فارس اسكندر شاعر لبناني يتحدى الموجات الهابطة

(بيروت) – أثار الكاتب والشاعر فارس اسكندر ابن الفنان محمد اسكندر حملة من الانتقادات والأسئلة، من أغنية “عبالي حبيبي” للفنانة إليسا، وأغنية كتبتلك للفنانة دينا حايك، و”اغمريني” للفنان ملحم زين، إلى أغنيته الجديدة التي أثارت جدلاً “ضد العنف”. ويؤكد اسكندر أنه يعيش بين الناس وليس في صومعة، وبالتالي فإنه يستمد كلماته من الواقع، وحمل أغنيته الجدية التي أداها محمد اسكندر مؤخراً العديد من الجمل الافتراضية، حيث اتهمه البعض بتوجيه الرجل نحو العنف كي لا يصبح الحبيب بمثابة شقيق لحبيبته أو يجمع في مظهره الخارجي معالم الذكورة وحركات الصبية، فجعل من العنف وسيلة تقي الرجل من مظاهر الأنوثة. الإثارة المبتذلة يقول فارس اسكندر لـ”الاتحاد”، إنه حاول أن يترجم الواقع المعاش في العالم العربي إلى أغنيات يرددها الناس، فلا داعي لمهاجمته عندما يضع الإصبع على الجرح. ويضيف: “لقد تطرقت إلى المواضيع التي باتت تشكل نفورا في العالم العربي، ومنها عمليات التجميل النسائية، والفتيات اللواتي يتحملن الأعباء والضغوط في عملهن كي يحافظن على لقمة عيشهن، ودعيت الرجل، بما أن المجتمع العربي مجتمعا ذكوريا، ليحافظ على كيان الأنثى وهذا ليس عيباً. ونجحت والحمدلله، لكني دهشت عندما تطرقت الى موضوع نعومية الرجل التي باتت آفة في مجتمعنا حين تعرضت للنقد الجارح. إنها مشكلة موجودة وتفاقمت مؤخراً ومن المؤسف أنها باتت أمراً عاديا في حين باتت بعض الأغنيات لفنانات صاعدات توحي بالإثارة المبتذلة، والكل لم يحرك ساكناً. لقد قدمت جديداً في أغنية “ضد العنف”، وكان والدي محمد اسكندر واعياً لما تحمله هذه الأغنية من رسائل، وكان أول المشجعين لي، وغناها من دون تردد”. ويتابع: “ربما لم تلق النجاح كالأغاني التي قبلها لكن أتوقع انها ستتقدم قريباً ككل أغنياتي السابقة، وهي ليست أقل شأناً من “عبالي حبيبي” التي مررت بها رسائل مبطنة عن موضوع محظور، لكن الكل أحبها ربما لأن الناقدين اليوم أصبحوا في عالم من المسلمات”. تحدى الموجات الهابطة ويضيف اسكندر أنه تحدى الموجات الهابطة، وساعده والده في التحدي، ففي نظره أن الأغنية ليست لحناً وموسيقى، إنما للكلمات تشكل عنصراً مهما في توصيل فكرة معينة تخدم الناس، في حين بات 80% من المجتمع يخجل من الكلام عن مرض النعومية عند الرجل أو مواجهته، غير آبهين بالأطفال ونشأتهم في مجتمع يقترب من الانحدار اذا بقي الكبت عن الاشهار بالامراض متحكماً. موضحاً: “أغلب الشباب يرددون أغنيات غربية يسمعونها، وتتضمن إيحاءات في معانيها الكثير من الابتذال، لكن ذلك يعتبر ثقافة غربية، في حين أن الاضاءة أو طرح مشكلة تعترض الشباب اليوم باتت تشكل عند البعض نوعاً من النفور. وليس كافياً ان يتناولها الإعلام في حلقة برنامج ثم ينساها الناس بعد حين، فربما للأغنية عندما يرددها الجمهور وقعاً مختلفاً، ففي إعادتها إفادة، عاجلاً ام آجلاً، ستصل الرسالة”. «أكل السوق» ومن جانب آخر، كتب فارس اسكندر أغنية بعنوان “أكل السوق” للفنان إبراهيم سعيد، ومن ألحان سليم سلامة، وتوزيع باسم رزق، وطرحت مؤخراً، وتناول فيها اسكندر مشاكل الغذاء وأزمة الماكولات الموجودة في السوق، محذراً من عدم التأكد من صلاحيتها للاستهلاك، وعلى الأهل الانتباه لاولادهم من “أكل السوق”، ويصرح بأنها سجلت قبل ان تنفجر أزمة اللحوم الفاسدة في لبنان وبعض الدول العربية. يذكر أن سعيد كان عاد الى الساحة الغنائية عبر أغنية “دلعتو”، وقد صورها على طريقة الفيديو كليب مع المخرجة ليال راجحة. ويوضح فارس اسكندر أن أغنيته التي أثارت الكثير من الجدل ما هي الا دليل نجاح، وقد آمن بها وبموضوعها المطروح ربما أكثر من الأغنيات السابقة، وأدى فيها محمد اسكندر بطريقة مختلفة عن “غرفة عمليات”، و”جمهورية قلبي”، موسيقياً وتنفيذياً، وهو يؤكد أن الفشل أقل وقعاً لديه من التكرار. أغنيات جديدة وعن تعامله مع الفنانين وقربه من بعضهم الذين نجحوا في أغنياته، يقول: “أحب الفنانة نوال الزغبي، واحترم هالتها وهيبتها، ونحن نعمل على جديد مشترك، يتناول موضوع يهم كل أنثى، وهي بالطبع لا تخاف من جرأتي. ولدي 6 أغنيات بصدد التحضير للفنان ملحم زين الذي هو صديقي فعلاً، أما زينة الفن والحفلات الفنانة نانسي عجرم فاحضر لها ثلاث أغنيات ونحن نتفق مع مدير أعمالها جيجي لامارا عادة قبل أن تختارها، وقد راهن الكثيرون على الأغنية التي قدمتها لها “لمسة إيد” لكن النتائج جاءت عكس ما تمناه البعض. وعن جديدي أيضاً التعامل مع وائل كفوري في أغنية رومانسية، كما أقدم لميريام فارس أغنية تهم الناس، وفيها حركة مميزة، أما لقائي بها فيقتصر على المصادفة إذا حطت ميريام رحالها في بيروت، كونها تقضي معظم أوقاتها في الطائرة”.