الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: «المتنطعون» يشوهون رسالة الإسلام

19 يناير 2017 22:56
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء في الأزهر رفض الإسلام القاطع لكل أشكال التشدد والغلو في الدين، مؤكدين أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته التي جاء بها لا تقبل المغالاة بأي حال من الأحوال. وأوضح العلماء أن الغلو والتشدد لن يأتي بخير، بل على العكس تماماً، فالتطرف حتماً يؤدي إلى الإرهاب وشيوع الفوضى والفرقة، وليعلم كل متشدد أن مصيره مع الاستمرار في إيذاء الأمة والإساءة إليها الهلاك والإهلاك، وهذا ما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين». وأشار العلماء إلى أن الإسلام دين يتسم بالمرونة، والسعة التي تسع الناس جميعاً دون تضييق، أو حملهم على الأشد من الآراء، وفي هذه الأيام يختار البعض للأمة أعسر الأشياء وأشقها، ويحاولون فرضها على أن هذا هو الدين الذي جاء به الوحي، وليس على أنه مجرد آراء واجتهادات، تحتمل الخطأ والصواب. الحكمة قال د. شوقي علام مفتي مصر، جاء الإسلام الحنيف منذ أكثر من 1430 عاماً بشريعة سمحاء ترفض كافة أشكال التطرف والتشدد والغلو في الدين، وقد تعامل نبينا صلى الله عليه وسلم مع هذه الظاهرة وعالجها بحكمة، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه، جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال ثالث: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. المغالاة والتشدد وأضاف مفتي مصر: في ضوء هذا الحديث رفض النبي صلى الله عليه وسلم المغالاة والتشدد واعتبرهما تطرفاً وخروجاً عن السنة المطهرة، فالغلاة وإن ادعوا حرصهم الزائد على تطبيق الإسلام إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منهم حالة إصرارهم على هذا الغلو والشطط، فهم لا ينتسبون إليه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن رغب عن سنتي فليس مني»، وهذه العبارة الواردة في الحديث بمثابة إعلان من الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام بأن منهجه ورسالته التي جاء بها لا تقبل المغالاة بحال، ومن ثم نقول لمن يتشدد في أمر الدين ويحمل الإسلام ما ليس منه، من مغالاة في التطبيق أو سوء فهم للتطبيق نقول لهم: التزموا وسطية السنة المطهرة، وارجعوا إلى العلماء الربانيين الذين أخذوا العلم كابرا عن كابر، فأثمر ذلك في نفوسهم الفهم الصحيح لهذا الدين الحنيف. وأضاف: ليعلم كل مغال متشدد في دينه أن الغلو أبداً لم ولن يأتي بخير، بل على العكس، فالتطرف يؤدي إلى الإرهاب والفوضى والفرقة، وهذا ما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم والغلو، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين»، وهذا حال كل متطرف منذ عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، مصداقاً لقوله الشريف «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» قالها: ثلاثًا، والمتنطعون هم المغالون والمجاوزون لحد الاعتدال. التربية والإرشاد وقال د. علام: وهذا درس للوعاظ والمفتين وأهل التربية والإرشاد فيما يجب عليهم حيث ينبغي لهم أن يختاروا للناس الأيسر والأنسب من الأقوال، وأن يعملوا على التبشير والترغيب لا على العنف والشدة والترهيب، لأن الأصل في الدين البشارة واليسر والتيسير. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن فيه إثم»، وتقول في وصف رسول الله إنه كان أكرم الناس وألين الناس، ضحاكاً، بساماً. فاللين من صفات النبي الكريم الذي قال الله عز وجل فيه «وإنك لعلى خلق عظيم»، ووصيتنا لكل من سلك طريق الانحراف والتطرف والتشدد: ضع نصب عينيك دائماً قول نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلما ميسرا»، والمعنت والمتعنت هو المتشدد على نفسه والناس والذي يلزم نفسه وإياهم بما يصعب ويشق مما يفقد لذة العبادة والأنس بها وحلاوة الدين والعمل به. صياغة العقول وأوضح د. عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين المرونة، والسعة التي تسع الناس جميعاً دون تضييق، كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام في خطابه للناس جميعاً، حيث يقول: «بعثت بالحنيفية السمحة»، وقوله في الحج: «افعل ولا حرج»، وفي هذه الأيام يختار البعض للأمة أعسر الأشياء وأشقها، ويحاولون فرضها. ورفض د. عبدالحليم ما تتبناه بعض الجماعات من آراء وتظن أنها الدين وحده، وأنها الحق المطلق الذي لا يجوز مخالفته أو مناقشته، ومن يخالف ما هم عليه يتصف بالفسق والزندقة والمروق من الإسلام، وربما وصل بهم الأمر إلى حد تكفير المخالف، وإخراجه من الملة، وإباحة دمه، وجواز الاعتداء عليه، وكل هذه الألوان والصيغ من الفهم المغلوط للدين ولأحكامه يجب أن تصحح، وأن تعاد صياغة عقول أصحابها من جديد، حتى لا يتم التلبيس على العامة، والتشويش عليهم من قبل أولئك، وحتى نوضح صورة الإسلام المشرقة للدنيا كلها أنه دين سلام، ودين محبة. وقال د. عبدالحليم: يخطئ المتشددون والمغالون عندما يشقوا على الناس في أمور دينهم، ويعرضوا تعاليم الإسلام عليهم على أساس أنها مجموعة من التكاليف الهدف منها تعذيبهم، وإيقاعهم في الحرج والمشقة، وهؤلاء وأمثالهم منفرون كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن منكم منفرين»، وقال أيضاً: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق». سيد بكري: ديننا الحنيف يدعو إلى الوسطية شدد د. سيد بكري عبداللطيف، الأستاذ بجامعة الأزهر، على أن الإسلام ليس دينا جامدا، وإنما هو دين السلاسة والمرونة، الأمر الذي جعل شريعته صالحة لكل زمان ومكان، وهو يدعو إلى التيسير والوسطية، ويرفض الغلو والتشدد، مشيراً إلى أن أي جماعة أو حركة أو أفراد يمارسون التشدد والغلو في الدين، فإنهم بذلك يخالفون رسالة الإسلام من حيث المبدأ والأساس، فكل فعل فيه تشدد وغلو وتضييق على الناس سواء صدر ذلك من فرد أو جماعة فهو من التطرف ولا يمت للإسلام بصلة، والوسطيةُ الإسلامية تحارب الغلو والتطرف بكافة الأشكال والصور. وقال: الأمة الإسلامية في وقتنا الراهن أصبحت في أمس الحاجة إلى وسطية الإسلام لتنقذها من الآراء المتباينة والغلو في الأحكام، وهذا الانحراف الذي جلب عليها كثيراً من المشاكل الفكرية والفقهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©