الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجابري يحاضر حول مسار التكوين في القرآن الكريم بأبوظبي

الجابري يحاضر حول مسار التكوين في القرآن الكريم بأبوظبي
18 سبتمبر 2008 02:06
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي في أبوظبي محاضرة للمفكر العربي الدكتور محمد عابد الجابري بعنوان ''مسار الكون والتكوين في القرآن الكريم'' حضرها عدد من المثقفين والصحفيين والمهتمين بالسيرة النبوية الشريفة· استهل الجابري محاضرته بالحديث عن تاريخ جمع القرآن الكريم الذي دون في عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد 30 عاماً من الهجرة حيث رتب - بحسب الجابري - ترتيباً خاصاً ابتدأ بسورة البقرة متبوعة بسورة آل عمران والنساء وهي سور طوال مدنية وتلك دلالة على اهتمام الجامع بالتشريع وضبط القوانين· وأشار المحاضر إلى أن ترتيب القرآن جاء وفق ترسيخ العقيدة الإسلامية - وكما يرى - أن البداية بالتشريعات التي تحملها السور المدنية مطابقة مع ما تواجد من مستجدات في الحياة الجديدة التي تتشابه مع ما جاء في السور الطوال· وأوضح الجابري بعضاً من أفكار العلماء المسلمين الذين بحثوا في القرآن الكريم والذين توصلوا خلال بحثهم إلى علم ترتيب النزول حيث وضعوا عدة لوائح لترتيب النزول ولكن تبقى تفاسيرهم للقرآن الكريم مطابقة لترتيب السور في المصحف· ويرى المحاضر أن هناك ترتيبين هما: الأول الترتيب بحسب ما جاء إلينا ونقرأه في المصحف الشريف والثاني مطابقة التنزيل القرآني للسيرة النبوية أي الترتيب الزمني للآيات· وذكر الجابري: أن المستشرق الفرنسي ريجيس دوبريه ناقش هذه الفكرة من قبل متوخياً قراءة لهجة القرآن وطغيان العمق الروحي والبلاغي فيه، إلا أنه وجد أن هذه المقاييس ليست طريقاً للترتيب ولذا عدل عن الفكرة أو الطريقة التي حاول تبنيها وفضل الرجوع إلى النص القرآني بترتيبه ابتداءً من سورة البقرة· أي ما هو عليه الآن· وقال الجابري إن ما وصل إلينا من حديث عن مراجعة الرسول للقرآن الكريم مع جبريل كل رمضان من كل سنة هو مصداق ما ناقشه في ضوء الترتيب الدقيق للنص القرآني على ما هو عليه الآن أيضاً· توخى المحاضر شرح مفاهيم علوم القرآن في أغلب تفاسير العلماء المسلمين وظواهر الترتيب المتعددة ومنها الترتيب الزماني والآخر المكاني والثالث الليلي والرابع النهاري، وأن ذلك جاء في كتابه ''مدخل إلى القرآن الكريم'' وفي جزئه الأول ''التعريف بالقرآن الكريم''· يقول الجابري: إنني حاولت عندما قرأت تفاسير العلماء المسلمين أن أجعلها معاصرة ولم أقل شيئاً خاصاً بي من حيث الشكل والتطور وهذا ما عالجته في الجزء الثاني والمعنون بـ ''فهم القرآن الكريم''· حاول المحاضر أن يقدم فهمه لترتيب القرآن الكريم من خلال السيرة النبوية الشريفة وبذلك تدرج عبر قراءة تفاسير المفسرين إلى هذا المنطلق· وقال أيضاً: قديماً كان يسيطر على التفاسير انتماء المفسر الايديولوجي ومنهم الجدليون والفقهيون والبالغيون ''من المعتزلة بخاصة'' ومثالهم الزمخشري في تفسيره الشهير ''الكشاف'' أما الصوفيون ومنهم ''الطبري'' فقد اعتمدوا على المرويات· وأكد أن جميع التفاسير دخلت على أصحابها الايديولوجيا أو الميول الذهبية والنزعات أياً كانت· وافترض الجابري مقولة واضحة بأن الماضي كله لنا وعلينا أن نفهم القرآن الكريم بمعزل عن الميول والمذاهب وهو منهج حاول الباحث القيام به· أشار المحاضر إلى أنه في كتابه ''فهم القرآن الكريم'' اعتمد أسساً جديدة وهي أولاً اتباع ترتيب النزول وثانياً التمييز بين الآيات المكية والمدنية وثالثاً السياق النصي أي أن الآيات نزلت في سياق معين ولا يجب أن يدخل عليها سياق آخر· ورابعا أن القرآن الكريم يشرح بعضه بعضا أي أن الباحث عليه أن يبحث عن مثيلات ما صعب من آيات القرآن في القرآن كله ليجد آيات تشرح وتفسر ما عرض من الآيات السابقات
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©