن يعيده إلى الكوفة ضحك سعد قائلا: “أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة” وآثر البقاء في المدينة. وعندما حضرت عمر -رضي الله عنه- الوفاة بعد أن طعنه المجوسي، جعل الأمر من بعده إلى الستة الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض، وأحدهم سعد بن أبي وقاص، وقال عمر: “إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©