الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قصة الحصن.. مجد وطن

20 ابريل 2013 23:26
الوثبة (الاتحاد) - “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، بذلك كانت بداية دولة خرجت للعالم بعد أن ارتوت شرايينها بالماء العذب، فأحياها ونمت وكبرت حتى أصبح يشار إليها بالبنان، إذاً هي بئر ماء عذب عثر عليها ظبي عطش، بعد مطاردة من صياد وقعت عينيه على البئر، واستبصر أهميتها رجال عرف عنهم الحكمة، ومن هذه البئر بنى هؤلاء الرجال دولة تنمو يومياً وتزدهر دوماً حتى أصبحت شامخة وما زالت، وطن صنع لاسمه علامة فارقة بين الأمم، وحدث ذلك كله بسبب استبصار رجال اتخذوا من الحصن سكناً لهم، ينطلقون منه بالبلاد إلى مستقبل مشرق، وهذه هي باختصار “قصة حصن ... مجد وطن”. كانت بدايته عبارة عن برج مراقبة المياه العذبة المكتشفة حتى لا يتم التصرف بها بشكل عشوائي، والعمل على تنظيم استخدامها بين مختلف الأفراد نتيجة شح المياه في تلك الفترة الزمنية، وفي عام 1761، أمر الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان ببناء قصر ليكون مقر للحكم وسكن للعائلة، وذلك بعد أن انتقل بشعبه “قبيلة بني ياس” من ليوا إلى جزيرة أبوظبي باعتبارها جزيرة مثالية لسكن القبيلة التي كانت تحظى باحترام وثقة السكان بهم، وقد كان بناء القصر نقطة تحول في المنطقة، حيث انتقلت القبائل للعيش حوله، لتشكل بعد ذلك مجتمعاً حيوياً تتوافر فيه معظم مقومات العيش. وبعد بناء برج لمراقبة المياه العذبة، ومن ثم بناء الحصن بأمر من الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان، وكانت هذه المرحلة الأولى للبناء، بدأت المرحلة الثانية عندما تولى الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان مقاليد الحكم في عام 1845م، حيث أمر بتطوير البناء، وتم ذلك عبر تشييد البرج الثاني وبناء مسجد مجاور وحفر بئر مياه جديدة تغذي الحصن، وقد أحيط المبنى بجدار طويل، وفي عام 1950م كانت المرحلة الثالث أثناء تولي الشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد آل نهيان حكم الإمارة، حيث أمر بإحداث توسعات جديدة في القصر، وذلك استغلالاً للإيرادات التي كانت تدر على الإمارات المتصالحة من خلال توقيع معاهدات تسمح بالتنقيب البيولوجي عن النفط التي تمت عام 1939م، حتى أصبحت مساحته تساوي أربعة أضعاف المساحة السابقة. وقد تم تشييد سور عملاق وأبراج شامخة وقوية، وقد صار القصر في هذه المرحلة مكوناً من طابقين، وفي هذه المرحلة استخدم الإسمنت في البناء معوماً بأخشاب “الجندل” الذي كان يجلب عبر البحر من أفريقيا، وتزينت الجدران الخارجية للقصر بمجموعة من الأحجار المرجانية بأسلوب معماري بارع، وتمت تغطيتها بخلطة خاصة من الجبس تتكون من الجير الرمل المحلي ومسحوق صدف البحر، حيث اكتسبت جدران الحصن بفضل الخصائص العاكسة لصدف البحر منظراً متلألئاً تحت أشعة الشمس، ما شكل منارة ترحيب وتوجيه للسفن البحرية التي يعتليها تجار المنطقة خلال رحلاتهم البحرية المتنوعة، وقد استغرق البناء في هذه المرحلة ثلاثة أعوام. وفي عام 1966م عندما تولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، اتخذ من القصر مقراً له، وقد أضاف إليه بعض التعديلات الحديثة، حتى أصبح القصر بشكله الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©